الأمير سلطان ينهي زيارته للدوحة.. ودول الخليج ترحب بالتقارب السعودي - القطري

مصادر لـ«الشرق الأوسط» : التأثيرات الإيجابية للزيارة ستنعكس على قرارات قمة مسقط المقبلة

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر خلال توديعه الأمير سلطان بن عبد العزيز في مطار الدوحة أمس (واس)
TT

اختتم الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، أمس زيارة تاريخية لدولة قطر استمرت ثلاثة أيام.

وأكدت مصادر دبلوماسية خليجية لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيارة التي قام بها الأمير سلطان لقطر، ستسهم في تقوية العمل الخليجي المشترك خلال الفترة المقبلة، عبر «الوصول إلى حلول عملية لعدد من القضايا العالقة، ليست بين السعودية وقطر فحسب، بل أيضا بين دول مجلس التعاون الخليجي بأكملها».

ووفقا للمصادر الدبلوماسية الخليجية فإن الدور السعودي كان ولا يزال مؤثرا في حل أي خلافات عالقة بين دول المجلس، «وبالتالي فإن زيارة ولي العهد السعودي لقطر، وإعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، ستؤدي إلى تغيير أيضا في العمل الجماعي لدول مجلس التعاون خلال الفترة المقبلة». وتوقعت المصادر أن تشهد القمة الخليجية المقبلة، والمقرر أن تعقد في العاصمة العمانية مسقط نهاية العام الجاري، نقلة كبرى في التعاون الخليجي، وقالت المصادر إن عودة العلاقات بين السعودية وقطر إلى طبيعتها، «ستنعكس إيجابا على رغبة قادة دول الخليج في قرارات عملية تصب في صالح الشعوب الخليجية».

وبعد الترحيب الكبير الذي أبداه الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت وتقديره «للتواصل الأخوي بين البلدين الشقيقين»، توالت ردود الفعل الخليجية، على مستوى القادة، المرحبة «بعودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي»، حيث عبر الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أمس عن ارتياحه الكبير لنجاح الزيارة الأخوية التي قام بها الأمير سلطان لدولة قطر، حيث أشاد ملك البحرين بعودة العلاقات الأخوية بين البلدين إلى مسارها الطبيعي «والتي تصب في مصلحة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية».

وقال الشيخ خالد بن احمد آل خليفة وزير الديوان الملكي البحريني، إن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أشاد باللقاءات الأخوية بين القيادتين الحكيمتين في المملكة العربية والسعودية ودولة قطر، مقدرا «هذا التواصل الاخوي البناء بين البلدين الشقيقين الذي يجسد معاني التواصل والإخاء بينهما لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين الشقيقين».

وأكد الملك حمد بن عيسى أن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز التضامن وتقوية أواصر عرى التعاون ووحدة الصف بين دول المجلس، كما ستكون لها انعكاساتها الطيبة بين دول المجلس، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي «لبنة تواصل وإخاء تضعها المملكة العربية السعودية في مسيرة بناء دول مجلس التعاون الخليجي الشامخ نحو الوحدة والتلاحم. وتمنى العاهل البحريني لهذه العلاقات المزيد من التطور والنماء».

أمام ذلك قال لـ«الشرق الأوسط» نبيل الحمر مستشار ملك البحرين للشؤون الإعلامية، إن ترحيب ملك البحرين البالغ بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين السعودية وقطر مرده الى «الدور الكبير الذي تلعبه السعودية في تقوية العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ككل، ونقلها إلى تطلعات الشعوب الخليجية».

وقال الحمر إن أي شائبة تكون في علاقات أي دولتين خليجيتين «تؤثر طبيعيا في العلاقات الخليجية الخليجية»، مؤكدا أن القادة الخليجيين مصرون على نقل العمل الخليجي المشترك إلى التكامل والوصول إلى وحدة حقيقية بين شعوب الخليج.

ووفقا لنبيل الحمر فإن المشاكل والقضايا التي أثرت على العلاقات بين دول الخليج «كانت بسيطة وبالإمكان حلها بسهولة»، غير أنه شدد على أن مبادرة الأمير سلطان بزيارة قطر وإغلاق آخر صفحات التوتر في العلاقات بين البلدين «هي مبادرة لا تعني السعودية وقطر فحسب، بل كل دول وحكومات دول الخليج ترحب بها وتعتبرها محل تقدير كبير للدور السعودي».

من جهة اخرى، أشاد مجلس الوزراء القطري في جلسته أمس، التي عقدت برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بالزيارة التى قام بها الأمير سلطان بن عبد العزيز، وبالنتائج «المثمرة لهذه الزيارة، التي جاءت معبرة عن رؤية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر واخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية ورغبتهما فى دعم أواصر العلاقات الاخوية وتحقيق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين والبلدين الشقيقين».

وكان ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أولم مأدبة غداء كبرى، للأمير سلطان والوفد المرافق له ظهر أمس، قبل أن يغادر إلى مطار الدوحة الدولي في طريقه إلى الرياض. وكما كان استقبال الأمير سلطان من قبل القيادة القطرية، كذلك كان وداعه، حيث تقدم مودعيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر بعد زيارة استغرقت ثلاثة ايام. كما كان في الوداع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد، والشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني المستشار الخاص لأمير قطر، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والشيخ حمد بن ناصر آل ثاني وزير الدولة رئيس بعثة الشرف المرافقة والشيخ عبد الرحمن بن سعود آل ثاني رئيس الديوان الأميري واحمد علي القحطاني السفير السعودي لدى قطر واعضاء السفارة السعودية.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد أبرق فور مغادرته الأجواء القطرية للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، جاء فيها «يسعدني إثر مغادرتنا بلدكم الشقيق أن أعرب لسموكم عن بالغ الشكر والتقدير على ما أحطتمونا به والوفد المرافق من استقبال كريم وحفاوة بالغة كان لها أبلغ الأثر في نفوسنا، سائلاً العلي القدير أن يديم على بلدينا نعمة الأمن والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لأخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولسموكم الكريم، وأن يجعل لقاءاتنا دائماً على طريق الإخاء والتعاون لما فيه الخير».

كما أبرق للشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر، وقال «يطيب لنا ونحن نغادر بلدكم الشقيق بعد الزيارة التي سعدنا بها ولقاء الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وسموكم الكريم وكافة الإخوة الأشقاء أن نعرب لكم عن عميق الشكر وعظيم الامتنان على ما لقيناه والوفد المرافق لنا من كرم الضيافة وحسن الاستقبال والترحيب».

كذلك وجه برقية مماثلة للشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء، جاء في سياقها «أود أن أتوجه لسموكم بوافر الشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة التي لقيناها أثناء زيارتنا الرسمية لدولة قطر الشقيقة». وقال «سعدنا بلقائكم وأصحاب السمو الشيوخ وأغتنم هذه المناسبة للتنويه بالعلاقات المتميزة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين».

وكان في مقدمة مستقبلي ولي العهد لدى وصوله مطار قاعدة الرياض الجوية، الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد بن فيصل بن سعد، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، والأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الثقافة والاعلام، والأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز المستشار بديوان ولي العهد.

كما كان في استقباله، علي الحديثي رئيس ديوان ولي العهد، وعبد المحسن المحيسن رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، والفريق أول ركن صالح المحيا رئيس هيئة الاركان العامة، والفريق أول الدكتور علي الخليفة مدير عام مكتب ولي العهد، وقادة فروع القوات المسلحة، ومدير الأمن العام، واللواء طيار ركن محمد سالم المعطاني قائد قاعدة الرياض الجوية وكبارالمسؤولين من مدنيين وعسكريين، وقد وصل في معية الأمير سلطان الوفد الرسمي المرافق له من أمراء وكبار المسؤولين.