مشاكل فالون مع بوش سببها خلافه مع بترايوس حول العراق.. وقادة كثيرون يؤيدونه حول إيران

أغضب البيت الأبيض عندما اصطحب مراسلا لـ«نيويورك تايمز» في لقاء مع المالكي

TT

جاءت الاستقالة المفاجئة للأدميرال وليام فالون، قائد القيادة الوسطى الأميركية المسؤولة عن العراق وأفغانستان، في وقت حرج قبل شهر تقريبا من تقرير يتعين تقديمه بشأن التوصيات الخاصة بحجم القوات الأميركية في العراق والشرق الأوسط. وسيترك الجنرال قيادته يوم 13 مارس ويحل مكانه نائبه الى حين اختيار قائد جديد.

وكان مؤيدو قرار الادارة الأميركية بإرسال قوات اضافية انتقدوا فالون، 63 عاما، بسبب دفعه في اتجاه خفض القوات الأميركية في العراق، معتبرين انه بذلك اضعف جهود قائد القوات الاميركية هناك، الجنرال ديفيد بترايوس. ونقلت «لوس أنجليس تايمز» عن هؤلاء قولهم انه حارب بترايوس في كل خطوة، مطالبا بجهد إضافي غير واقعي، وبإضعافه بترايوس فانه اخفق في تأييد سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش.

وجاءت الاستقالة بعد اسبوع من مقال ظهر في مجلة «اسكواير» وصف فيه فالون بأنه الصوت الوحيد المعارض لبوش في شن حرب ضد ايران. وقد سخف وزير الدفاع من شأن المقال، إلا أن «نيويورك تايم» اشارت الى انه أمر معروف وسط العسكرية الأميركية ان عددا كبيرا من القادة العسكريين يشتركون مع رؤية الادميرال فالون في أن شن حرب على ايران سيأتي بمخاطر غير متوقعة او متخيلة في العالم الاسلامي وحول العالم. مع ذلك فان كثيرين وافقوا على انها مسؤولية الأدميرال ذي الأربع نجوم بترك منصبه متى فقد ثقة رؤسائه المدنيين.

في الوقت ذاته فان الضباط الأصغر الذين انتقدوا الضباط الكبار لاتهم لم يعلنوا رأيهم بصراحة قبل غزو العراق، يرون الآن قائدا كبيرا يتقاعد مبكرا لأنه خاطر بابداء رأيه بصراحة. يذكر ان فالون ووزير الدفاع غيتس حافظا على خط دائم في تصريحاتهما بان الخلاف مع ايران يجب ان يحل دبلوماسيا وان الخيار العسكري يجب ان يبقى آخر الحلول. وكان فالون قال اخيرا في مقابلة مع قناة «الجزيرة» إن قرع الطبول باستمرار في واشنطن باتجاه ايران لا يساعد، وانه لا يتوقع حربا. ورغم ان تصريحات بوش تشير دائما الى الحل الدبلوماسي الا ان بعض مسؤولي البيت الأبيض الآخرين لديهم آراء اكثر تشددا حول كيفية التعامل مع ايران حسب «نيويورك تايمز».

ونقلت «لوس انجليس تايمز» عن مسؤول رفيع في البنتاغون انه رغم ان مقال الـ«اسكواير» الذي صوره على انه المعارض الوحيد لشن حرب على ايران كان السهم الاخير، فان فالون اغضب ادارة بوش مرارا، وضربوا احد الأمثلة على ذلك عندما سمح فالون لمراسل لـ«نيويورك تايمز» بحضور اجتماع بينه وبين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مما ضايق الاخير واغضب بوش. وفي وقت سابق هذا الشهر شهد فالون امام الكونغرس بأنه يتعين على تركيا ان تستوعب حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه واشنطن على انه منظمة ارهابية.

وقال المسؤول ان مقال الاسكواير كان له تأثير كبير لكنه مجرد الحلقة الاخيرة في سلسلة اشياء اظهرت فالون خارج خط الادارة الأميركية. وبرر الأدميرال فالون استقالته بالقول ان «مقالات صحافية حديثة تشير الى خلاف بين آرائي واهداف السياسة التي يتبعها الرئيس أدت الى إرباك في مرحلة حرجة وعرقلت جهود القيادة في المنطقة».

وقال السيناتور الديمقراطي ادوارد كيندي ان هذا يظهر عدم رغبة ادارة بوش في الاستماع الى اراء معارضة الا جيف موريل المتحدت باسم وزير الدفاع أصر على ان استقالة فالون لن تمنع الادميرال او الجنرالات الآخرين من الإعراب عن آرائهم. ورغم ان غيتس وكذلك فالون ركزا على قضية المقال الأخير، الا ان ادارة بوش كانت حانقة عليه منذ عدة اشهر بسبب علاقته المتوترة مع بترايوس. وقال مسؤولون انه من اليوم الأول لتسلم فالون القيادة الوسطى في يناير 2007 تصادم مع الجنرال بترايوس حول سياسة العراق. وكان اختيار ادارة بوش له للقيادة الوسطى أساسا بسبب قدراته الدبلوماسية للعمل مع جيران العراق، والأمل في انه سيدعم بترايوس، وهو ما لم يتحقق وفقد البيت الأبيض على الفور الثقة فيه.

ونفى فالون مرارا وجود خلافات عميقة مع بترايوس، كما اصدر الأخير بيانا وصف فيه الادميرال بمحارب حقيقي، وانهما وصلا اخيرا الى وجهة نظر مشتركة بشأن المستقبل. وبتأييد انسحاب أسرع من العراق فان فالون اخذ بوجهة نظر رئاسة الأركان المشتركة التي حذرت من انهاك الجيش الأميركي. كما انه معروف ان فالون وقيادته يشتركان في القلق من علاقة بترايوس المباشرة بالبيت الابيض.

وفي بيان لم يشر الى اسباب استقالة فالون، اشاد الرئيس بوش بالرجل الذي «خدم بلاده بشرف وتصميم وتفان» لمدة اربعين عاما والذين «يعود اليه فضل كبير في التقدم الذي تحقق في العراق وافغانستان».

كما اشاد المرشح الجمهوري للسباق الى الرئاسة الاميركية جون ماكين بفالون، وقال في بيان ان «الوضع في العراق سجل تحسنا كبيرا تحت قيادته».

من جانبهم، اشاد الديمقراطيون بفالون، لكنهم حملوا بعنف على ادارة بوش.

وأكدت هيلاري كلينتون في بيان ان «الادميرال فالون كان يمثل صوت العقل في ادارة تستخدم خطابا استفزازيا حيال ايران». وعبرت عن املها في ان يتبنى خليفته وجهة نظر الادميرال الذي يصر على «سياسة متوازنة حيال ايران».

أما رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي، فقد رأت ان استقالة الأدميرال فالون تسبب «خيبة أمل لكثيرين منا كانوا يرون ان صراحته المعروفة تشكل مكسبا أساسيا».