كروبي لـ«الشرق الأوسط»: رفسنجاني وخاتمي صديقاي.. لكن فكرة قائمة موحدة لكل الإصلاحيين لم تخطر على أذهاننا

قال إن رفسنجاني في قلب المشهد السياسي وإن عبء إدارة المراكز الانتخابية والتمويل على عاتقه

مؤيدة إيرانية للإصلاحيين المرشحين للانتخابات البرلمانية توزع في طهران أمس مناشير (أ.ب)
TT

يعتبر وجه مهدي كروبي، رئيس حزب "اعتماد ملي"، والرئيس السابق للبرلمان الإيراني خلال ولاية الرئيس محمد خاتمي من أكثر الوجوه حضورا في الانتخابات البرلمانية الحالية. فحزبه "اعتماد ملي" يدخل الانتخابات البرلمانية تحت إسم الحزب مستقلا للمرة الأولي. ولا يوجد وجه كروبي فقط في لافتات الدعاية الانتخابية، فخلال الأسابيع الماضية، ألقى المئات من الخطب الانتخابية، وشارك في كل حملات حزبه، وتحدث للإيرانيين العاديين من الملاعب الرياضية إلى المراكز الثقافية. وهو يعكس تعطش الاصلاحيين للعودة إلى المشهد السياسي في إيران. وتحدث كروبي لـ"الشرق الاوسط" بعد يوم حافل من الدعاية الانتخابية حول لماذا يتحد الاصلاحيون في هذه الانتخابات، وحول الدروس التي تعلموها من تجارب الاعوام الثلاثة الماضية، كما تحدث حول علاقته مع رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، موضحا ان اللقاءات العديدة التي جمعت بين ثلاثتهم قبل الانتخابات البرلمانية لم تكن تعني دخول الاصلاحيين الانتخابات بقائمة موحدة، مشيرا إلى أن هدفها كان الاتفاق على الخطوط العريضة لبرامج الاصلاحيين ومرشحيهم. كما شدد على أن حزب كوادر البناء برئاسة رفسنجاني، يحمل على كاهله عبء ادارة المراكز الانتخابية للاصلاحيين والتنسيق والتمويل. وكشف كروبي، ضاحكا، عن الاختلافات السياسية بينه وبين زوجته فاطمة كروبي، وهي الاختلافات التي دعتها الى دخول الانتخابات مستقلة بقائمة تمثل حزبها، مشيرا الى أن الاختلافات تمثلت في 3 نقاط تتعلق برغبة فاطمة كروبي في زيادة عدد النساء في القوائم الانتخابية للاصلاحيين، والتركيز اكثر على القضايا الاجتماعية، بالاضافة إلى وجهات نظر خاصة بها حول عدد من الاصلاحيين الذين تري انهم كانوا سببا في المشاكل التي عاني منها الاصلاحيون في الآونة الأخيرة. وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته معه "الشرق الأوسط" أمس:

* في بداية الحملة الانتخابية للاصلاحيين ظهرت مرارا مع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني من أجل التنسيق بين الاصلاحيين، فتعزز اعتقاد بأن الاصلاحيين سيدخلون الانتخابات بقائمة موحدة لكن هذا لم يتم. ماذا حدث؟ - نحن الثلاثة بيننا اتفاق فكري وآيدولوجي وصداقة طويلة تجمعنا. لكن فكرة ان نجلس ونتناقش ونتحاور من اجل الاتفاق على قائمة موحدة لكل الاصلاحيين لم تخطر اساسا في اذهاننا، الهدف كان تبادل الافكار ووجهات النظر حول برامج الاصلاحيين، فكل واحد منا لديه ارتباط سياسي بحزب او جمعية معينة. حزب "كوادر البناء" يتبع هاشمي رفسنجاني، فيما "مجمع روحانيين" وحزب جبهة المشاركة و"مجاهدين انقلاب اسلامي" يتبعون خاتمي، وفي نفس الوقت السيد خاتمي والسيد رفسنجاني كلاهما عضو في جمعية "مجمع روحانيين". انا رئيس حزب "اعتماد ملي"، والمرشد الأعلى السيد آية الله علي خامنئي قال: انت دخلت المشهد السياسي وفي يدك يافطة تدل على حزبك السياسي، يعني ضرورة ابقاء اليافطات السياسية لكل حزب. كلنا اصلاحيون، لدينا اختلافات في بعض القضايا، لكننا عموما ننسق معا. هناك ما بين 70% الى 80% من المرشحين المشتركين بيننا. هناك تفاهم وتعاون، لكننا حريصون على تعزيز ثقافة الاحزاب السياسية في إيران. نحن نعلم الآن ان سبب فشل الاصلاحيين، وضياع البرلمان والرئاسة والمجالس البلدية منهم سببه انهم لم ينسقوا بينهم فكريا وايدولوجيا كما ينبغي، بالاضافة الى دعوات مقاطعة الانتخابات قبل نحو 4 سنوات من قبل بعض الاصلاحيين.

* هل صحيح ان التيار الاصلاحي يدخل الانتخابات بجناحين فقط، هما جبهة المشاركة بزعامة خاتمي وحزب "اعتماد ملي" بزعامتكم، فيما يغيب حزب "كوادر البناء" بزعامة رفسنجاني بعد عدم السماح لكبار رموزه بالترشح، مما ادي الى عدم وضع الحزب قائمة خاصة به لخوض الانتخابات؟ - لا غير صحيح. السيد رفسنجاني في قلب المشهد السياسي وهو فعل كل ما باستطاعته من اجل السماح بقبول من رفضت ترشيحاتهم. صحيح ان هناك اسماء هامة من كوادر البناء لم يسمح لها بالترشح، لكن هناك اسماء كثيرة من حزب كوادر البناء دخلت الانتخابات في قوائم "مجاهدين انقلاب اسلامي" و"جبهة المشاركة". كما انه صحيح ان عبء وضع القوائم الانتخابية والمسؤولية عن ادارة المراكز الانتخابية والتمويل على عاتق كوادر البناء.

* زوجتك السيدة فاطمة كروبي دخلت الانتخابات بقائمة مستقلة بسبب اختلافات صغيرة بينكما في وجهات النظر. فكيف تري الأمر؟

- (ضاحكا) ليس هناك شئ أسمه "اختلافات صغيرة" لكن النساء يجعلن الاختلافات قليلة. الاختلافات أكبر لكن فاطمة هانم تجعلها صغيرة. عموما كلنا اصلاحيون. فاطمة هانم لديها وجهات نظر في بعض التيارات الاصلاحية المشاركة في الانتخابات، فهي تلوم بعض هذه التيارات على حالة التشتت التي مر بها الاصلاحيون خصوصا التيارات التي كانت موجودة خلال حكم خاتمي. كما ان لديها بعض الافكار النسوية ايضا.

* اذاً هل الخلاف بينكما حول عدد تمثيل النساء وسط الاصلاحيين أم انه يتجاوز ذلك الى قضايا اجتماعية وسياسية؟ - المزيج من هذا وذاك. هى تريد مزيدا من النساء في قائمتها، كما تريد تركيز الاهتمام على القضايا الاجتماعية.

* ما هي التغييرات المتوقع ان تحدث على المدي القريب والمتوسط اذا تم انتخابكم وانتخاب حزب "اعتماد ملي" في البرلمان الجديد؟ - هذه الانتخابات هامة جدا بالنسبة لنا. العام الماضي شاركنا في انتخابات مجلس الخبراء والانتخابات البلدية مع باقي الاصلاحيين. لكن هذه هي المرة الاولي التي نشارك فيها في انتخابات بهذه الاهمية كحزب سياسي هو "اعتماد ملي"، وضمن مرشحينا اعضاء في الحزب. يجب ان ننتظر لنرى عدد المقاعد التي سنفوز بها. لدينا 170 مرشحا في حزب "اعتماد ملي" يتنافسون على 290 مقعدا، مما يعني ان هناك 110 مقاعد لا ننافس عليها لان مجلس الاوصياء لم يسمح لمرشحينا على هذه المقاعد بالمشاركة في الانتخابات، فبالرغم من أن المجلس سمح لبعض مرشحينا بخوض الانتخابات بعدما حكمت بعدم اهليتهم اللجان التابعة لوزارة الداخلية، الا ان هناك عددا آخر من المرشحين رفض السماح لهم بخوض الانتخابات. يجب ان نري النسبة التي سيحصل عليها حزبنا لنحدد ما اذا كنا سنؤثر على القرارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية داخل البرلمان.

* وجهتم النقد لمجلس الاوصياء مرارا بسبب اقصاء مرشحين من المشاركة في الانتخابات بالرغم من ان المجلس غير منتخب. فما هو رأيك في أداء مجلس الأوصياء خلال هذه الانتخابات، وهل تعتقد انه يحتاج إلى اصلاح؟ - اولا اعتقد ان هناك عددا من المرشحين الذين لم يسمح لهم بالترشح كانوا مؤهلين للمشاركة بحكم تاريخهم وولائهم للثورة ولم يكن يجب عدم السماح لهم بالترشح. وعلى كل يجب شكر مجلس الاوصياء لانه اعاد النظر في ترشيحات اخرى وسمح لبعض الذين رفضت ترشيحاتهم بخوض الانتخابات. الاختلاف لا يعني ان مجلس الاوصياء غير ضروري، فهو ضروري. لكن مشكلتنا معهم في تفسير كلمة "الاشراف" التي جاءت في الدستور الايراني لتحديد صلاحياتهم. فنحن نعرف كلمة الاشراف بطريقة مختلفة عنهم. مجلس صيانة الدستور لديه تعريف واسع جدا لمعني الاشراف، مما ادي الى توسيع صلاحياته. نحن نعتقد ان اشراف مجلس الاوصياء يعني تفسير القانون، اما تطبيق القانون فمن حق الحكومة.