الأردن يفرج عن المقدسي الأب الروحي لـ«القاعدة» بعد تعهد خطي بعدم الإدلاء بتصريحات

أطلق سراحه بسبب وضعه الصحي بعد تنفيذه عدة إضرابات عن الطعام

ابو محمد المقدسي عصام البرقاوي
TT

أفرجت السلطات الأردنية في العاشرة من صباح يوم أمس عن منظر للفكر التكفيري السلفي الجهادي في الأردن والأب الروحي لتنظيم «القاعدة» ابو محمد المقدسي عصام البرقاوي من مركز إصلاح وتأهيل الجويدة جنوب العاصمة عمان، وذلك بعد 33 شهرا من اعتقاله، على خلفية مقابلة له مع قناة الجزيرة، بالاضافة الى تصريحات صحافية كان قد ادلى بها الى الصحف الاردنية المحلية . وفور الإفراج عن المقدسي نقل إلى وسط العاصمة، ومنها استقل مواصلات عامة إلى منزله في منطقة ياجوز في مدينة الرصيفة القريبة في محافظة الزرقاء، أحد معاقل الحركة الإسلامية في الأردن وتوجه الى مقبرة المدينة وقراءة الفاتحة على روح والده ثم عاد الى منزله.

ورجح المحامي عبد الكريم الشريدة رئيس لجنة السجون والمعتقلات في المنظمة العربية لحقوق الانسان، ان قرار الإفراج جاء على خلفية الوضع الصحي للمقدسي، الذي كان قد نفذ عدة اضرابات مفتوحة عن الطعام في سجنه احتجاجا على استمرار اعتقاله، دون محاكمة أو توجيه تهمة محددة له . وأكد المحامي الشريدة الذي كان يجلس الى جانبه، على ان المقدسي كتب تعهدا خطيا للسلطات الأمنية بالبقاء في المنزل وعدم الادلاء بأي تصريحات صحافية. وطلبت «الشرق الاوسط» من المحامي الشريدة سؤال المقدسي عن موضوع سفره الى الخارج فرد المحامي انه لم يتم بحث هذا الموضوع مع السلطات الامنية وسئل ما هي خططه للمستقبل وماذا سيعمل ليعيل اولاده؟ فرد المحامي قائلا انه الان «سيجلس في بيته مع اولاده وافراد اسرته وانه الآن تعبان ومريض ولم يفكر باي عمل او شغل حتى الان».

وكان المقدسي قد نفذ اضرابا مفتوحا عن الطعام في شهر ايلول من العام الماضي ووعدته حينها الجهات الامنية بالافراج عنه في مطلع شهر رمضان المبارك الماضي، الا ان هذه الوعود لم تنفذ وعاد ونفذ اضرابا مفتوحا عن الطعام مرة ثانية الشهر الماضي ولم ينهه الا يوم الاحد الماضي، حتى يستجاب لمطالبه وايجاد حل لمشكلته التي يعاني منها منذ حوالي 33 شهرا . وأفاد المحامي الشريدة أنه تلقى رسالة من المقدسي أثناء فترة اعتقاله ذكر فيها أنه محروم من حق توكيل محام وممنوع من الزيارة، وكله فيها للدفاع عنه امام الجهات القضائية الاردنية . وكان المقدسي اعتقل في شهر يوليو تموز من عام 2005 أثناء بث مقابلة مسجلة أجرتها معه قناة الجزيرة الفضائية تحدث فيها عن تيار السلفية الجهادية. واستغرب مراقبون وحقوقيون حينها اعتقال المقدسي، خاصة أن السلطات الأردنية كانت قد سمحت له بمقابلة القنوات التلفزيونية، كما سمح له بمقابلة الصحافيين ونشرت له مقابلتان مع صحيفتين أردنيتين.

يشار الى ان عاصم بن محمد بن طاهر البرقاوي الملقب «ابو محمد المقدسي» كان الاب الروحي للزعيم السابق لتنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين «العراق» احمد فضيل نزال الخلايلة الملقب «ابو مصعب الزرقاوي» الذي قتل في غارة جوية اميركية في العراق في شهر حزيران من عام 2006. يذكر أن المقدسي كان قد اعتقل مع زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي عام 1994 على خلفية قضية «بيعة الإمام» وأفرج عنهما عام 1999 بعد تولي الملك عبد الله الثاني لمقاليد الحكم بالأردن. وتنقل المقدسي بين باكستان وافغانستان قبل ان يستقر في 1992 في الاردن حيث سجن عدة مرات كان آخرها في السادس من شهر حزيران من عام 2005 اثر إدلائه بتصريحات صحافية لإحدى وسائل الاعلام. والتقى الزرقاوي بالمقدسي مؤسس المجموعة الاسلامية المعروفة باسم «التوحيد والهجرة ـ الموحدون» وتأثر بتعاليمه وبافكاره حول الجهاد ضد الكفرة. وفي السنوات الاخيرة افترق الرجلان اثر «خلافات ايديولوجية». وذكر مقربون منهما ان البرقاوي انتقد ولأكثر من مرة الزرقاوي في رسائل على موقعه الالكتروني بسبب اختلافات فكرية. وكانت محكمة أمن الدولة الأردنية قد برأت في مرات عدة ساحة المقدسي من تهم تتعلق بضرب مصالح أجنبية على أرض الاردن، مثل القضية التي اتهم فيها مع 13 من التيار السلفي الجهادي بالتخطيط لضرب القوات الأميركية.