أمين البرلمانيين العرب لـ«الشرق الاوسط»: بعد اجتماعنا في أربيل نتوقع تغيرا جذريا في الموقف العربي حيال القضية الكردية

وفد السعودية إلى المؤتمر: الإرهاب شر عالمي نتعاون للقضاء عليه

جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي متحدثا لـ«الشرق الاوسط» (تصوير: كامران نجم)
TT

تواصلت في مدينة اربيل بإقليم كردستان العراق أمس جلسات مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي سيختتم اعماله ظهر اليوم بإصدار البلاغ الختامي. وكانت الجلسة الصباحية امس مغلقة وجرت وسط اجراءات امنية مشددة للغاية اشرف عليها شخصيا مسرور بارزاني نجل رئيس اقليم كردستان .

وأكد نور الدين بوشكوج الامين العام للاتحاد البرلماني العربي، ان مؤتمر الاتحاد المنعقد حاليا في مدينة اربيل سيشهد تحولا جذريا في الموقف العربي حيال القضية الكردية في العراق. وقال بوشكوج في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»: «انا متاكد ان هذا المؤتمر سيتم التاريخ به في ما يخص العلاقات بين الكرد والعرب وفي ما يتعلق بالعلاقات داخل العراق ووحدة اراضيه لأن هذا المؤتمر استثنائي وينعقد في ظرف استثنائي وفي منطقة استثنائية ايضا». وركز مساعد رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الرحمن البراك في كلمته خلال الجلسة على الاوضاع الراهنة في قطاع غزة والاراضي الفلسطينية، وقال ان بلاده «التي تدين جرائم الحرب الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتهديدات المسؤولين الاسرائيليين بتحويل غزة الى محرقة ترى ان اسرائيل بعملها هذا انما تحاكي جرائم الحرب النازية».

وفيما يتعلق بموقف المملكة من الارهاب قال «ان موقف المملكة كان ولا يزال واضحا وموضوعيا ومسؤولا برفضها الارهاب بكل اشكاله وإدانة مظاهره وهي تتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على هذا الشر العالمي».

اما الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي فقد اكد في حديثه لـ«الشرق الاوسط» ان من شان المؤتمر تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين العراقيين.

وقال «ان لقاء البرلمان العربي والخطاب الموحد للعراقيين سيكون مدعاة للتقريب بين وجهات النظر ان كانت هناك وجهات نظر متقاطعة ولكني اعتقد بان العراقيين وحدهم فقط هم الذين يستطيعون التقرب من بعضهم البعض خصوصا وانهم في برلمان واحد وتحت قبة واحدة». وفي رده على سؤال عما اذا المؤتمر سيخلق تحولا في السياسة العربية تجاه القضية الكردية قال: «بالتاكيد، فالقضية الكردية لم تكن يوما بعيدة عن الاحتضان العربي، اما بعض التصريحات وبعض المواقف التي تظهر من هذا وذاك وفيها نوع من التمحور على الذات فهي التي ابعدت العرب مؤقتا عن القضية الكردية مثلما ابعدت العرب عموما عن العراق وليس عن القضية الكردية وحسب، اما الاكراد فسوف يبقون في محور اهتمام القضية العربية لأنهم اختاروا بالاساس العرب دون غيرهم من الامم لكي يتعايشوا معهم بعد سقوط الدولة العثمانية».

أما الشيخ جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي فقد عزا انعقاد مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في مدينة اربيل باقليم كردستان العراق الى الاجواء الامنية المستتبة والترتيبات والاجراءات التحضرية المقامة على نحو افضل.

واضاف في رده على سؤال حول موقف دولة الكويت من التجربة الفيدرالية في اقليم كردستان قائلا «نحن في دولة الكويت نعتبر العراق دولة واحدة وموحدة أرضا وشعبا ونصر على عدم تفتيت العراق وإبقائه موحدا». وفيما اذا كان مجلس الامة الكويتي سيوصي الحكومة باقامة علاقات دبلوماسية مع حكومة اقليم كردستان قال الخرافي «نحن نفضل ان تكون علاقاتنا الدبلوماسية مع الحكومة العراقية، وعزا اسباب تحاشي دولة الكويت لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الاقليم الى تعارض الامر مع مطالب الكويت بابقاء العراق موحدا، خصوصا اننا لمسنا من خلال الاجتماعات ان اقليم كردستان يعتبر نفسه جزءا من العراق، وقد اكد ذلك الرئيس جلال طالباني ورئيس الاقليم مسعود بارزاني من خلال كلمتيهما» .

وفي معرض رده على سؤال بخصوص اتهامات بعض الاوساط الاعلامية للكويت بتمويل عمليات العنف في جنوب العراق قال الخرافي «تلك الاتهامات عارية عن الصحة تماما وبوسعي ان اوكد بان الكويت هي من اكثر الدول الحريصة على استقرار العراق، لأن تحقيق الاستقرار في العراق يعني تعزيز الاستقرار في الكويت والامة باسرها، ولو كانت تلك الاتهامات صحيحة لما سعت الكويت كل هذا السعي لتعزيز امن واستقرار العراق والحفاظ على وحدته، وأود القول بان من يثير تلك المسائل انما يسعى للاصطياد في المياه العكرة ويسعى الى اشاعة اجواء غير صحية بين الاشقاء . والمعروف ان الموقف السوري حيال انعقاد المؤتمر في اربيل كان متشنجا او متحفظا لكنه شهد تحولا في اللحظات الاخيرة الا ان التمثيل السوري في المؤتمر اقتصر على وفد برلماني برئاسة سليم عوني عضو مجلس الشعب السوري الذي اوضح لـ«الشرق الاوسط» ان الموقف السوري «لم يشهد اي تحول بخصوص مكان انعقاد المؤتمر وان الامر لم يتعد عرض الموضوع على مجلس الشعب في اطار ديمقراطي». وقال «الجلسة الاولى للمجلس لم تسفر عن الخروج بنتيجة نهائية لكن الجلسة الثانية التي تدارست المسألة من كل جوانبها وتقرر ان تشارك سورية في هذا المؤتمر نظرا لإيماننا البيلغ بامكانية العراق ان ينهض ليكون عنصرا مهما في عملية التفعيل العربي التي نحتاجها في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها» .

وفيما اذا كان الحضور العربي شبه الكامل في هذا المؤتمر يشكل انعطافة او تحولا في العقلية او الموقف او السياسة العربية تجاه الاكراد تحديدا، قال عوني «قد يبدو السؤال متشعبا لكنني لا انظر الى المسألة بهذه الصيغة، بل اقول ان انعقاد المؤتمر في اربيل هو شأن داخلي عراقي، وكما ان العراقيين يؤكدون بان اربيل هي جزء من العراق ونحن لا نملك ان نشترط مكان انعقاد المؤتمر وللعراقيين الحق في اختيار الموقع او الجزء العراقي الذي يرونه مناسبا للمؤتمر من الناحية الامنية التي ربما تكون المسألة الأهم، اما ان تخلق هذه المسألة تحولا سياسيا في العقلية العربية، فتلك قضية اخرى، وبناء على ذلك نحن ننظر الى انعقاد المؤتمر في اربيل بانه امر طبيعي طالما ان المدينة هي جزء لا يتجزأ من العراق وهذا ما يؤكده الاخوة العراقيون انفسهم .