فيرارو تستقيل بعد تصريحاتها العنصرية وترفض الاعتذار.. وهيلاري تعتذر عنها

ميشيغن وفلوريدا تعودان إلى الواجهة وكلينتون تطالب باحتساب مندوبيهما أو إعادة التصويت

TT

اعتذرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون للمرة الاولى للناخبين السود بعد الضجة التي تسببت فيها جيرالدين فيرارو، عضو في حملتها الانتخابية، والتي قدمت أمس استقالتها من الحملة رافضة الاعتذار عن تصريحات العنصرية التي تسببت بجدل كبير في اوساط الديمقراطيين. وكانت فيرارو قد قالت إن باراك اوباما لم يكن ليحقق ما حققه من تقدم لولا انه اسود، وهي تصريحات وصفها اوباما بانها «سخيفة».

واعتذرت هيلاري عن تصريحات فيرارو في محاولة لاعادة جذب الناخبين السود، خاصة في ولاية بنسلفانيا التي ستجري فيها الانتخابات في 22 ابريل (نيسان) المقبل. وعبرت هيلاري امس عن ارتياحها لقرار فيرارو بالاستقالة واعتذرت عما سببته تصريحاتها من «إيذاء لمشاعر بعض الناس».

كما قدمت اعتذارا ثانيا خلال اجتماع عقدته مع جمعية «ناشري الصحف الوطنية» الذي يضم 200 من الناشرين الاميركيين الافارقة في بنسلفانيا. وجاء رد هيلاري في معرض تعقيبها على ملاحظات قالها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في سياق المقارنة بين اوباما وجيسي جاكسون، القس الاسود الذي كان قد ترشح الى الانتخابات الرئاسية، حيث قال ان «فوز جاكسون في جنوب كارولاينا في عام 1984 لم يعن ايضاً شيئاً».

وقالت هيلاري خلال اجتماعها بناشري الصف الوطنية: «انني آسفة اذا كان اي احد تعرض لاساءة... وانا فخورة بالاثنين سواء جيسي جاكسون او السيناتور اوباما». وأضافت في معرض الدفاع عن زوجها: «ان اي شخص يتابع حياة زوجي السياسية او حياتي انا السياسية، سيدرك اين كنا نقف ومع من كنا نقف». وقالت إن اي أحد يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للمشاركة في السباق الرئاسي عليه معالجة الجروح التي تسبب فيها التنافس. يشار الى أن اعتذار هيلاري يعد سابقة لانها رفضت قبل ذلك وفي أكثر من مرة الاعتذار عن تصويتها لصالح غزو العراق في مجلس الشيوخ، بيد انها قبلت هذه المرة الاعتذار خشية ان يؤدي صمتها الى انتقال عدد من «المندوبين الكبار» من السود الى تأييد اوباما.

وكانت فيرارو صاحبة التصريحات التي خلقت الضجة، ابلغت هيلاري في رسالة مكتوبة باستقالتها من اللجنة المالية في حملتها الانتخابية. وقالت في الرسالة إن أعضاء فريق اوباما يشنون عليها هجوماً يهدف في نهاية الامر الى إيذاء هيلاري. وقالت إنها استقالت حتى تستطيع ان تعبر عن رأيها بدون ان يكون ملزماً لهيلاري. وكان اوباما قد رد على اقوال فيرارو خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينته الام شيكاغو حيث قال ان «الجمهور لا يوافق على الفكرة القائلة بانني اتمتع بميزة كبيرة لانني اميركي افريقي واسمي باراك اوباما».

وفي موضوع آخر طالبت هيلاري كلينتون اعتماد نتيجة التصويت في ولاية ميشغان على الرغم من ان اوباما لم يكن اسمه مدرجاً في بطاقة الاقتراع بسبب التزامه بعدم القيام بحملة في كل من ميشيغن وفلوريدا بعد ان قررت قيادة الحزب الديمقراطي حرمان الولايتين من ارسال مندوبين الى مؤتمر الحزب في 25 أغسطس (آب) المقبل، بسبب مخالفتهما القواعد الحزبية في تحديد موعد الانتخابات. وقالت هيلاري في تصريحات لاذاعة «إم بي آر» التي تبث من واشنطن تعليقاً على قرار اوباما وقتئذٍ بعدم وضع اسمه على بطاقة الاقتراع: «ذلك كان خياره... لا توجد أية قاعدة او قانون يلزمه بحذف اسمه من بطاقة الاقتراع، وانصاره قاموا بحملة شرسة من أجل إقناع الناخبين بعدم التصويت لاي مرشح والاقتراع بورقة بيضاء». واقترحت في حالة عدم احتساب مندوبي الولايتين اعادة اجراء الانتخابات في الولايتين، في حين تقول مصادر حملة اوباما إنهم ملتزمون بأي قرار تصل اليه اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي والتي تميل الى استبعاد اعادة الانتخابات، وقال مصدر قيادي في اللجنة لـ«الشرق الأوسط»: «ما يهمنا هو المحافظة على وحدة الحزب».