«الاتحاد المتوسطي» ينذر بنشوء خلافات جديدة داخل الاتحاد الأوروبي

انطلاق أعمال القمة الأوروبية في بروكسل والاقتصاد يتصدر جدول الأعمال

TT

انطلقت أمس قمة قادة دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل عاصمة أوروبا الموحدة، في مناقشات تستمر على مدى يومين ويشارك فيها رؤساء ورؤساء حكومات دول الاتحاد الـ27.

وركز المشاركون في مناقشاتهم على ملفات تتعلق باستراتيجية لشبونة، وذلك بمناسبة انطلاق الدورة الثانية لها 2008 ـ 2010، بالاضافة الى ملفات الطاقة والتغير المناخي واستقرار الاسواق المالية ومعدلات النمو وتوفير الوظائف والخطة الاستراتيجية الاوروبية في مجال الطاقة. وقالت المفوضية الأوروبية في بروكسل ان رئيس الجهاز التنفيذي الأوروبي مانويل باروسو افتتح أعمال القمة الأوروبية بعرض تفاصيل البرنامج الذي أعدته المفوضية بشأن الربط بين الطاقة والتغير المناخي، الذي ينص على اعتماد إجراءات من شأنها المساعدة على الحد من الاحتباس الحراري بواقع عشرين في المائة، وخلال الفترة الممتدة الى غاية 2020. ونظرا لوجود هذا العدد من الملفات الاقتصادية شارك وزراء المال مع وزراء الخارجية في الدول الاعضاء في مناقشة عدد من القضايا التي تتضمنها اجندة القمة. وعلمت «الشرق الاوسط» ان ملفات تتعلق بمنطقة الشرق الاوسط وافغانستان وغرب البلقان كانت حاضرة بشكل رئيسي خلال عشاء العمل لرؤساء الدبلوماسية الاوروبية مساء اليوم الاول من القمة.

والى جانب تلك القضايا، تقول مصادر المجلس الوزاري الاوروبي ان الزعماء الاوروبيين «يحضرون أنفسهم للاستماع إلى مقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الاتحاد الأورو متوسطي، وذلك بعد أن تم التوصل إلى تفاهم بشأنه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يقضي بجعله مشروعاً أوروبياً متوسطياً كاملاً لا يستثني أي طرف». وأكدت مصادر الرئاسة السلوفينية الدورية للاتحاد الأوروبي، أن العرض الذي سيقدم خلال القمة، ما هو إلا عملية إطلاع الزعماء الأوروبيين على مضمونه، وانه «لا شيء محدد بهذا الشأن حتى الآن، علينا ان ننتظر ونرى».

ولكن هذا الانتظار، كما يراه المتابعون، ينبئ بنشوء خلافات جديدة في الأوساط الأوروبية، إذ أن بعض الدول مثل بريطانيا لا تزال تعترض على هذا المشروع، وكانت تعتمد على ذلك على الموقف الألماني الذي تغير الآن، فيما تبدي سلوفينيا بعض التحفظ.

وقالت مصادر المجلس الوزاري الاوروبي إن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة تتضمن دراسة مدى تطور العمل ضمن استراتيجية لشبونة (مرحلة 2005-2008)، التي تقضي بخلق فرص عمل جديدة وتسريع النمو الاقتصادي وجعل الاقتصاد الأوروبي أكثر قدرة على التنافس، والتحضير للمرحلة القادمة منها. وأشارت المصادر نفسها الى ان «الزعماء الأوروبيين يسعون إلى حشد الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن مواجهة آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض، يحمله الاتحاد الأوروبي، بوصفه كتلة واحدة، إلى مؤتمر كوبنهاغن حول التغير المناخي، الذي سيعقد في نهاية العام المقبل». وكان باروسو قد رحب بالاقتراح الفرنسي حول «الاتحاد المتوسطي» خلال كلمته الافتتاحية، ولكنه شدد على أهمية مشاركة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في هذا الاتحاد، وليس فقط تلك التي تطل على البحر المتوسط، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة مناقشة بعض الاطر المؤسسية الخاصة بهذا الاتحاد الجديد.

وقال رئيس وزراء كرواتيا إيفو سانادر ان بلاده التي تتطلع إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عام 2009، تعتزم المشاركة في الاتحاد المتوسطي. اضافة الى ذلك، تحتل مسألة اضطراب الأسواق المالية العالمية حيزاً مهماً من المداولات الأوروبية على مستوى القمة، حيث يعمل الأوروبيون على اتخاذ إجراءات تخفف من خطورة هذه الاضطرابات على أسواقهم.