حمد بن جاسم: السعودية عمود فقري لمجلس التعاون الخليجي ونريد تطوير العلاقات وتجاوز المرحلة السابقة

رئيس الوزراء القطري شدد على أن يكون لبنان مستقلا ودعا لإنجاح القمة «لأن الوقت ليس مناسباً للمحاسبة على الأخطاء»

TT

نوه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بنتائج زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي إلى قطر, ووصف العلاقات بين البلدين بأنها خاصة، قائلا «إن السعودية هي عمود فقري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية».

وقال الشيخ حمد بن جاسم في تصريحات أدلى بها في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف السعودية عقب مأدبة العشاء التي أقامها تكريما للأمير سلطان الذي اختتم زيارته لقطر أول من أمس «إننا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية محتاجون لتبادل الزيارات لوضوح الرؤية، وأنا اعتقد أن هذه الزيارة تصب في التماسك بين دول المجلس خاصة بين قطر والسعودية».

وردا على سؤال حول ما شاب العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة وما تم التوصل إليه، قال الشيخ حمد بن جاسم، إن المصلحة أن نتدارس الخلافات بعمق. مشيراً إلى أن الإيجابيات أكثر من الخلافات بين البلدين ورأى في هذا الصدد «ضرورة البناء على الإيجابيات وتطويرها وتجاوز المرحلة السابقة».

وقال إن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت لديهما رغبة مشتركة بضرورة حل هذا الموضوع، وأشار للزيارات المتبادلة بين البلدين .وعبر عن سعادته بهذا التفاهم وهذه الايجابية في العلاقات، وقال «إننا نريد أن نبني عليها بنيانا قوياً ونريد أن نطور الايجابيات ونحدد السلبيات وأسبابها ونحاول أن نحلها». وأعرب عن اعتقاده بأن هذه اللقاءات كفيلة بحلها، مؤكدا أن الأمور تسير في مسارها الصحيح.

ووصف زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز لدولة قطر بأنها مهمة، وقال إنها ستصب في خانة تعزيز العلاقات في شتى المجالات, مضيفا «أن العلاقات موجودة أصلا ونرغب في تفعيلها وتطويرها أكثر، سواء في المجال الاقتصادي أو في التنسيق السياسي والأمني .

وحول الموضوعات التي طرحت خلال المباحثات، قال الشيخ حمد «هناك علاقات خاصة بين قطر والسعودية وتطرقنا إلى تطوير العلاقات الأخوية وهناك هموم موجودة في العالم العربي، سواء في فلسطين أو العراق، كانت هذه أيضا قضايا مطروحة للنقاش بين حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، وكان هناك وضوح لدى البلدين في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة وكيفية التعامل مع الأوضاع».

وردا على سؤال عن لبنان أكد رئيس الوزراء القطري أن «هناك موقفا عربيا واحدا وأننا نريد لبنان مستقلا لا وصاية عليه، ونريد حكومة في لبنان ونؤيد المبادرة العربية الأخيرة، لأن لبنان يهم الدول العربية». وأكد «أن هذا الوقت ليس مناسباً للمحاسبة على الأخطاء ولكن المطلوب أولا إنجاح القمة العربية وثانيا حل الموضوع في لبنان، وثالثا تقريب سورية أكثر لنا».

وردا على سؤال عما إذا كان البلدان اتخذا قرارا موحدا من القمة العربية القادمة، قال الشيخ حمد «إن سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز ذكر أن المملكة سوف تحضر القمة العربية القادمة، ونحن في قطر سنحضر القمة، وكل دولة من حقها أن تحدد مستوى التمثيل».

وعبر عن اعتقاده بأنه يجب أن تكون هناك سياسة واحدة واضحة أو حد أدنى للاتفاق بين كل دول مجلس التعاون بما فيها السعودية وقطر لان هناك تحديات كثيرة تحتاج إلى وجهة نظر واضحة، مشددا على ضرورة أن تكون هناك رؤية واضحة لدول مجلس التعاون ومطالب محددة . وحول وجود آلية جديدة للتعاون في المجال الاقتصادي بين قطر والسعودية، قال «إننا نسعى ليتحقق ذلك بين دول مجلس التعاون خاصة بين السعودية وقطر وإن المجال الاقتصادي مهم وان هناك فرصا كثيرة بين البلدين»، معبرا عن أمله في أن يأخذ رجال الأعمال هذا بعين الاعتبار وأن تكون هناك حقبة جديدة وتفاهم سياسي واقتصادي، مشددا على أهمية تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وردا على سؤال عن نقل الغاز القطري عبر الأراضي السعودية أكد ان الموضوع لم يبحث بشكل مفصل، وقال إنه موضوع اقتصادي سيبحث بين الجهات المختصة بين البلدين في الوقت المناسب، وأضاف في هذا الصدد «قمنا بتصريف اغلب الغاز الموجود عندنا في البواخر بشكل مسيل ولكن إذا كان هناك مشروع من هذا النوع فانا اعتقد انه سيخدم البلدين».

وعن المكتب التجاري الاسرائيلي أشار رئيس الوزراء القطري إلى انه لم يفتتح في قطر إلا بعد اتفاق مدريد عندما كان هناك انفراج في عملية السلام. وقال إن قطر لم تذهب باتفاقات مع إسرائيل بعيدة عن الإطار الخليجي.

وعن الطلب الاسرائيلي للحصول على إمدادات من الغاز القطري، قال انه كان هناك حديث حول هذا الموضوع «ولكن لم نتكلم معهم عن الغاز وكل ما قامت به دولة قطر كان في إطار تشجيع عملية السلام عندما تمت».

وردا على سؤال عن الملف النووي الإيراني، قال «إن هذا الملف من القضايا التي تهم المنطقة واعتقد أن هذا الموضوع طرح للنقاش»، مشيرا إلى أن السعودية وقطر تتفقان على حل هذا الموضوع بالطرق الدبلوماسية .

وأكد انه توجد مصالح مشتركة بين قطر وإيران, مضيفا «انه يوجد بيننا وبين إيران حوار مباشر حول كيفية تحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية بين البلدين»، موضحا أن قطر لا تستعدي أي دولة.

وردا على سؤال عن الجسر الذي يربط دولة الإمارات بدولة قطر، قال الشيخ حمد «إن هذا الموضوع مطروح وهو يدرس ولم نتحدث فيه بتفصيل».

وعن العملة الموحدة لدول مجلس التعاون أكد انه «آن الأوان أن تكون لنا عملة موحدة نقيمها بأنفسنا على حسب موجوداتنا من ثروات نفطية واقتصادية واستثمارات لأن اقتصاد دول المجلس يعد سادس اقتصاد عالميا ويمكن أن يتقدم في المستقبل». وعن الجيش الخليجي الموحد قال: إن هذا اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة الخليجية التي عقدت مؤخرا في قطر، ودولة قطر أول من أيَّد هذه الفكرة، مؤكدا «وجود حاجة دول مجلس التعاون لجيش متقدم تكنولوجيا وفنيا ويتحرك بسرعة لأننا في وقت أزمات».