4 ملايين سنغافوري يتعقبون متهما واحدا بالإرهاب

سلامات نجح في الهرب من سجن شديد الحراسة قبل حوالي أسبوعين

TT

نجح ماس سلامات بن كاستاري، الذي تقول حكومة سنغافورة انه زعيم جماعة إرهابية، في الهرب من سجن شديد الحراسة قبل حوالي اسبوعين في الفترة الزمنية التي سمح له خلالها بالذهاب إلى الحمام، الأمر الذي تسبب في حرج بالغ للسلطات في سنغافورة. وكانت السلطات قد وضعت سنغافورة بكاملها في حالة تأهب وأقيمت نقاط تفتيش وصدر قرار بإقفال الحدود وتسيير دوريات في الحدائق والسواحل، بل ان السلطات حثت السكان على مراقبة دراجاتهم خوفا من استيلائه على دراجة لاستخدامها في الهروب. وبمرور كل يوم بدون ان يعثر على اثر لكاستاري يزداد حرج سلطات سنغافورة وهي تواجه «احتمال تورا بورا» بنجاح فرار أبرز المطلوبين تماما مثلما نجح أسامة بن لادن في الهروب من القوات الاميركية في أفغانستان. وفي إطار الحرج البالغ الذي سببه فرار كاستاري للسلطات كتب آليكس آو على موقع Yawning Bread، وهو موقع على شبكة الانترنت مخصص للشؤون السياسية، ان الكل كان يتصور وجود جهاز حكومي جيد التنظيم في سنغافورة إلا ان هذه الصورة مليئة بالثقوب والثغرات فيما يبدو، على حد قوله.

وأشارت تقارير صحافية إلى ان دوريات الشرطة تجوب مختلف أنحاء سنغافورة، حيث اقيمت نقاط تفتيش تسببت في عرقلة حركة المرور لمدة 15 ساعة في بعض المناطق، كما كانت هناك دوريات على قوارب وجيت سكي للمنطقة الساحلية وأزالت الشرطة المفاتيح من القوارب المتوقفة. وأشار تقرير إخباري إلى عمليات البحث المكثفة «بحرا وبرا وجوا» بواسطة الجيش وقوات الغوركا النيبالية شبه العسكرية داخل سنغافورة بحثا عن النزيل الهارب. وزعت أيضا ملصقات عليها صورة كاستاري وأرسلت صورته إلى ملايين الهواتف الخليوية، كما جرى تنبيه سكان سنغافورة، الذين يقدر عددهم بحوالي 4 ملايين نسمة، إلى البحث مع السلطات عن كاستاري، 5 قدم و6 بوصات ويزن 139 رطلا ويمشي بعرج. وجاء في صحف سنغافورة ان عملية تعقب كاستاري هي أكبر عملية بحث في تاريخ سنغافورة. وتتهم حكومة سنغافورة كاستاري، 47 سنة، بأنه مسؤول العمليات لشبكة «الجماعة الإسلامية» الإرهابية في سنغافورة ومنسق المخطط الفاشل لتفجير سفارة الولايات المتحدة وعدة أهداف أخرى في سنغافورة. وقال مسؤولون انه كان يخطط لتحطيم طائرة لدى هبوطها في مطار سنغافورة. جدير بالذكر ان كاستاري ظل في الحبس في سنغافورة منذ عام 2006 بموجب قانون الأمن الداخلي، الذي يسمح للحكومة بحبس المشتبه فيهم بدون محاكمة، وجاء هروبه بمثابة صدمة لخبراء شؤون الإرهاب في المنطقة. وقال سيدني جونز، خبير شؤون الإرهاب بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، ان الكل كان يعتقد ان لدى سنغافورة نظاما امنيا مشددا يصعب الإفلات في ظله من السلطات في البلاد. وتقول سلطات السجن ان كاستاري طلب الذهاب إلى الحمام خلال انتظاره لزيارة من بعض أفراد أسرته، لكنه اختفى على نحو مفاجئ من مركز الاعتقال.

* خدمة «نيويورك تايمز»