فرنسا: اليمين يسعى لتفادي الهزيمة واليسار لتحسين نتائجه

الدورة الثانية من الانتخابات البلدية الأحد المقبل

TT

يتوجه الناخبون الفرنسيون الى صناديق الاقتراع مجددا يوم غد الأحد في الدورة الثانية للانتخابات البلدية الفرنسية، التي شهدت في دورتها الأولى تقدم لوائح اليسار وتراجع لوائح اليمين الحاكم، في ما اعتبر بمثابة تحذير للرئيس الفرنسي اليميني نيكولا ساركوزي.

ويذهب اليسار الى المعركة آملا في أن تحمل نتائج الدورة الثانية التي ستعلن ابتداء من الساعة الثامنة من ليل الأحد، تأكيدا لتقدمه الانتخابي ولتفوقه على اليمين في أول اختبار شعبي منذ وصول ساركوزي الى السلطة في شهر مايو (ايار) من العام الماضي. ويذهب كل طرف الى المعركة بمعنويات مختلفة ووفق أجندة سياسية خاصة. فاليسار يريد أن يحول اختبار الأحد الى رمز لنهوضه واستعداده للإمساك مجددا بالسلطة بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية العام الماضي. وبعد البلديات سيعود الحزب الاشتراكي الى حروبه الداخلية، حيث تدور معركة للسيطرة على آلة الحزب، إذ سيتخلى سكرتيره العام فرنسوا هولند عن منصبه. وتدور المنافسة حتى الآن بين سيغولين رويال، رفيقة درب هولند السابقة والمرشحة الرئاسية السابقة وبين برتراند دولانويه رئيس بلدية باريس. وفي المعسكر المقابل، يسعى اليمين لتلافي أن تعتبر نتائج الانتخابات بمثابة «تأنيب» أو «قصاص» بسبب السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي يتبعها ساركوزي، الذي بقي بعيدا عن الجدل الانتخابي. ويعزو اليمين جانبا من تراجعه الى انهيار شعبية الرئيس، والى الجدل الذي دار حول أسلوب ممارسته للحكم وحول حياته الخاصة. واعترف رئيس الحكومة فرنسوا فيون بأن الحزب «ليس معبأ» بدرجة كافية وأخذت اصوات يمينية تحمل أمينه العام باتريك دفيدجيان مسؤولية «الهزيمة القادمة». وكانت نتائج الأحد الماضي قد أظهرت تقدم لوائح اليسار الذي حصل على 57 بالمائة، بينما حصل اليمين على 45 بالمائة. وسادت الفوضى ما بين الدورتين بسبب موقف الوسط المسمى الحركة الديمقراطية، التي تحالفت تارة مع اليمين وتارة مع اليسار.

وفي أي حال، فقد أعرب ساركوزي عن دعمه إحداث تعديلات طفيفة في حكومة فيون عقب الدورة الثانية، «لمزيد من الانسجام». كذلك سيعيد النظر بتنظيم الجهاز الإعلامي للرئاسة حيث من المقرر أن يتخلى الناطق باسم الرئاسة دافيد مارتينون عن منصبه ويفترض أن يقوم مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية جان دافيد لافيت بنقل وجهة الرئاسة في ما خص الشؤون الدبلوماسية ومستشاره الخاص هنري غينون بالتعبير عن القضايا غير الدبلوماسية.