إسرائيل و«القسام» بانتظار جولة جديدة من المواجهات و«العد العكسي» يبدأ بانتظار ضربة حزب الله

الجيش الإسرائيلي يصعد في مدن الضفة .. والصواريخ تتساقط على سديروت

TT

اتهمت كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس، اسرائيل بالتحضير لشن عدوان جديد على قطاع غزة. في وقت قالت فيه مصادر عسكرية اسرائيلية ان الهدنة غير المعلنة في غزة انتهت عمليا، بانتظار جولة جديدة من المواجهة. يأتي ذلك في وقت تواصل فيه اطلاق الصواريخ باتجاه سديروت، واقتحام الجيش الاسرائيلي عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية.

في غضون ذلك بدأ «العد العكسي» في اسرائيل لانتهاء «اربعينية» عماد مغنية القائد العسكري في حزب الله الذي اغتالته في الشهر الماضي، وسط محاولات لتوقع شكل «الضربة» وحجمها.

وقالت كتائب القسام امس إنها «ترقب محاولات إسرائيلية لشن عدوان جديد على غزة، من خلال التحليق المستمر للطائرات إضافة للتصريحات المتواصلة لقادة الاحتلال باستمرار المحرقة في القطاع وظهور بوادر جرائم جديدة في الضفة الغربية استمرارا لهذه المحرقة».

وحذر أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، اسرائيل من شن أي عدوان أو جريمة جديدة في القطاع قائلا «سوف تدفع إلى رد عنيف وقصف البلدات والمواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع بالصواريخ والقذائف». واضاف «لن يسلم الاحتلال من ضرباتنا في الضفة الغربية وفي أرضنا عام 1948». وتابع أبو عبيدة أن «الاحتلال غير معني بأي تهدئة سواء بالضفة أو في القطاع، وهو يحاول استباق أي جهود تهدئة بمزيد من الجرائم والمجازر التي كان آخرها اغتيال أربعة من المقاومين في بيت لحم قبل يومين.. سنرد على جرائم الاحتلال بالطريقة المناسبة وفي المكان والوقت المناسبين».

وسقطت امس ستة صواريخ، 4 منها في سديروت، و 2 في القرية التعاونية «كفر غزة». وأعلنت سرايا القدس ـ الجناح العسكري للجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية مسؤوليتهما عن إطلاق الصواريخ. ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، امس، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها ان الهدنة غير المعلنة انتهت عمليا ولم تعد قائمة، في ظل تواصل إطلاق الصواريخ. وبحسب المصادر فان الجيش والفصائل الفلسطينية في طريقهم الى «جولة جديدة» من القتال.

ورغم عدم تبني حماس لأي من عمليات اطلاق الصواريخ، الا ان مسؤولين إسرائيليين اتهموا الحركة بانها «لا تبذل أي جهود لمنع الجهاد الاسلامي من الاستمرار في اطلاقها». وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قد حمل حماس مسؤولية اطلاق الصواريخ. وواصل الجيش الاسرائيلي امس اقتحام عدة مدن فلسطينية، واشتبك مع مقاومين من كتائب القسام في مدينة قلقيلية شمال الضفة. وفي بيت لحم التي شيعت اول من امس جثامين اربعة من قادتها العسكريين، اغتالتهم الوحدات الخاصة الاسرائيلية، اعادت اجهزة امن السلطة الفلسطينية اسرائيليا ضبط في المدينة.

وتحت عنوان «بدء العد العكسي» قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، كبرى الصحف الاسرائيلية، إنه بعد 31 يوما على اغتيال مغنية، بدأ العد العكسي. ويشير المختصون الإسرائيليون إلى الأيام العشرة المتبقية للذكرى الاربعين لمغنية، كموعد لتنفيذ «عملية انتقامية مفاجئة».

وتقول الصحيفة إنه في حين يتم العمل على «وضع خطط انتقامية في بيروت»، يجتمع طاقم مختصين في تل أبيب لتحليل ما يمكن أن يفكر به الطرف الثاني. وحسب الصحيفة فإن «مجلس الجهاد المصغر» التابع لحزب الله يجتمع في بيروت، بمشاركة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وحضور طاقم القائمين والمساعدين لمغنية، و«الخبير في شؤون إسرائيل بشعبة العمليات الخارجية قيس عبيد، وهو من عرب 48، وكان له دور في أسر العقيد الاسرائيلي إلحنان تننباوم».

وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن «حزب الله بحاجة إلى عملية انتقامية»، وأنه من الممكن أن تنفذ في داخل البلاد او خارجها، ولكنها ترجح ان تكون في الخارج وان لم تستبعد مفاجأة مزدوجة؛ عملية «خفيفة» بالداخل، لشد الانتباه إليها، وعملية ضخمة بالخارج يسقط فيها عشرات القتلى. ويعتقد خبراء إسرائيليون بأن حزب الله هو الذي نفذ عملية القدس في المدرسة التلمودية «مركاز هراف»، وان جهاز أمنه يعمل على انتقاء «أهداف نوعية». ولم تشر المخابرات الاسرائيلية بشكل مباشر للجهة التي تقف وراء عملية القدس الاخيرة، الى ان الاعلام الاسرائيلي ومن بينه «يديعوت أحرونوت» اعطى مساحة واسعة لتغطية عملية اغتيال محمد شحادة في بيت لحم. وركز الاعلام الاسرائيلي، اول من امس على تغطية جثمان شحادة بعلم حزب الله، ولمّحت وسائل اعلام اسرائيلية الى علاقة شحادة بعملية القدس لكن مصدرا رسميا لم يؤكد ذلك.