القائد الأميركي في الأنبار: إذا تأخرت الانتخابات المحلية ستعود المشاكل الأمنية

الجنرال كيلي: الاقتراع سيكون فرصة لتصحيح خطأ المقاطعة السنية السابقة

TT

بغداد ـ رويترز: قال مسؤول عسكري اميركي كبير، إن الانتخابات المحلية يجب ان تجري في أقرب وقت ممكن من أجل ان يبقى العنف خامدا في الأنبار التي كانت أكثر محافظات العراق دموية، لكن يتم الاشادة بها الآن على انها قصة نجاح كبيرة للأمن.

وقال الميجر جنرال جون كيلي قائد القوات الاميركية في محافظة الانبار الغربية، إن الانتخابات المحلية المقرر ان تجري في اكتوبر (تشرين الاول) يمكن ان تعزز الأمن، لكن تأخيرها يمكن أن يفجر عودة الى العنف الذي كاد يمزق هذه المحافظة.

وقال كيلي في مقابلة بالبريد الالكتروني «يوجد بعض الاحتمال لاندلاع العنف اذا لــم تتحقق توقعات المواطنين بشأن الانتخابات الجديدة».

ومعظم السنة قاطعوا الانتخابات المحلية التي جرت في عام 2005. وانضم كثيرون الى تنظيم القاعدة لتشكيل عصب التمرد ضد القوات الاميركية والعراقية في الانبار التي شهدت بعضا من أشرس المعارك منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.

وحدث تغير ملحوظ في الامن في المحافظة لأسباب من أهمها قرار شيوخ العشائر السنية الانقلاب على «القاعدة» بسبب أعمال القتل التي يرتكبها دون تمييز. غير انه يوجد الآن توترات بين زعماء العشائر والرجال الذين أمروهم بحماية المحافظة ضد مقاتلي «القاعدة» والنظام السياسي المحلي الذي يقولون انه لا يمثلهم ولا يفعل شيئا يذكر من اجل الاعمار أو خلق وظائف في الانبار. وقال كيلي «اذا تأخرت الانتخابات في الانبار حتى عام 2009، فان ذلك يمكن ان يؤدي الى مشاكل». وتؤيد القوات المتعددة الجنسيات اجراء انتخابات شفافة ونزيهة في المحافظة بمجرد ان تجد حكومة العراق ان ذلك ممكنا من الناحية العملية.

وقال الجيش الاميركي انه يمكن تسليم مسؤولية الامن في الانبار الى العراق هذا الشهر أو الشهر المقبل. وقال كيلي ان التسليم سيتحقق «قريبا».

واضاف «الانتخابات ينظر اليها على انها فرصة لتصحيح اخطاء سابقة ارتبطت بقرار السنة عدم المشاركة في الجولة الاخيرة من الانتخابات».

وينظر الى قانون المحافظات الذي سيحدد العلاقة بين محافظات العراق والحكومة المركزية على انه المفتاح الذي سيمهد الطريق لإجراء انتخابات جديدة، لكن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي عرقل تمريره.

وتتولى قوات الامن العراقية الجزء الاكبر من العمليات الامنية في الانبار. وصرح كيلي للصحافيين هذا الاسبوع أنه يهدف الى اغلاق بعض القواعد العسكرية الاميركية الكبيرة في المحافظة. ويتولى نحو 4000 رجل من مجالس الصحوة حراسة الأنبار بناء على طلب شيوخ العشائر؛ وهي خطوة يؤيدها الجيش الاميركي. وبينما يتزايد استياء زعماء العشائر ازاء السياسيين المحليين يشكو أفراد فرق مجالس الصحوة من تدني الدخل ويطالبون بأن يتم تجنيدهم في قوات الامن العراقية. وما يحدث لأفراد فرق مجالس الصحوة بعد انسحاب القوات الاميركية يظل مسألة مهمة.

وقال كيلي إنه ليس هناك وعد لأفراد مجالس الصحوة بضمهم الى قوات الامن العراقية، وبدلا من ذلك سلط الضوء على الحاجة الى تحقيق تطوير كبير في الانبار لتوفير وظائف لاستيعابهم. ويقول شيوخ العشائر إن السياسيين لم يفعلوا شيئا في هذا الشأن. وقال كيلي «توجد علاقة بين البطالة والأمن والاستقرار في الأنبـــار.. وهناك طلب مشترك نسمعه من الحكومة وزعماء العشائر وهو ان نساعدهم في توفير وظائف لشعبهم».

ويقول القادة الاميركيون إنهم يتوقعون استيعاب نحو 20 في المائة من افراد مجالس الصحوة البالغ عددهم 90 ألف رجل في قوات الامن العراقية. وقال كيلي ان تنظيم القاعدة والمسلحين مازالوا يمثلون خطرا على الانبار. وتوقع ان يخططوا هجمات كبيرة لجذب اهتمام وسائل الاعلام الى معقلهم السابق. وقال ان أكبر تحد أمام تسليم الامن بالكامل هو الافتقار الى دعم الامداد والتموين في المدى البعيد للقوات العراقية مثل سداد الرواتب بانتظام وإمدادات الوقود وقطع الغيار.