إيرانيون يريدون إصلاحيين.. بمخالب

يصوتون لهم.. وعيونهم على تمهيد طريق الرئاسة لخاتمي

TT

* «سأصوت للاصلاحيين.. لكن عليهم ان يكونوا أشد صلابة في مواجهة معارضيهم إذا ما فازوا»، قال إيراني، لم يرد الكشف عن هويته لـ«الشرق الأوسط»، موضحا ان السبب في خسارة الاصلاحيين مواقعهم خلال السنوات الأربع الماضية هو أنهم لم يستخدموا الذراع القوية ضد المحافظين الذين وقفوا ضد تنفيذ برامج الاصلاحيين بالرغم من الدعم الشعبي الكبير الذي كانوا يتمتعون به قبل 10 سنوات. فوز الاصلاحيين بعدد أكبر من مقاعد البرلمان ليس مستبعدا بالرغم من تجريدهم من ادوات القوة التي كانوا يتمتعون بها مثل الصحف الاصلاحية التي لعبت دورا كبيرا في التعريف برموزهم وافكارهم في التسعينات. وما يقف في صف الاصلاحيين هو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي جعلت سياساته الكثير من الإيرانيين يترحمون على أيام خاتمي، خصوصا أداء حكومته الاقتصادي. قال محمد وهو إيراني في العقد الرابع من العمر متزوج ولديه 3 أولاد لـ«الشرق الأوسط»: «سأصوت للاصلاحيين، وإذا فازوا عليهم معالجة موضوع التضخم الذي يتزايد يوما بعد يوما. انا لا اقول ان أحمدي نجاد لا يعمل. هو يعمل، لكن المشكلة أنه سبب التضخم. كان بإمكانه وقف التضخم بعدد من القرارات. لدى في عائلتي شباب لا يجدون عملا بالرغم من أنهم يحملون شهادات جامعية. الوضع صعب، خاصة بالنسبة للنساء، فما يقدم لهن من عمل محصور في محلات البيع والشراء». ولا يعرف محمد ما إذا كان للاصلاحيين فرصة حقيقية في تحسين موقعهم في البرلمان ام لا، غير أنه يوضح انه بغض النظر عن النتيجة فيجب ان يواصلوا العمل. وتابع: «يجب ان يحدثوا تغييرات. أعتقد أنهم كانوا ضعفاء في مواجهة المحافظين. لم يسمحوا لخاتمي ابدا بالعمل. كأنه كان يتلقى الاوامر. الان الوضع مختلف اذا عاد خاتمي، سأنتخبه رئيسا مرة اخرى». لكن تأثير الاصلاحيين فقد شيئا من سحره الماضي. ففي حسينية ارشاد بوسط طهران، حيث مقر احد لجان الاقتراع، قالت سيدة إيرانية تدعى راحلة في الاربعينات من العمر، ترتدي ملابس زاهية الالوان وتضع غطاء انيقا على شعرها: «الاختيار بين السيئ والأسوأ.. الأوضاع في إيران خلال حكم خاتمي كانت أحسن، لكن لم يكن الوضع ممتازا. اليوم الوضع سيئ لدرجة ان حكم خاتمي يبدو جيدا جدا». وبدورها تصوت راحلة للاصلاحيين لأنها تعتقد ان الاصلاحيين اذا حققوا نتائج جيدة في البرلمان فإن هذا سيمهد طريق الاصلاحيين للرئاسة. وكما ان وضع الاقتصاد أدى الى قرار البعض التصويت للاصلاحيين، فإن حملة ملابس الصيف أدت الى ضيق الكثير من الشابات من ممارسات الشرطة ضدهن. وقالت شابة إيرانية لم ترد الكشف عن هويتها: «مسألة اللبس مسألة شخصية، طالما يتم الالتزام بالخط العام. لكن المشكلة ان هذا لم يحدث خلال هذه الحكومة.. الاوضاع خلال حكم خاتمي كانت أفضل». بعض الشباب وطلاب وطالبات الجامعة شاركوا في هذه الانتخابات من اجل حرية العمل السياسي في الجامعات، وهي الحرية التي تقلصت كثيرا منذ تولي أحمدي نجاد. لكن البعض الآخر أعيته المضايقات والاحباطات وقرارهم بالتوجه الى صناديق الاقتراع في اخر لحظة ليس مضمونا، وبالتالي مصير الاصلاحيين بدوره غير مضمون. ولهذا يتخوف محمد بهشتي، 25 عاما، من قلة مشاركة القاعدة الاجتماعية للاصلاحيين، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «صوت للاصلاحيين بقيادة خاتمي في هذه الانتخابات لانه كان ناجحا وأمل ان ينجح حزبه في الفوز. فالحرية والاداء الاقتصادي في ولايته كانا أفضل كثيرا من الان». لكن اميد وزوجته سارا، وكلاهما في العشرينيات من العمر، كانا يتدفقان حماسة في مقر انتخابي في منطقة «هفت تير» بوسط طهران، فكلاهما صوت للاصلاحيين وكلاهما يعتقد ان هناك فرصة في نتائج جيدة.