وزير كردي: أدلة على استخدام الطيران التركي السلاح الكيماوي في المناطق الحدودية

قال إن حكومة إقليم كردستان تنتظر نتائج التحليلات المختبرية

TT

اعلنت وزارة البيئة في حكومة اقليم كردستان أن الدلائل الاولية المتوفرة لديها، تشير الى ان الطيران التركي استخدم اسلحة كيماوية محظورة دوليا في غاراته على المناطق الحدودية لإقليم كردستان، خلال المعارك الاخيرة بين القوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني. وأكد مصدر في حزب العمال الكردستاني، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ«الشرق الاوسط» أن بعض القرى التي تعرضت لغارات الطائرات التركية سجلت العديد من حالات الاصابة بالحرقة الشديدة في الأنف والعيون وحساسية في الجلد وضيق في التنفس وتقيؤ شبه دائم عند الكثيرين من سكان القرى المنكوبة، داعيا الى إيفاد مندوبين لرصد تلك الحالات.

من جانبه، قال دارا محمد امين وزير البيئة في الاقليم في تصريحات صحافية «ان الدلائل الاولية للمسوحات الميدانية التي أجراها فريق من المتخصصين في الوزارة للمناطق التي تعرضت للغارات التركية داخل اقليم كردستان، تثبت استخدام اسلحة محظورة دوليا في ضرب تلك المناطق، لكننا لن نعلن عن الموقف الرسمي للوزارة بهذا الصدد قبل ظهور نتائج التحليلات المختبرية».

واوضح محمد امين ان وزارته رصدت حتى الآن العديد من حالات الاصابة بالحساسية والأمراض الجلدية، اضافة الى حالات نفوق عدد من رؤوس الماشية، وان فريقا يضم اطباء متخصصين عن وزارتي البيئة والصحة في الاقليم سيبدأ بمعاينة حالات 12 من المصابين جراء الغارات التركية اضافة الى اجراء تحليل مختبري للعينات التي جمعتها وزارة البيئة التي قال انها ستعد تقريرا مفصلا بهذا الشأن وسترفع نسخا منه الى ممثلية الامم المتحدة في العراق «يونامي» ومجلس النواب العراقي، مؤكدا أن وزارته طلبت من الامم المتحدة مساعدتها في فحص العينات المذكورة لعدم توفر مختبرات علمية متخصصة بذلك في الاقليم. يذكر ان وفدا رفيعا من مجلس النواب العراقي ضم النائب مثال الآلوسي والنائبة صفية طالب السهيل وآخرين، زار مطلع الشهر الحالي المناطق التي تعرضت للغارات التركية في سفح جبال قنديل ووادي خانقا في محافظتي السليمانية وأربيل وسجل ملاحظاته بهذا الخصوص بعد لقائه بعدد من القرويين المصابين بتلك الحالات. ودعت صفية السهيل في بيان المنظمات العالمية ابتداء من منظمة الامم المتحدة ووكالاتها المختصة في حقوق الانسان ومنظمة الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الاحمر الدولي واليونسيف والاتحاد الاوروبي، الى زيارة المناطق التي تعرضت للقصف التركي في شمال العراق ميدانيا واللقاء المباشر مع أهاليها النازحين الذين يعيشون اليوم تحت وطأة الخوف والرعب. وقالت «ان ما شاهدناه أثناء جولتنا كلجنة تقصي الحقائق في المناطق التي تم قصفها من قبل الجيش التركي، من مخلفات ودمار، جعلنا نرجع الى الخلف الى حيث الحقبة السوداء التي كان فيها النظام السابق يستخدم الأسلحة الكيماوية لقمع الشعب العراقي، بطريقة بعيدة كل البعد عن أبسط بديهيات الإنسانية. وشاهدنا المواطنين وهم يشعرون بنفس الشعور الذي شعروا به في الفترة التي كانوا بها يقصفون بهذه الأسلحة في عمليات الأنفال».