رئيس الوزراء الفلسطيني: تجميد الاستيطان يعني ولا طوبة إضافية

في بيان عقب أول اجتماع «للآلية الثلاثية» لتطبيق «خريطة الطريق» في القدس الغربية

فلسطينيون يصلون وأمامهم علم قبل مواصلة احتجاجاتهم الاسبوعية ضد بناء جدار الفصل في بلدة الخضر في منطقة بيت لحم امس (رويترز)
TT

شهدت مدينة القدس المحتلة امس اول اجتماع للجنة الثلاثية «الفلسطينية ـ الإسرائيلية ـ الأميركية» التي اعلن عن تشكيلها عقب مؤتمر أنابوليس للسلام في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للاشراف على تطبيق خطة طريقة الطريق. وحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء الفلسطيني تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه، فان الاجتماع خصص لبحث مدى التزام الطرفين بتنفيذ تعهداتهما في خريطة الطريق.

وشارك في الاجتماع، الذي كان مغلقا واستغرق قرابة الساعتين في فندق الملك داوود في القدس الغربية، عن الجانب الفلسطيني رئيس الوزراء سلام فياض والاميركي الجنرال وليام فريزر المكلف تطبيق خطة الطريق، والاسرائيلي الجنرال عاموس غلعاد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع، بدلا من وزير الدفاع ايهود باراك. وعين الجنرال فريزر من قبل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عقب مؤتمر انابوليس رئيسا لما سمي بالآلية الثلاثية.

وحسب صحيفة هآرتس، فان تغيب باراك عن الاجتماع المتفق عليه مسبقا، فاجأ الاميركيين قبل الفلسطينيين وأثار استغرابهم معا. غير ان مصادر فلسطينية قالت لـ«الشرق الاوسط» ان باراك تغيب لتجنب تعرضه لانتقادات أميركية محتملة قد توجه له جراء تصريحاته المتشددة ورفض التهدئة مع الفلسطينيين وعدم التزامه بالمطلب الاميركي بتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين وتخفيض الحواجز في الضفة الغربية، اضافة الى عدم وقف البناء والتوسع الاستيطانيين، على حد قول مصدر فلسطيني لـ«الشرق الاوسط».

وعقب الاجتماع اصدر مكتب فياض بيانا قال فيه إن رئيس الوزراء عبر عن رفضه وإدانته لعدم تقيد إسرائيل بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها، خاصة الوقف الشامل لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن «ذلك يقوض إمكانية قيام دولة فلسطينية. إذ أن تجميد الأنشطة الاستيطانية يمثل حجر الزاوية في الإبقاء على هذه الإمكانية». وقال فياض وفق البيان «إن تجميد الاستيطان يجب أن يعني عدم بناء أي طوبة إضافية».

وانتقد فياض ضمنا تغيب باراك، بقوله إن «الاجتماع الأول لهذه الآلية عقد اليوم في وقت تغيب فيه وزير الدفاع الإسرائيلي عن الاجتماع وأرسل الجنرال جلعاد نيابة عنه».

وأعرب فياض عن أمله في ان تساعد «المعلومات التي جمعها الجنرال فريزر، اللجنة الرباعية من العمل لضمان وقف إسرائيل لأنشطتها الاستيطانية»، مؤكداً أن العطاءات الجديدة التي صدرت، وكذلك الخطط الاستيطانية الجديدة التي أعلن عنها، وإعادة احياء الخطط القديمة، معظمها في القدس الشرقية قلب دولة فلسطين المستقبلية. واضاف «في الأسابيع الخمسة بعد أنابولس أصدرت إسرائيل عطاءً لبناء 747 وحدة سكنية استيطانية، مقارنة مع 138 وحدة صودق عليها في الـ 11 شهراً التي سبقت أنابوليس، ومؤخراً أعلنت عن قرارها بالاستمرار في بناء حوالي 750 وحدة سكنية في مستوطنة جفعات زئيف (في منطقة القدس)، وفي ذات الوقت الذي تستمر فيه يومياً بتنفيذ عدد كبير من المشاريع الإنشائية في مختلف المستوطنات على امتداد الأراضي الفلسطينية. مشدداً على أن «هذا ليس تجميداً وفق أي معيار».

واكد فياض التزام السلطة بتعهداتها بقوله «علينا التزامات في الحكم، والإدارة، بما في ذلك في مجال الأمن. ونحن نقوم بجهود جدية، وثابتة لتنفيذها، وحققنا نجاحات على هذا الصعيد، رغم الاجتياحات والاعتداءات الإسرائيلية، إضافة للأنشطة الاستيطانية التي تقوض جهودنا. إن إسرائيل تعرف ذلك تماماً كما يعرفه شعبنا. والآن فقد بات العالم كله يعرف هذا الأمر».

وختم رئيس الوزراء قائلاً «انه ورغم الصعوبات والمخاطر التي تواجهنا، فإنني على ثقة كاملة بتصميم شعبنا على المثابرة في سعيه لتحقيق الحرية والسلام».

وكان فريزر قد اعد تقريرا حول ما يقوم به الجانبان بشأن تطبيق خريطة الطريق. وسلم فياض وعاموس نسختين عن هذا التقرير الذي لم يكشف عن تفاصيله وأبقي محتواه طي الكتمان، وسيقدم فريزر نسخه عنه اضافة الى ردود اسرائيل والفلسطينيين عليه، الى رايس التي ستقرر خطوتها التالية، وفقا لذلك.

غير ان واشنطن استبقت اجتماع امس بالاعراب عن عدم رضاها ازاء السرعة التي تعمل فيها اسرائيل لتطبيق تعهداتها في خريطة الطريق.

وقالت رايس للكونغرس الاميركي مساء الاربعاء الماضي «ان الولايات المتحدة تعتبر ان توسيع المستوطنات، لا ينسجم مع التزامات اسرائيل بموجب خريطة الطريق ولقد اوضحنا ذلك لهم». وقلت ايضا ان ذلك لا يساعد عملية السلام».

يذكر ان الرئيس الاميركي جورج بوش تعهد في مؤتمر انابوليس بالتوصل الى اتفاق بشأن حل الدولتين مع نهاية ولايته الثانية في نهاية العام الجاري.

ونقل عن عاموس القول قبل الاجتماع «ان التركيز سيكون على المحادثات العملية بهدف تحريك عملية السلام الى الامام». واضاف «ان ما يثار من اشاعات عن وجود توترات لا اساس له من الصحة».