«العذراء» أول كنيسة مسيحية في قطر

د. الأنصاري لـ«الشرق الأوسط»: مسألة التبشير بين القطريين لا تقلقنا إطلاقا

صورة أرشيفية لأول كنيسة في الدوحة بقطر (أ.ف.ب)
TT

أصبحت قطر اعتبارا من أمس، الدولة الخليجية الخامسة التي تضم كنيسة كاثوليكية بها، بعد أن دشن في العاصمة القطرية الدوحة، أول كنيسة تابعة للكاثوليك وهي كنيسة العذراء، بعد سنوات من استخدام صالات المدارس الخاصة لإقامة شعائر المسيحيين المقيمين في قطر.

ووفقا لتقديرات شبه رسمية يبلغ عدد المسيحيين المقيمين في قطر نحو مائة ألف، معظمهم من العمال الأجانب المنتمين إلى الجنسيات الهندية والفلبينية واللبنانية، يعتنقون المذهب الكاثوليكي ويقيمون صلواتهم في المدارس أو الأماكن الخاصة، بينما يقدر أتباع الكنيسة الإنجيلية بنحو 10 آلاف يستخدمون مدرسة إنجليزية في الدوحة كمكان للعبادة.

وبالرغم من تباين ردود الفعل التي أبداها المواطنون القطريون لإفتتاح كنائس في بلادهم، إلا أن مصادر قطرية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن أمتناع الكنيسة عن التبشير بكافة أنواعه، كان أحد الشروط الرئيسية التي أشترطتها السلطات القطرية قبل القبول بافتتاح الكنيسة، كما لن يتم تعليق أي رموز دينية مسيحية مثل الصلبان، خلال هذه المرحلة على الأقل.

وقال عميد كلية الشريعة السابق في جامعة قطر الدكتور عبد الحميد الانصاري لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يتخوف من افتتاح كنيسة داخل الأراضي القطرية.

وأشار إلى أن مسألة التبشير بين القطريين «لا تقلقنا إطلاقا.. فمن لا يريد الاسلام نحن لا نريده ولا خير فيه، والكنائس مفتوحة في كل دول العالم ليغير دينه، لكن استبعد أن تقوم الكنيسة بالتبشير في قطر، فهم أشخاص يحترمون القانون ويجب أن يعملوا في ظله».

وأضاف «من الناحية الشرعية هناك أختلاف بين الفقهاء على مسألة افتتاح الكنائس في الدول الإسلامية، وأنا ممن يرى جواز افتتاح كنائس ضمن حرية الأديان». مؤكدا «لا القرآن ولا السنة النبوية الشريفة تمنع إقامة الكنائس في بلاد المسلمين».

وقلل الدكتور الأنصاري من افتتاح الكنيسة وتأثيرها على الشارع القطري، موضحا أن المسيحيين يمارسون طقوسهم الدينية منذ سنوات «فما الذي تغير سوى وجود مكان يضمهم».

والأرض التي تقام عليها الكنيسة التي افتتحت مساء أمس، تبرع بها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، فيما تم تبرع بتكاليف البناء أبناء الطائفة الكاثوليكية داخل وخارج قطر، وبلغت تكلفة إنشائها 65 مليون ريال قطري (18 مليون دولار تقريبا) وبها 2700 مقعد وتضم 6 أقسام.

وحتى قبل عقد من الزمان لم يكن للمسيحيين في قطر أذون رسمية بإقامة شعائرهم في البلاد، غير أن عيد الفصح في عام 1997 قام باتريك ثيروس السفير الأميركي في قطر في ذلك الوقت بتوجيه دعوة خاصة للارشمندريت «ثيوفيلوس» (والذي أصبح الآن البطريرك) من بطريركية القدس لزيارته في مدينة الدوحة، وقد سعى السفير للحصول على كافة الأذونات الرسمية من الجهات المعنية لتأمين قدوم الأرشمندريت «ثيوفيلوس» والسماح له بإقامة صلوات الأيام الثلاثة الأخيرة من أسبوع الآلام وكذلك إقامة قداس الفصح. ولإتمام هذه المبادرة أعد السفير منزله داعياً إليه كافة أبناء الرعية المقيمين للمشاركة في هذه الصلوات. وشهد العام 2003 قيام دولة قطر بالترخيص للطوائف المسيحية لإقامة شعائرهم الدينية، وكذلك نشوء فكرة عقد مؤتمر سنوي لحوار الأديان والذي بدأ تنظيمه منذ العام 2003.

ولن تكون «العذراء» هي الكنيسة الوحيدة في قطر، إذ من المقرر أن يتبعها إنشاء 4 كنائس أخرى لباقي الطوائف المسيحية المقيمة في البلد، بعد أن حصلت بالفعل على موافقات رسمية.