جنرال إسرائيلي: الفلسطينيون دفعوا ألف قتيل ثمن اختطاف شليط وألفا آخر إذا لم يفرج عنه

باراك يظهر تشددا لحسابات شخصية

TT

في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية من أجل التوصل لتهدئة شاملة واجراء صفقة تبادل أسرى، هدد عسكري اسرائيلي كبير بمواصلة التصعيد الحربي ضد حماس وغيرها من التنظيمات العسكرية.

وقال هذا المسؤول ان «التعنت الذي تبديه حماس في المفاوضات حول اطلاق سراح جلعاد شليط تسبب حتى الآن في مقتل أكثر من ألف فلسطيني وسيدفعون ألفا آخر إذا استمروا في السياسة نفسها». ورفض المسؤول ان تكون المفاوضات سبيلا وحيدا للتفاهم حول صفقة تبادل الأسرى، وقال بصراحة ان الجيش معني بأن يفهم الفلسطينيون أن خطف جندي اسرائيلي هو أمر مكلف وانه في حسابات الربح والخسارة غير مجد لهم.

وكان هذا المسؤول يعقب على الأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية حول خلافات اسرائيلية داخلية بخصوص المفاوضات الجارية مع حماس، التي اشارت الى ان قيادة الجيش مدعومة من وزير الدفاع، ايهود باراك، مصرة على ألا تكون هناك تهدئة شاملة في غزة والضفة الغربية، مصرة على الاستمرار في تصعيد التوتر. وأوضح ان رئيس الوزراء ايهود أولمرت، يقف الى جانب الجيش في هذا الموقف.

وكانت مصادر اعلامية مطلعة قد كشفت عن بعض جوانب النقاش الدائر داخل المؤسسات الاسرائيلية بخصوص هذا الموضوع، حيث ان هناك تصعيدا في الضغوط الشعبية على الحكومة كي تسرع في انجاز صفقة تضمن اطلاق سراح شليط وكذلك الجنديين الاسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله. وقالت ان عوفر ديكل، المسؤول الاسرائيلي الذي عينه أولمرت لادارة المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى، انتهى من وضع صيغة اتفاق، وان المفاوضات مع حماس قطعت شوطا طويلا، حيث ان اسرائيل وافقت على 230 اسما من مجموع 450 أسيرا، طلبت حماس اطلاق سراحهم. وحاول أولمرت جس نبض الجمهور ازاء هذا الاتفاق. لكنه لاحظ ان المعارضة اليمينية خارج الحكومة وحتى داخلها قوية وشديدة وتكلفه خسارة كرسيه في رئاسة الحكومة، لذلك ارتدع وقرر اعطاء نفسه مهلة أخرى لتمرير الفكرة.

في غضون ذلك ولكي لا يصطدم أولمرت مع الجيش، وافق على خططه الواحدة تلو الاخرى، مثل عملية «شتاء ساخن» (الهجوم على غزة) وتصفية محمد شحادة وثلاثة ناشطين آخرين من الجهاد الاسلامي وفتح في بيت لحم.

وكان أولمرت، حتى فترة طويلة، يواجه الجيش بالقول انه لا يفهم لماذا لم يهتد حتى الآن الى مكان أسر شليط لتحريره بدلا من انتظار صفقة تبادل أسرى، لكنه تراجع. وانجرف وراء الجيش رويدا رويدا، لحساباته الذاتية.

من جهته، ولحسابات شخصية مستقبلية، يزايد باراك على أولمرت ويظهر انه متطرف أكثر منه في التعامل مع حماس ومتشددا أكثر منه في تأييد الجيش. وزاد باراك في تشدده لدرجة الدخول في مواجهة حتى مع الادارة الأميركية، بتغيبه المتعمد عن اجتماع اللجنة الثلاثية، أول من أمس، للتفاوض حول تطبيق بنود المرحلة الأولى من خطة «خارطة الطريق». فقد كان مقررا أن يحضر شخصيا الى اللقاء مع رئيس الوزراء الفلسطيني، د. سلام فياض، بحضور المحكم الأميركي، الجنرال وليام فريزر، لكنه أرسل في آخر لحظة رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارته، عاموس جلعاد. فشعر الأميركيون بان الصفعة موجهة اليهم ، حيث ان هذا أول اجتماع للجنة التي كانت قد شكلت بموجب تفاهمات أنابوليس. وانتقدوا اسرائيل علنا على سياستها هذه. وبدأوا يخرجون الى العلن ما يقولونه بالخفاء عن «الاجراءات الاسرائيلية التي لا تساعد على انجاح مفاوضات السلام».

ويحاول باراك، بهذه المواقف العربيدية المتطرفة، ان يكسب أصوات اليمين واليمين الوسط من أنصار حزب «كديما»، الذي تتنبأ له استطلاعات الرأي أن يفقد نصف قوته في الانتخابات القادمة. ويخطط باراك لأن يكسب معظم هذه الأصوات كي لا تذهب لليمين المتطرف. وازاء الانتقادات الموجهة للجيش وللحكومة حول الفشل في اطلاق سراح شليط، ترتفع أصوات في اسرائيل للتنازل عن الوساطة المصرية واستبدالها بوساطة أوروبية لاطلاق سراح شليط وزميليه. ويدعون ان مصر تعمل ببطء لأن لها هي أيضا حسابات مصلحية ذاتية. ولكن أولمرت يخشى من دور أوروبي في هذا القضية، لأنه يرى ان أوروبا تنوي كسر الحصار عن حماس.