ميركل تعتبر أمن إسرائيل من أمن ألمانيا

TT

أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، ان بلادها تعتبر حق اسرائيل في الوجود مسألة التزام دولية، وانها ترى ان أمن أسرائيل جزء من أمن ألمانيا، وترى في التهديدات الأمنية التي تواجهها تهديدات أمنية لألمانيا. وأعربت عن رفضها للتهديدات الايرانية ووافقت على التقويمات التي تسمع في تل أبيب حول التسلح النووي الايراني وضرورة اصرار العالم على منعه.

وكانت ميركل تتحدث في الاذاعة الألمانية، عشية سفرها الى اسرائيل، في زيارة وصفت بأنها تاريخية، حيث انها ستصل اليوم، وستبقى فيها ثلاثة ايام، ضمن جولة واسعة في عدد من دول المنطقة. وأفردت حيزا كبيرا من خطابها الأسبوعي في الاذاعة للموضوع الاسرائيلي على شرف هذه الزيارة.

وستكون ميركل أول مستشارة ألمانية تلقي خطابا أمام الكنيست، وأول مستشارة تزور متحف «يد فشيم»، الذي يخلد ضحايا المحرقة النازية الألمانية (سبقها في مثل هاتين الزيارتين الرئيس الألماني السابق). وقالت ميركل انها في هذه الزيارة، تأخذ على عاتقها مسؤولية بلادها عن الماضي (أي عن المشروع النازي الألماني لإبادة اليهود) والتعويض عن ذلك ليس بالمال، بل بضمان أمن اسرائيل ووجودها.

وذكرت مصادر سياسية ان ميركل، اضافة الى البحث في تمتين العلاقات الاسرائيلية الألمانية، اقتصاديا وأمنيا، ستسعى لإطلاق فكرة عقد لقاء دولي في برلين، التي توصلت اليها سوية مع مبعوث الرباعية الدولية، توني بلير. وسيتم عقد اللقاء في العاصمة الألمانية برلين، في يونيو (حزيران) القادم، تحت عنوان: «لدعم مسيرة السلام في الشرق الأوسط وتثبيت قدرات السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، تمهيدا لبناء الدولة الفلسطينية». وأكدت أوساط ألمانية وفلسطينية ان ميركل تكلمت هاتفيا بهذا الخصوص مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وطرحت عليه فكرة لقاء برلين فوافق عليها واتفقا على أن يبحثا فيها تفصيليا خلال لقائهما القريب. وانتهز أبو مازن فرصة الحديث مع ميركل، ليشكو لها الخروقات الاسرائيلية المتلاحقة لتفاهمات أنابوليس، خصوصا الاعتداءات العسكرية على قطاع غزة والضفة الغربية وتوسيع الاستيطان. فوعدته بإثارة هذه القضايا خلال لقاءاتها مع المسؤولين الاسرائيليين. وقالت هذه المصادر ان ألمانيا تقصد من وراء هذا اللقاء تكرار تجربة لقاء أنابوليس، «الذي اعطى شحنة من القوة للمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية». وفي رد على سؤال حول إذا ما كان مثل هذا اللقاء، سيثير آمالا عريضة فارغة المضمون، مثل أنابوليس، ويتسبب في النهاية الى المزيد من الخيبة والاحباط، قالت هذه المصادر: «اسمعوا ما تقوله وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في هذا الشأن. فعلى طاولة المفاوضات يحصل تقدم أكبر بكثير مما يظهر في الخارج». وسيدعى الى هذا اللقاء، حسب المصادر نفسها، اضافة الى المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين، وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وعدد من الدول الأوروبية والعربية والاسلامية والأمين العام للأمم المتحدة. وسيقسم الاجتماع الى قسمين، سياسي واقتصادي. وسيتم فيه تكريس قواعد لدعم السلطة الفلسطينية في شتى مجالات عملها وتثبيت آليات الدعم للسلطة، التي كانت اقرت في مؤتمر باريس نهاية العام الماضي، وخصوصا الضمانات للمستثمرين العرب والأجانب في أراضي السلطة. جدير بالذكر أن أوساطا في اليمين الاسرائيلي اعترضت على زيارة ميركل، كما يجري عادة لدى كل زيارة رسمية لمسؤول ألماني، وذلك تحت باب «لا نسيان ولا غفران» للمحرقة النازية. وقال النائب أريه الداد انه سيقاطع جلسة الكنيست التي ستتكلم فيها ميركل، لأنه لا يستطيع «سماع اللغة الألمانية في أعلى سلطة في دولة اليهود». وتسعى جهات يمينية أخرى لمعرفة برنامج الزيارة التفصيلي لكي تواجه ميركل بالمظاهرات، في كل مكان تزوره.