السنيورة: ما يجري في لبنان ليس انقساما مذهبيا بل وجهات نظر .. متوترة أحيانا

في حفل استقبال على هامش مشاركته في القمة الإسلامية بداكار

TT

أكد رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة ان ما يجري في لبنان «ليس انقساما طائفيا ولا مذهبيا وإن كان يبدو كذلك للبعض»، لافتا الى ان «ما قامت به الحكومة اللبنانية من جهد استثنائي على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، استطاع لبنان أن يمنع إسرائيل من الانتصار أو تحقيق أي من أهدافها». وتحدث السنيورة خلال حفلة الاستقبال التي اقامها على شرفه والوفد المرافق السفير اللبناني لدى السنغال ميشال حداد مساء الجمعة الفائت، وذلك على هامش الزيارة التي قام بها لداكار للمشاركة في مؤتمر القمة الاسلامية.

وبعدما رحّب حداد بالوفد، ردّ السنيورة بكلمة شكر وتوجّه الى الجالية اللبنانية التي حضرت للمشاركة في الاحتفال بالقول: «لا شك أنكم تشاهدون ما يجري في لبنان على شاشات التلفزة ومن خلال وسائل إعلامية أخرى. وتتألمون كما يتألم أشقاؤكم في لبنان لما يجري من انقسام....ان ما يجري يجب أن نتطلع إليه على أنه يعبر عن حيوية وليس عن خلاف جذري ودائم، يمكن أن يؤدي إلى أمور لا نريد أن تحدث في لبنان....ما يجري في لبنان ليس انقساما طائفيا ولا مذهبيا وإن كان يبدو كذلك للبعض، لكن حقيقة الأمر ليست كذلك. انه وجهات نظر تأخذ أحيانا صيغة من التوتر الذي يعبر فيه كل لبناني عن حماسته ومحبته للبنان من وجهة نظره. إن أهم ما يميز لبنان هو تلك الحرية التي نستميت في الدفاع عنها. وعندما نقول الحرية ليس فقط احترامنا لرأينا بل احترامنا الرأي الآخر». وأضاف: «لبنان لم يعد بصيغته هذه حاجة فقط الى اللبنانيين بل هو حاجة الى العرب والعالم الإسلامي والعالم بأسره أيضا. نحن في لبنان نريد بلادنا أن تكون حرة عربية سيدة مستقلة ديمقراطية تقبل الرأي الآخر وتنفتح عليه وتغتني بآراء الآخرين وثقافاتهم. هذا الـ«لبنان» الذي صحيح أنه يعاني الأمرين منذ أكثر من 33 عاما، وهو مصلوب بداية من استمرار العدوان الإسرائيلي عليه. ويجب أن ندرك دائما أن المشكلة الحقيقية في لبنان هي أساسا أننا ما زلنا نعاني هذا العدوان المستمر الذي فتك بفلسطين واستمر في عدوانه على لبنان طوال السنوات الماضية. وقد أثبت لبنان وخصوصا خلال العدوان الأخير لإسرائيل في العام 2006 أنه بمقاومة اللبنانيين وصمودهم وتوحدهم، وأيضا بما قامت به الحكومة اللبنانية من جهد استثنائي على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، استطاع أن يمنع إسرائيل من الانتصار أو تحقيق أي من أهدافها. وهذا من أهم المنجزات التي تحققت. لكن طبيعيا أن إسرائيل ألحقت أضرارا باللبنانيين. سقط لنا الكثير من الشهداء والجرحى ودمر قسم من لبنان ولكن لم تستطع إسرائيل أن تهزم إرادة اللبنانيين». وقال: «نريد وطنا حرا سيدا مستقلا عربيا منفتحا يتعامل مع الشقيق والصديق على قاعدة الاحترام المتبادل. نحن ليس لنا عدو سوى إسرائيل. أما إذا كانت هناك من ظلامة تحيط بنا من شقيق أو صديق فيجب علينا أن نعمل على وحدتنا الداخلية ونحافظ عليها لمنع هذا الشقيق أو الصديق في أن يستمر بإلحاق الظلم بنا». وختم: «نمر في فترة دقيقة لكن يجب ألا نيأس. الاستقلال له ثمن وليس منّة من أحد. هو نتيجة نضال اللبنانيين وتمسكهم وتضحياتهم ووقوفهم الموحد».