البرلمان الصيني يعيد انتخاب هيو جينتاو لولاية ثانية على وقع صدامات التيبت

الشرطة تمهل مثيري الشغب 48 ساعة لتسليم أنفسهم.. وحكومة المنفى تقول إن 100 شخص قتلوا في المظاهرات

TT

أعاد البرلمان الصيني انتخاب الرئيس هيو جينتاو لولاية ثانية مدتها خمس سنوات، بنسبة أصوات بلغت 99،7 بالمئة في انتخابات كان هو المرشح الوحيد فيها. وجاءت هذه الانتخابات في وقت تشهد البلاد توترات وأعمال عنف بسبب تظاهرات يقودها سكان التيبت للمطالبة بالاستقلال، أدت بحسب تقديرات حكومة التيبت في الهند الى مقتل نحو مائة شخص.

وتمكن جينتاو رئيس الحزب الشيوعي الصيني الحاكم والبالغ من العمر 65 عاما، من الحصول على تأييد 2956 مندوبا في البرلمان الذي يضم 2965 مقعدا. كما جرى انتخاب شي جينبينغ ،54 عاما، نائبا للرئيس. وحصل شي، وهو الرجل السادس في قيادة الحزب الشيوعي الصيني، على تأييد 5،98% من اعضاء الجمعية الذين شاركوا في التصويت. وبذلك اصبح شي المرشح المرجح لرئاسة الصين عند انتهاء ولاية هو جينتاو في العام 2012. وعكرت صفو فوز جينتاو بولاية ثانية، الاحتجاجات التي يقودها سكان التيبت في الخارج. ففي الوقت الذي كان الرئيس الجديد ونائبه يتعانقان داخل البرلمان ويهنئان بعضهما، كــانت الدبـابـات والعربات العسكرية تجوب شوارع لاسا عاصمة التيبت، وسط تواجد امني كثيف لضمان عدم اندلاع مزيد من الاحتجاجات التي كانت بدأت الاثنين الماضي. ويسعى جينتاو الى ترك بصماته الفلسفية على البلاد واختار التركيز في خطاباته على التخفيف من حدة انتقال الصين الى عالم الراسمالية بكل قوة. كما دعا الى تحقيق النمو الاقتصادي بطريقة اكثر مسؤولية بحيث لا تضر كثيرا بالبيئة، والسعي الى توزيع ثروة الصين الجديدة بشكل اكثر عدالة في المجتمع. الا انه اكد على ضرورة الحفاظ على نمو الاقتصاد.

ولايزال جينتاو يمثل لغزا بالنسبة للعديد من المراقبين. ففي حين يعتبره البعض بطلا للمقهورين، يعبّر آخرون عن خيبة املهم لانه لم يكن اكثر شجاعة في تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والسياسية.

ويتوقع الشعب الصيني من رئيسهم ادخال تحسينات كبيرة على قطاع التعليم الحكومي والصحة والاسكان خلال السنوات الخميس المقبلة. الا ان طريقة الحزب في اتخاذ القرارات بالاجماع يمكن ان تحد من صلاحياته. ورأى مراقبون أن النجم السياسي الصاعد شي جينبينغ اقترب أمس من الحصول على اعلى منصب في البلاد بعد ان انتخبه البرلمان نائبا للرئيس، وأنه عزز بذلك فرصه في الحصول على منصب الرئاسة خلفا لهو جينتاو.

الى ذلك، قالت حكومة التيبت في المنفى في الهند أمس السبت إن ما لا يقل عن مئة شخص من سكان التيبت قتلوا في الاشتباكات العنيفة مع السلطات الصينية، الا ان السلطات الصينية تؤكد ان عدد قتلى الشغب لم يتجاوز العشرة أشخاص. الا ان وكالة الانباء الصينية التابعة للسطلة فقد ذكرت ان نقلا عن مسؤولين ان 10 أشخاص على الأقل قتلوا وإنهم كانوا «جميعا من المدنيين الأبرياء» من بينهم موظفان بأحد الفنادق واثنان من أصحاب المتاجر بعد اشتعال 60 حريقا في المدينة أمس الاول.

ودعت السلطات الامنية والقضائية في التيبت أمس الى وقف الاضطرابات ووعدت بالرأفة بمسببي أعمال الشغب اذا استسلموا قبل منتصف ليل الاثنين. وقالت السلطات الامنية والقضائية في اعلان ان «الذين يستسلمون للشرطة قبل منتصف ليل الاثنين ستفرض عليهم عقوبات خفيفة او مخففة، حسب القانون». واضافت: ان «الجانحين الذين لا يحترمون هذا التاريخ سيعاقبون بقسوة».

وأشار الاعلان الى ان المتظاهرين «احرقوا مدارس ومستشفيات واماكن لهو للاطفال ومحلات تجارية ومنازل». واضاف انهم «هاجموا بعنف ايضا مباني عامة وشركات واحرقوا آليات ونهبوا وقتلوا ابرياء»، مدينا «مؤامرة سياسية لعصابة الدالاي لاما من اجل الحصول على الاستقلال».

وجاءت أعمال العنف عقب مظاهرات قام بها رهبان بوذيين من التبت وبدأت يوم الاثنين الماضي وتزامنت مع إحياء الذكرى الـ 49 لانتفاضة ضد الحكم الصيني ونفي الزعيم الروحي للتيبتيين الدلاي لاما. وندد باراك اوباما المرشح لتمثيل الحزب الديمقراطي الاميركي في السباق الى البيت الابيض، بالقمع العنيف الذي تمارسه السلطات الصينية حيال المتظاهرين في التيبت، مطالبا بكين بمنح هذه المنطقة حكما ذاتيا حقيقيا. وقال سناتور ايلينوي في بيان نشر على موقع حملته الانتخابية على الانترنت: «يجب ان ينعم التيبت بحكم ذاتي حقيقي وفعلي. يجب ان يدعى الدالاي لاما لزيارة الصين في اطار عملية تقود الى عودته» الى البلاد.

وذكر بان الألعاب الاولمبية ستجري هذه السنة في بكين، داعيا الحكومة الصينية الى اغتنام هذه المناسبة لاتخاذ اجراءات «تبدل الصورة التي سنحتفظ بها عن الصين في وقت لاحق هذه السنة بتبديل طريقة تعاملها مع التيبت والتيبتيين».