تدريب قوات أمن فلسطينية في الأردن يواجه صعوبات بسبب مخاوف إسرائيلية

الشكوك في الكونغرس حول مدى ولائها لأبومازن تبطئ وصول التمويل الأميركي للبرنامج

TT

يواجه برنامج تدريب وتجهيز قوات بالامن الفلسطينية في الاردن، الممول من الولايات المتحدة، صعوبة كبيرة بسبب التسويف ونقص الموارد والخلافات بين الإسرائيليين والأميركيين حول ماهية القدرات الأمنية التي ينبغي أن تتحلى بها تلك القوات عند نشرها في الأراضي الفلسطينية.

وتجري التدريبات في معسكر صحراوي يبعد عن مدينة عمان مسافة ساعة بالسيارة، ويشرف على التدريب متعاقدون أميركيون وأردنيون. ويضم المعسكر 600 عضو من قوات الأمن الوطنية التي تسيطر عليها حركة فتح ضمن برنامج مدته 16 أسبوعاً، وهناك 425 عضواً من الحرس الرئاسي يخضعون للتدريب على مدى ثمانية أسابيع.

وخلال أسابيع من التدريب الذي بدأ أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي لم يتلق المدربون الأميركيون والأردنيون أجهزة التدريب اللازمة بما فيها عربات وأجهزة اتصال ومسدسات وهمية وبنادق وعصي ونسخة من المنهاج الأميركي، وفقاً لأميركيين مطلعين على البرنامج.

وكان من المقرر ان تتسلم الكوادر هذه المعدات الاساسية لكن بسبب قلق أبدته إسرائيل لم يتسلم ما يزيد على 1000 متدرب فلسطيني سترات واقية من الرصاص أو حتى بناقلات الجند المدرعة، وهذا النقص في المعدات والتسويف أرغم المدربين الأميركيين والأردنيين على الارتجال في البرنامج والاستعاضة ببدائل أخرى لبعض أدوات التدريب مثل استخدام ولاعات سجاير على شكل مسدسات في تدريبات الاعتقال، فضلا عن استخدام سياراتهم الخاصة في تدريبات تعليم القيادة. جدير بالذكر ان الرئيس الاميركي جورج بوش كان قد أكد عام 2003 ضمن خطته الخاصة بتحقيق السلام في الشرق الأوسط على أن بناء قوات أمن فلسطينية فاعلة يشكل جانبا جوهريا في إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية آمنة.

كما ان وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، كانت قد أكدت خلال جولتها في المنطقة الأسبوع الماضي ان الهدف هو «تشكيل قوات أمن فلسطينية فاعلة ومجهزة كي تصبح قادرة على التصدي لحركة حماس».

ورغم إصرار إسرائيل على ضرورة توفير الفلسطينيين للأمن الحقيقي في الضفة الغربية وغزة قبل سحب قواتها، فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلية وضعت عراقيل كبيرة أمام جهود التدريب التي ترعاها أميركا.

وقال دوف شوارتز، وهو مسؤول في وزارة الخارجية ومتحدث باسم برنامج التدريب، ان مشروع التدريب واجه صعوبات متزايدة في البداية. اما ديفيد ويلش، مساعد وزير الخارجية الاميركية، فقد قال خلال إفادة له أمام لجنة تابعة لمجلس النواب الاميركي هذا الأسبوع ان «تقدما كبيرا» تحرزه الولايات المتحدة في تدريب قوات الأمن الفلسطينية، إلا ان معلومات من مسؤولين اميركيين مطلعين بالإضافة إلى مذكرة داخلية من شركة متعاقدة اشارت إلى وجود نواقص في برنامج التدريب.

وتعتبر هذه الدورة التدريبية الأطول من ناحية الفترة الزمنية لأول مرة منذ يونيو (حزيران) عندما نشر مئات من أفراد قوات الأمن الفلسطينية، التي جرى تدريبها ضمن دورة تدريبية مدتها 45 يوما في مصر بدعم من الولايات المتحدة، لمواجهة مقاتلي «حماس» في قطاع غزة، إلا ان قوات «حماس» نجحت في إخراج هذه القوات من القطاع خلال خمسة أيام لتنفرد الحركة بالسيطرة على القطاع. وساهمت الشكوك في أميركا والكونغرس حول مدى ولاء قوات الحرس الرئاسي لمحمود عباس (ابومازن) في إبطاء وصول التمويل للبرنامج. وكان الكونغرس قد خصص 28 مليون دولار للجولة الأولى من التدريب كجزء من 86 مليونا مخصصة للأمن الفلسطيني.

وخصص الكونغرس الاميركي صيف العام الماضي مبلغ 28 مليون دولار لجولة تدريب أولى كجزء من مبلغ 86 مليون دولار خصص لدعم الأمن الفلسطيني. لم تجر المصادقة بعد على تمويل إضافي رغم تخصيص مبلغ 50 مليون دولار لنفس الغرض خلال السنوات المقبلة. وكان مصدر اميركي مطلع قد اقر بالصعوبات التي تواجه برنامج التدريب من ناحية التمويل والتجهيز وكل الجوانب الأخرى، على حد قوله، إلا ان تحسنا قد حدث في هذا الجانب، حسب تأكيده، لكنه ليس بالمستوى المطلوب. وأشار المسؤول في هذا الصدد إلى وصول أول ثماني مركبات مخصصة للتدريب بعد أسابيع من بدايته.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»