جنود أميركيون خدموا في العراق يعمّقون المعارضة للحرب

يروون للمئات من مواطنيهم تجاربهم القاسية

TT

كانت هناك مجموعة من الجنود السابقين ورجال المارينز جالسين أمام جمهور يصل عدده إلى عدة مئات أول من امس في سيلفر سبرنغ. وكانت تقاسيم وجوههم تحمل الأسى والانقباض وهم هناك من أجل الاشتراك في ذكرياتهم عن فترات خدمتهم العسكرية في العراق.

المناسبة كانت لقاء نظمته على امتداد اربعة ايام جمعية تطلق على نفسها «المحاربون القدماء ضد الحرب» لسماع شهادات شهود عيان. وجذبت المناسبة أكثر من 200 محارب سابق. ويأمل منظمو هذه المناسبة من خلال توقيتها مع الذكرى الخامسة للحرب في العراق أن تعمق شهادات الجنود من معارضة الأميركيين للحرب.

وبالنسبة لبعض الجنود السابقين الذي تكلموا أول من أمس، كانت التجربة وسيلة للتنفيس عما في أعماقهم من آلام. وبدأ رجل المارينز السابق جون تيرنر باقتلاع ميداليات الخدمة عن قميصه، ورماها صوب الصف الأول. ثم بدأ يحكي عن صور فوتوغرافية تظهر الضحايا الغارقين في الدماء والدمار، مثيرا لهاثا في أنفاس الجمهور. ووصف في سلسلة من الحوادث كيف أن بعض زملائه من المارينز أطلقوا النار على الناس خوفا من الانتقام. وقال تيرنر: «أنا متأسف للكراهية والدمار التي ألحقتها بالناس الأبرياء، وحتى يسمع الناس بما يجري في هذه الحرب فإنها ستستمر».

ووصف جنديان سابقان عملا في الفرقة المدرعة الأولى هجوما جرى بطائرة إيه سي 130 على مبنى للشقق في جنوب بغداد يوم 13 نوفمبر(تشرين الثاني) 2003. وقال هيكس: «كان أكثر دمار شاهدته في حياتي». أما آدم كوكش الطالب من جامعة جورج واشنطن الذي عمل مع فيلق المارينز في العراق، فقال إن رجال المارينز كانوا يجبرون غالبا على اتخاذ قرارات سريعة حول ما إذا كان يجب إطلاق النار على المدنيين أم لا. وقال: «خلال الحصار الذي فرض حول الفلوجة، كنا نغير قواعد الاشتباك غالبا أكثر مما نغير ملابسنا الداخلية». وظهرت صورة على الشاشة له يقف إلى جنب سيارة محترقة قتل فيها رجل عراقي، بعد اقترابه من نقطة تفتيش خاصة بالمارينز. ولبعض الجنود أفلام فيديو وصور جرى عرضها أول من أمس على شاشة كبيرة في القاعة. وقال كليفورد هيكس، 23 سنة، الجندي السابق من الفرقة المدرعة الأولى: «هؤلاء ليسوا أشخاصا سيئين أو مجرمين أو وحوشا. إنهم أناس وضعوا تحت ظروف رهيبة وتصرفوا بشكل رهيب». من جانبه قال متحدث باسم البنتاغون، إنه لم ير المزاعم التي أثيرت أول من أمس، لكنه أضاف أن حوادث من هذا النوع لا تشكل تيارا عاما لتصرف الولايات المتحدة.

وقال الليفتنانت كولونيل مارك بالستيروس: «حينما كان يتم الإخبار عن مزاعم منفصلة لسوء التصرف كان القادة العسكريون يقومون بتحقيقات شاملة لتحديد الحقائق ومحاسبة مسؤولين حينما يكون الوقت مناسبا».

وفي جلسة دارت حول التقصير في العناية بصحة المقاتلين، بكى الحاضرون وهم يستمعون إلى قصة جويس وكيفن لوسي، اللذين وصفا انتحار ابنهما الرقيب في المارينز جفري لوسي، واعتبرا أن سبب انتحاره كان عدم قدرته على الحصول على علاج التوتر الناجم عن الصدمات. وكان هناك اختصاصيون في الاجتماع لمساعدة الخطباء والجمهور، وعرضت ورشات عمل في هذا المجال.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)