الصين: تصاعد التوتر وإجراءات أمنية مشددة في التبت وواشنطن تدعو إلى ضبط النفس

الدالاي لاما يدين «الإبادة الثقافية» ويدعو إلى تحقيق دولي

احد أبناء التبت يعبر عن معارضته بطريقته الخاصة (أ.ب)
TT

أغلقت الشرطة والقوات الصينية عاصمة التبت امس في الوقت الذي ظلت فيه التوترات متصاعدة بعد يومين من احتجاجات عنيفة على الحكم الصيني والتي قالت حكومة التبت في المنفى انها أسفرت عن سقوط 80 قتيلا. وقالت سيدة أعمال من التبت في مكالمة هاتفية من لاسا: «نحن لا نجرؤ على الخروج. لا نجرؤ على فعل أي شيء. هناك قدر كبير من التوتر، ولاسا مدينة نائية تقع على مكان مرتفع من جبال الهيمالايا لا يمكن أن يصلها الصحافيون الاجانب دون اذن رسمي.

وتحدثت لفترة قصيرة فقط شأنها شأن سكان اخرين اتصلت بهم رويترز وطلبوا عدم ذكر أسمائهم خشية العقاب في مدينة شهدت في الاسبوع الماضي أسوأ أعمال شغب وحوادث اطلاق رصاص منذ نحو 20 عاما.

من جهة اخرى أفاد مركز حقوق الانسان والديمقراطية في التبت ومقره الهند أن الشرطة شبه النظامية الصينية اطلقت النار على ما لا يقل عن سبعة محتجين وأردتهم قتلى خلال الاشتباكات مع المئات من الرهبان وسكان التبت العاديين بعد ظهر اليوم الاحد في دير كيرتي بمقاطعة نجابا بإقليم سيشوان. وقال المركز في بيان مستشهدا بشهود عيان إن مئات الاشخاص عرف أيضا إنهم أصيبوا في الاشتباكات بعد «مظاهرة سلمية لآلاف الاشخاص». وبدأ الاحتجاج بعد آداء صلاة صباح امس. ورفع الرهبان والمواطنون العاديون التبتيون أعلام التبت الوطنية المحظورة في الصين ورددوا شعارات تتضمن «الاستقلال للتبت» و«عودة الدلاي لاما» و«الحرية للتبت» وفق ما نقله المركز عن شهود عيان. وجاء تفجر غصب سكان التبت على الوجود الصيني في المنطقة بعد أيام من احتجاجات سلمية لرهبان بوذيين وهي تمثل صفعة قوية لاستعدادات بكين لدورة الالعاب الاولمبية في أغسطس (اب) وهو الوقت الذي ترغب فيه الحكومة في اظهار ازدهار الصين ووحدتها.

الى ذلك دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الحكومة الصينية إلى ضبط النفس في ردها على المظاهرات المناوئة للصين في التبت. وقالت رايس في بيان للخارجية الأميركية «ندعو الحكومة الصينية إلى ضبط النفس في رد فعلها على هذه المظاهرات، وندعو أيضا كافة الأطراف إلى عدم اللجوء إلى العنف». وأشارت إلى أنها تشعر «بحزن عميق جراء المظاهرات». ودعت الصين «إلى احترام الحق الأساسي لجميع المواطنين في التعبير سلميا عن وجهات نظرهم السياسية والدينية، الذي يحظى باحترام دولي». والتبت واحدة من المناطق المضطربة المحتملة بالنسبة للحزب الشيوعي الحاكم في وقت تتركز فيه الانظار على الصين.

ويساور الحكومة القلق ازاء اثار التضخم والفوارق المادية بين السكان على الاستقرار الاجتماعي بعد سنوات من نمو اقتصادي سريع للغاية وقالت هذا الشهر انها أحبطت مؤامرتين ارهابيتين دبرهما أفراد من أقلية اليوغور المسلمين في منطقة سنكيانج في شمال غربي الصين أحداهما محاولة لافساد دورة الالعاب الاولمبية.

ودعت الهند التي يقيم فيها الدالاي لاما الى اجراء حوار وتبني أساليب غير عنيفة. وقالت امرأة على اتصال برجل أعمال في لاسا ان الشوارع تعج بأفراد الشرطة المسلحين بمعدات مكافحة الشغب اليوم بعد تردد أنباء عن تجدد الاشتباكات الليلة الماضية حيث هاجم مسلمون صينيون ينتمون لمجموعة هوي العرقية أبناء التبت ردا على هدم منازلهم وممتلكاتهم. وأضافت بدأ أبناء التبت يردون الهجوم ولكن القوات تدخلت في ذلك الحين وأعادت النظام.