السودان: مقتل 19 في صراع قبلي بمنطقة أبيي النفطية

مسؤول: 56 منظمة أجنبية تتحد لضرب الاستقرار بدارفور أغلبها يهودية

TT

في تصعيد جديد بمنطقة أبيي السودانية، الغنية بالنفط، المتنازع عليها بين حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير ونائبه الاول سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية، قتل 19 شخصاً وجرح اثنان، في قتال بين مليشيات تتبع قبيلة المسيرية العربية وقوات منسوبة للحركة الشعبية، فيما طالب سلفاكير شريكه في الحكم بتنفيذ بروتوكول حل مشكلة أبيي كاملا، في وقت اعتبرت فيه منظمة مجموعة الأزمات الدولية، التي تفرد للسودان مساحة مقدرة في تقاريرها الدورية، أن المشاكل الجوهرية في اتفاق السلام بين الشمال والجنوب منطقة أبيي بمثابة بؤرة توتر سودانية تعرقل تنفيذ الاتفاق.

وتتهم الحركة الشعبية حزب البشير بشن حرب ضدها في أبيي عبر قبيلة المسيرية، وقال شهود عيان ان المعارك تجددت عندما شنت قوات من الحركة الشعبية هجوما على مراعي المسيرية في منطقة طويشة قرب الحدود بين الشمال والجنوب، واستولت على مواشٍ من ابناء القبيلة مما دعا المليشيات التابعة لها لرد الهجوم في المنطقة نفسها.

وأمام اجتماعات «المجلس الوطني للحركة الشعبية» الذي بدأ في عاصمة الجنوب جوبا، طالب سلفاكير شريكه حزب المؤتمر الوطني بتنفيذ اتفاق نيفاشا خاصة بروتوكول أبيي كاملا، وقال ان الحركة ستركز على انتهاكات حقوق الانسان بالجنوب، خاصة تلك التي يرتكبها الجنود «غير المنضبطين وبعض الدول المجاورة». وأقر بوجود تلك التجاوزات، وتوعد بمحاسبتهم وتقديمهم لمحاكمات، وحرض على المضي في خطوات تحقيق التحول الديمقراطي وحكم القانون بالبلاد، وتبني قانون انتخابات متراضٍ عنه، وتعهد بمواصلة الجهود لإقرار السلام بدارفور. وطالب المؤتمر الوطني بقبول التحول الديمقراطي، وقال «شريكنا يتهمنا بعدم قبول التحول الديمقراطي في الجنوب، بإشاعته ان بعض الشماليين يتم اختطافهم في جوبا ومدن الجنوب الاخرى». وقال «علينا معالجة هذه القضايا التي يثيرها المؤتمر الوطني في وجهنا، لكي تكون لدينا حجة مقنعة عندما نواجهه بأنه يعرقل التحول الديمقراطي». ودعا سلفاكير المجلس الى العمل على تحويل الحركة الشعبية الى حزب جماهيري عريض قادر علي ادارة عملية الانتقال من الحرب الى السلام. وقال ان حركته فرغت من عملية هيكلة قاعدية بكل انحاء السودان حتى تتمكن من عقد مؤتمرها العام في مايو (أيار) المقبل.

من جهة أخرى حذر وفد الآلية الوطنية السوداني لمتابعة تعهدات الدول العربية بشأن الدعم الإنساني لدارفور، من محاولات بعض المنظمات الأجنبية لفرض أجندة سياسية تتعارض مع الجهود العربية والإسلامية لتنمية دارفور، فيما ناقش اجتماع بالجامعة العربية أمس اقتراحاً بفتح مكتب للجامعة في الخرطوم.

وقال إبراهيم عبد الحليم ممثل المنظمات الوطنية في وفد الآلية الوطنية السوداني، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر السفارة السودانية في القاهرة عقب مشاركته في اجتماع آلية متابعة تنفيذ تعهدات الدول العربية لدعم دارفور «أن هناك 56 منظمة أجنبية معظمها منظمات يهودية، شكلت اتحاداً يركز على اللعب على الأوتار العرقية لضرب العلاقات بين القبائل العربية والافريقية في دارفور»، وطالب منظمات المجتمع المدني في الدول العربية التواجد في دارفور والتناصر والتوحد لمواجهة هذا الوضع الذي أفرزه وجود المنظمات الأجنبية. وأكد عبد الرحمن موسى وزير الدولة بمجلس الوزراء السوداني أن 90% من مناطق دارفور أصبحت آمنة ومستقرة تماماً وقال إن هناك بعض الجيوب على شريط الحدود مع تشاد يتم التعامل معها الآن. وقال إن 600 قرية تحت الإنشاء والتعمير ستوزع بمعدل 200 قرية لكل ولاية من ولايات دارفور الثلاث، مشيراً إلى أن العمل بدأ حالياً في 50 قرية من المشروع، غير أن هناك قرية متكاملة تضم 500 وحدة سكنية تكفل الوليد بن طلال بها كاملة.