تكهنات بقرب تطبيع العلاقات بين واشنطن والخرطوم ورفع اسمها من قائمة الإرهاب

حزب المؤتمر الوطني قدم تنازلات للحركة الشعبية.. بينها نقل عوض الجاز من وزارة الطاقة

TT

ذكر تقرير صدر أخيراً من منظمة دولية، أن اتصالات جرت بين مسؤولين سودانيين وأميركيين لإنهاء المقاطعة الاميركية للسودان، وشطب اسمه من القائمة الاميركية للدول الراعية للإرهاب، والتمهيد لعلاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين. وأصدرت التقرير مجموعة «كرايسز إنترناشونال» التي توجد رئاستها في بروكسل. وتضم في مجلس ادارتها شخصيات اميركية مهمة، وتركز على تقديم دراسات وتحليلات عالمية. واهتمت أخيرا بالتطورات في السودان. وقال التقرير ان حزب المؤتمر الحاكم في السودان بقيادة الرئيس عمر البشير، قدم تنازلات للحركة الشعبية لتحرير السودان، التي تشترك معه في الحكم، بهدف مساعدته لتحسين علاقاته مع الولايات المتحدة. وان ذلك كان السبب الرئيسي للزيارة التي قام بها الى واشنطن، في الشهر الماضي، دينق الور، وزير خارجية السودان، ومصطفى عثمان اسماعيل، وزير الخارجية السابق، مستشار الرئيس عمر البشير للشؤون الخارجية حالياً. وقال التقرير: «اتفق الوفد مع مسؤولين اميركيين كبار على جدول زمني، وعلى علامات في الطريق لتحسين العلاقات بين البلدين. وعلى رفع المقاطعة، وشطب السودان من قائمة الدول التي تؤيد الإرهاب. على شرط تنفيذ اتفاقية السلام تنفيذاً كاملاً، بداية من حل مشكلتي أبيي ودارفور». وقال التقرير إن حزب المؤتمر يعرف أن ادارة الرئيس بوش «تريد حلاً لمشكلة دارفور قبل الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وانها ودولاً اخرى تريد سوداناً موحداً». وان حزب المؤتمر يخشى أنه في حالة فوز الحزب الديمقراطي الأميركي في الانتخابات في نوفمبر، سيتبع سياسة متشددة نحو السودان. ولن يضعَ اعتباراً لتعاون الرئيس البشير مع الاستخبارات الاميركية في تقديم معلومات تساعد الاميركيين في الحرب ضد الارهاب.

وقال التقرير ان موافقة حزب المؤتمر على نقل عوض الجاز، وزير النفط، الى وزارة المالية توضح ان حزب المؤتمر يريد تقديم تنازلات للحركة التي اشتكت من عدم شفافية قطاع البترول. وان حزب المؤتمر مستعد لتقديم تنازلات اخرى في مواضيع أبيي، ورسم الحدود بين الجنوب والشمال، وسحب القوات المسلحة المركزية من الجنوب. واشار التقرير الى ان الور كان قد قال، بعد زيارته لواشنطن، ان تطبيع العلاقات السودانية ـ الاميركية يحتاج الى ما بين اربعة وستة شهور. وان كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الاميركية، كانت قد قالت ان السودان «لن يخضع للضغوط»، مما يفسر بأنها رغبة للتفاوض لحل المشاكل بين البلدين. وقال التقرير: «توجد في حزب المؤتمر عناصر تنتمي الى السياسة العدوانية التخريبية القديمة. لكن، توجد ايضا عناصر تريد تحسين العلاقات مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة».