بعد هدوء نسبي.. أعمال العنف تهدد بغداد من جديد

عمليات الخطف من أجل المال في شرقها.. والقتل الطائفي في غربها

عناصر في «الصحوة» خلال دورية غرب بغداد امس (أ.ف.ب)
TT

تنذر الاوضاع التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد بعودة اعمال العنف على نطاق واسع من جديد بعد الهدوء النسبي الذي تحقق في مناطق عدة منها خلال النصف الاخير من العام الماضي بفضل زيادة عديد القوات الاميركية وتطبيق القوات العراقية لخطة فرض القانون التي حققت مكاسب اعتبرها القادة العسكريون «نوعية» في محاربة الخارجين عن القانون وعصابات الجريمة المنظمة.

المخاوف تتجدد لدى سكان العاصمة تحديدا بعد ان زادت في الآونة الاخيرة عمليات العنف في أنحاء متفرقة منها، حيث أكد العديد من سكان مناطق تقع في شرق بغداد كشارع فلسطين واحياء القاهرة والشعب وقوع عمليات خطف وخصوصا للاطفال من قبل عصابات منتشرة بكثرة في تلك المناطق من اجل ابتزاز ذوي المختطفين والحصول على فدية مقابل اطلاق سراح ابنائهم؛ وهو ما حصل لرعد التميمي، 38 عاما، عندما تم خطف ابنه الذي يبلغ من العمر (3 سنوات) من امام منزله الاسبوع الماضي. وقال التميمي الذي يمتلك شاحنة لنقل البضائع والمعدات «لقد خطفوا ابني من باب منزل العائلة عندما كان يلعب مع اطفال آخرين بحضور جده الذي دخل ليقضي حاجته، وبعد خروجه لم يجد ابني بين الاطفال»، مؤكدا أن عملية الاختطاف كانت تستهدف ابنه تحديدا من دون بقية اطفال الجيران. وأوضح ان العصابة اتصلت به على هاتفه الجوال الشخصي عندما كان في العمل وأخبرته بأنها تحتجز ابنه الصغير طالبة منه دفع فدية مقدارها (100) الف دولار مقابل اعادته اليه، لكنه لم يتطرق الى مبلغ الفدية التي دفعها مقابل اطلاق سراح ابنه، مكتفيا بالقول «ان رعاية الله وجهود الخيرين كانتا السبب وراء عودة ابني». وفي الجانب الآخر من المدينة أي في المناطق التي تقع غرب بغداد مثل حي اليرموك والغزالية والمنصور وغيرها، فان عمليات القتل الطائفي والاغتيال لاتزال مستمرة على قدم وساق رغم الوجود الامني المكثف للقوات الامنية ونقاط التفتيش المنتشرة على طول الطرق الرئيسة وحتى الفرعية احيانا. وآخر تلك العمليات كانت اغتيال اللاعب الدولي السابق ومساعد مدرب الفريق الاول لنادي الكرخ الرياضي منذر خلف امام منزله في منطقة اليرموك الذي عاد مؤخرا من دولة الامارات العربية المتحدة بعد مشاركته بدورة تدريبية أقامها الاتحاد الآسيوي لمدربين عراقيين بالتعاون مع خبراء من الاتحاد الانجليزي لكرة القدم. ويقول رئيس نادي الكرخ شرار حيدر «ان عملية اغتيال منذر مخطط لها جيدا، حيث ان الحي الذي يسكنه لا يمكن ان تمر فيه سيارة بسهولة لأنه مغلق بحواجز كونكريتية، وتمت العملية بعد ان كان منذر واقفا في باب منزل عائلته حيث جاء شخص مسلح وأطلق عليه عددا من العيارات النارية في انحاء متفرقة من جسده ولاذ بالفرار».   ويرجح عدد من الرياضيين العراقيين ممن يعرفون منذر، بأن تكون وراء عملية اغتياله دوافع طائفية، كما حصل مع العديد من الشخصيات الرياضية والفنية والعلمية التي تسكن منطقة اليرموك ذات الغالبية السنية. وأضاف حيدر «الكثير من عمليات القتل والاغتيال تحصل في تلك المنطقة، وممكن ان تكون دوافع طائفية وراء عملية الاغتيال، لكن عائلة منذر سكنت المنطقة منذ (40) عاما وأنا لم أكن أعرف به سنيا كان ام شيعيا منذ كنا نلعب في النادي، الكل مستهدف من ابناء الشعب العراقي من دون تسميات».

اما في مناطق وسط العاصمة كالباب الشرقي وباب المعظم فان التفجيرات هي من تحصد أرواح العشرات من الابرياء كما حصل الخميس الماضي في شارع الخيام او في ساحة التحرير او عند بداية تقاطع شارع الجمهورية من جهة باب المعظم، وهو أمر يتكرر بين الحين والآخر في ظل عجز السلطات الامنية عن إيجاد حلول نهائية لهذه التفجيرات.

إضافة الى ذلك، فان سطوة عناصر مجالس الصحوة في حي الفضل والكفاح والشورجة شجعت الكثيرين منهم على خلق حالة من الفوضى والإرباك وعدم الالتزام بالقوانين، وفرض قوانين الغابة التي ينتهجونها في تعاملاتهم مع المارة وأصحاب المركبات تحت مسمع ومرأى من القوات الامنية التي تقف عاجزة عن محاسبتهم بسبب الدعم الذي يتلقاه افراد الصحوة من الاميركان. وأكد عدد من سواق مركبات الأجرة الذين يعملون بنقل البضائع من والى سوق الشورجة وسط بغداد، أنهم يمنعون من العمل وتحميل او تنزيل البضائع ما لم يقوموا بدفع رشاوى لعناصر الصحوة الذين يشترطون تشغيل ابناء محلتهم في عمليات التفريغ والتحميل مقابل السماح لأصحاب الشاحنات الكبيرة والمحملة بالبضائع بالمرور من شارع الجمهورية في أوقات الذروة؛ وهو ما منعته سلطات المرور، والتوقف في إحدى ساحات الدولة لتفريغ حمولتهم.