الرباط ـ ا.ف.ب: اكدت الرباط مجددا أمس انها لن تقبل باي حل لقضية الصحراء الغربية، التي تطالب جبهة البوليساريو باستقلالها عن المغرب، غير «الحكم الذاتي ولا شيء غيره».
ونقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية عن وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى ان معالجة قضية الصحراء الغربية «لا يمكن ان تكون الا في اطار مقترح الحكم الذاتي ولا شيء غيره». واتت تصريحات الوزير المغربي خلال توجهه الى مانهاست (ضاحية نيويورك) للمشاركة في الجولة الرابعة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو التي ستجري بين 16 و18 الجاري برعاية الامم المتحدة. وأضاف الوزير ان المغرب «ستظل يده ممدودة للطرف الآخر في اطار مقترح الحكم الذاتي الذي يشكل ارضية واقعية للتوصل الى تسوية نهائية لقضية الصحراء» الغربية. من جهته قال مسؤول مغربي آخر ضمن الوفد المغربي الى مانهاست انه «عشية هذه الجولة الرابعة من المفاوضات نلاحظ بأسف اننا ندور في دوامة مفرغة». واضاف ان «الجزائر، البطل الفعلي في هذه القضية، ترفض الجلوس الى طاولة المفاوضات وتحمل مسؤولياتها في هذا النزاع».
من ناحية ثانية اعتبر بنموسى ان المواجهات التي وقعت بين الجيش المغربي وقوات البوليساريو، في تيفاريتي التي تعتبرها الرباط «منطقة عازلة»، هي «استفزازات» من جانب البوليساريو مجددا التأكيد على ان المغرب «لن يقبل المساس بالوضع القائم». في حين اعتبر المسؤول المرافق للوفد المغربي ان المغرب «لن يقبل بتغيير وضع المنطقة العازلة في تيفاريتي، وسيرد بشكل حازم على اية محاولة لتغيير هذا الوضع».
واعلنت الامم المتحدة تيفاريتي منطقة «منزوعة السلاح» وتقول الرباط انها تقع في «منطقة عازلة» من الصحراء الغربية في حين تعتبرها جبهة البوليساريو من «الاراضي المحررة». وتقع تيفاريتي بين الجدار الذي اقامه المغرب خلال الثمانينات لصد هجمات جبهة البوليساريو والحدود الجزائرية.
وعقدت البوليساريو مؤتمرها الاخير في تيفاريتي في منتصف ديسمير (كانون الاول) ما اثار احتجاجات حادة في الرباط التي اتهمت البوليساريو بـ«السعي الى استيطان تيفاريتي بمساعدة الجزائر». وبعد فترة من المواجهات وقع المغرب والبوليساريو في 1991 برعاية الامم المتحدة اتفاقا لوقف اطلاق النار لا يزال الطرفان يلتزمان به.
بالمقابل اكد مسؤول العلاقات الخارجية في جبهة البوليساريو محمد سالم ولد السالك ان حل نزاع الصحراء الغربية يمر عبر تنظيم استفتاء «حر ونزيه» يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره، كما نقلت عنه وكالة الانباء الجزائرية امس. وقال ولد السالك ان الوفد الصحراوي الى مانهاست «تحدوه ارادة سياسية حقيقية من اجل ايجاد حل سلمي عادل وشامل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير» عبر استفتاء «حر ونزيه».