التحالف الدولي في العراق.. من 40 دولة في بداية الغزو إلى حفنة حاليا

TT

كانت قوات التحالف الدولي في العراق في مايو (ايار) 2003 تضم 150 الف اميركي و23 الفا من 40 دولة. لكن الآن، انخفض عدد الدول الى 26، في حين يوجد نحو 10 آلاف عسكري غير اميركي من اصل 168 ألفا ينتشرون في العراق حاليا.

وجاءت غالبية العسكريين غير الاميركيين من دول كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق وسيغادر معظمها العراق في وقت قريب. وفي قاعدة «ميريز» في الموصل (370 كلم شمال بغداد)، يرفع شعار النسر المشابه لما يضعه الجنود الاميركيون في الفرق المجوقلة. لكن هذا النسر وهو برأسين شعار ألبانيا التي لا تزال كتيبتها العسكرية ويبلغ عديدها العشرات تقف الى جانب الاميركيين في العراق، وستبقى وحدات من جورجيا ورومانيا وبلغاريا وألبانيا وتشيكيا وارمينيا ومقدونيا والبوسنة واستونيا وليتوانيا ولاتفيا ومولدافيا واوكرانيا وكازاخستان واذربيجان والسلفادور وجزيرة تونغا. وغالبية وحدات هذه الدول صغيرة الحجم مثل الكتيبة المولدافية التي تضم 12 مهندسا او تكون مهامها لوجستية مثل طائرات النقل اليابانية. بالاضافة الى ذلك، فان كلف مشاركة حوالي عشرين دولة من أفقر دول التحالف يدفعها الاميركيون. ووفقا لتقرير الكونغرس الاميركي، فان فاتورة مشاركة هذه الدول بين مارس (آذار) 2003 ومايو (أيار) 2007 بلغت مليارا ونصف المليار دولار. وجنود هذه الدول لا تعوزهم الحماسة في حين ان حكوماتهم تعتبر العلاقات الجيدة مع واشنطن أمرا حيويا.

ويقول القومندان بيهار مارا قائد الوحدة الالبانية وقوامها 120 عنصرا، إن «الألبان فخورون جدا بتعاونهم مع الجيش الاميركي؛ فالشعب والبرلمان يؤيدان مائة في المائة هذه المهمة». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، قوله «ان عناصر الوحدة هم من المتطوعين وقد خدم بعضهم في العراق وسنبقى هنا حتى يرحل الاميركيون».

وتظهر البانيا ولاءها للاميركيين بعد الدعم الاميركي لاستقلال اقليم كوسوفو؛ فقد أقام الجنود الشهر الماضي حفل عشاء احتفالا بالمناسبة. وتقدم تيرانا وحدتين من القوات الخاصة واخرى من الكوماندوس يقوم عناصرها بخدمة مناوبة مدتها ستة أشهر في قاعدة ميريز.

ويتولى الألبان مسؤولية الامن عند المدخل الرئيس، حيث قاموا بصد هجوم عام 2004، كما انهم يسيرون دوريات داخل القاعدة ويراقبون المطعم الذي اعيد بناؤه بعد عملية انتحارية في ديسمبر (كانون الاول) 2004 أودت بحياة 22 شخصا بينهم 14 جنديا اميركيا. والمساهمة العسكرية للوحدة الالبانية ضئيلة الحجم لكن اهميتها تكمن في طابعهاالسياسي.

وتعتمد واشنطن على هذه الدول عندما ترد على الانتقادات المتزايدة للحرب في العالم في حين تحاول تيرانا التصرف كحليف للغربيين في وقت تدق فيه ابواب حلف الاطلسي.

وحده الانتماء بشكل تام الى حلف الاطلسي قد يضع حدا لعدم الاستقرار السياسي في البلقان. ويتابع مارا «نتعلم هنا المعايير العملاتية للانضمام الى الحلف». من جهته، يقول اللفتنانت في القوات الخاصة حسين لوماني «نحن متفائلون»، مؤكدا أن وجوده في الموصل سيكون جيدا لألبانيا.

وفي الدول الغربية، يتجه الرأي العام الى معاقبة السياسيين الذين أيدوا حرب العراق كما حدث لرئيس الوزراء في استراليا جون هاورد والاسباني خوسيه ماريا اثنار والايطالي سيلفيو برلسكوني. من جهتها، عمدت بريطانيا الحليف الوثيق لواشنطن الى خفض عديد كتيبتها الى ألفين وخمسمائة عسكري يتمركزون في محيط مطار البصرة، في حين قررت استراليا سحب وحدتها المكونة من 550 عسكريا الصيف المقبل، كما سيغادر 900 عسكري بولندي العراق في اكتوبر (تشرين الأول).