بوش يثير الانتقاد بوصفه تجربة العمل في أفغانستان بـ«الرومانتيكية»

سؤال عالق بين السكرتيرة الصحافية للرئيس.. وثعالب الإعلام

TT

رئيسك في العمل متهم بارسال العاهرات عبر الحدود.. فما الذي ستقوله لثعالب الاعلام الذين يجلسون عند بابك انتظارا للإجابة عليه؟.. هذا هو السؤال الذي بات يخشاه أي سكرتير صحافي في الوقت الحالي. الجواب عند دانا بيرينو السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، «انه مسألة مثيرة للخلاف.. ولا أستطيع التعليق عليها». ومن حسن حظ بيرينو فان ذلك السؤال لم يظهر أبدا في وظيفتها اليومية باعتبارها السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، ولكن ظهر في ليلة أخرى، على برنامج تلفزيوني عندما سألها جون ستيوارت حول كيفية معالجتها فضيحة اليوت سبتزر (عمدة نيويورك المستقيل). قالت بيرينو «تعين علي ان أتعامل مع كثير من الأشياء، وكثير من الصلات المتعلقة بالأزمات، ولكن ليس ذلك».

غير أن التعامل مع ستيوارت لا يمكن أن يكون أكثر سهولة بالنسبة لمستشار للرئيس. ولكن بيرينو جيدة عندما كان يحاصرها بعلاقة بوش مع السناتور الجمهوري جون ماكين، وحرب العراق، وهيلين توماس، وقضية تسريب وكالة المخابرات المركزية، وما الى ذلك. وفي مرحلة معينة ضغط عليها بشأن ما اذا كانت قد وضعت في موقف حيث لم تكن تقول الحقيقة. ابتسمت واجابت بالنفي. وسأل ستيوارت بينما كان الجمهور يضحك «هل الأمر يعود الى انه صحيح، أم لأنهم أوصلوك الى النقطة التي اثروا فيها عليك أم الى النقطة التي عندها تعتقدين بذلك حقا؟».

ولابد أن بيرينو كانت قد حصلت على نقاط الحديث غير الرسمية في ذلك البرنامج، حيث الضيوف يجب أن يسمحوا لستيوارت باطلاق النكات. وكانت بيرينو تضحك عندما كان ستيوارت يتحدث بطريقة انتقادية عن سابقيها، وخصوصا أري فليتشر الذي قال عنه من «من الصرامة النظر اليه». ووقفت بيرينو مدافعة عن فليتشر. وبينما كانا يشرعان بالتوصل الى خلاصات واستنتاجات اشار ستيوارت الى أن بوش غالبا ما يقول انه «سيسرع حتى يصل الى النهاية» ثم تساءل «هل يمكنك دفعه باتجاه الركض بصورة اسرع ؟» وأجابت بيرينو «ستضيعه عندئذ. ما الذي ستتحدث عنه عندما يغادر؟» أجاب «سأفكر بشيء ما».

* أفغانستان: رومانس جميل في مخاطبته المؤتمر القومي لاذاعيي القضايا الدينية الذي انعقد في ناشفيل الأسبوع الماضي قال بوش ان «كونه رئيسا يعتبر تجربة مبهجة»، وهو تعبير أثار الدهشة في الماضي أيضا. ثم في مؤتمر صحافي عبر الفيديو بعد يومين من ذلك ابلغ أشخاصا عسكريين ومدنيين يعملون في أفغانستان ان عملهم يبدو «رومانتيكيا».

طبقا لتقرير من مراسلة رويترز تبسم زكريا، التي سمح لها بمشاهدة الفيديو، قال بوش: «يجب ان أقول انني اشعر بشيء من الحسد. إذا كنت اقل عمرا أو بدون عمل، فإن العمل في الخطوط الأمامية لمساعدة هذه الديمقراطية الناشئة تحقيق النجاح المطلوب سيكون تجربة رائعة». واصل بوش حديثه وقال: «لا بد ان التجربة ومواجهة الخطر ستكون مثيرة.. وربما مثالية في بعض الجوانب. انكم تشاركون في صنع التاريخ، وأود هنا ان أتقدم لكم بالشكر». أثار الحديث توبيخا من جانب مجموعة من العسكريين السابقين الذين ينتقدون سياسات بوش، إذ نسب للمجموعة تعليق أدلى به ويل كينغ، وهو من العسكريين السابقين، جاء فيه: «لا اعتقد ان أي منا، الذين عملنا في سلاح المشاة في عملية أناكوندا، قد وجد أي شعور الإثارة أو الرومانتيكية في تعرضنا لقذائف المورتر التي كان يطلقها علينا وعلى رفاقنا مقاتلو طالبان وتنظيم القاعدة».

لعله من الإنصاف القول ان بوش لم يكن يتحدث مع جنود مقاتلين حول عمليات قتالية، وإنما كان يتحدث مع أشخاص عملوا في فرق إعادة الإعمار التي ساعدت الأفغان على إعادة تشييد المدارس وتوسيع الخدمات الصحية ومحاربة الفساد. لكننا لا نزال نحاول الوقوف على الجزء المثير «للبهجة».

طبقا لتقرير من المفترض ان يكون قد نشر أمس، فإن الأمر الذي وقعه الرئيس بوش عام 2005 بشأن «تحقيق تحسن واضح وملموس» في النظر في الطلبات ذات الصلة بالسجلات العامة لم يحدث فارقا كبيرا. وجاء في التقرير، الذي أصدره «أرشيف الأمن القومي» بجامعة جورج واشنطن، ان الطلبات التي لم ينظر فيها تزيد على 200 الف بموجب قانون حرية المعلومات، وبعض الطلبات مقدم منذ 20 عاما. إلا ان التقرير لاحظ وجود بعض جوانب التحسن، إذ ارتفعت النقاط الخاصة بخدمة الزبائن في عدة أجزاء لأن المواطنين الآن يتمكنون في الغالب من مقابلة موظف في مكتب قانون حرية المعلومات لأخذ طلباتهم. ويتذكر توماس بلانتون، مدير الأرشيف، ان عملية مراجعة سابقة اكتشفت وجود هاتف لقانون حرية المعلومات في عنبر بمستشفى تابع لقاعدة للقوات الجوية. وابلغ زميلنا دان ايغان ان بوسعه الآن الوصول إلى شخص عن طريق الهاتف وان بوسع الوكالة إبلاغه بالمرحلة التي وصل اليها طلبه. اتخذ بوش، الذي اصبح محل انتقاد لقيادته واحدة من أكثر الإدارات سرية في العصر الحديث، بعض الخطوات في الآونة الأخيرة لقيت إشادة من بعض مؤيدي الحكومة. فقد وقع في ديسمبر (كانون الاول) الماضي على قانون يهدف إلى تسريع نشر وثائق قانون حرية المعلومات، الذي كان قد عارضه في وقت سابق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، سكوت ستانزيل، ان بوش «متمسك بتزويد الشعب الأميركي بأكبر قدر من المعلومات حول قراراته بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك الأمن القومي».

* خدمة: «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»