تشيني من بغداد: تحسن الأمن لن يعجل بسحب قواتنا.. وعلى الدول العربية إرسال سفراء إلى العراق

قذيفة هاون تسقط على المنطقة الخضراء بعد وصول نائب الرئيس الأميركي

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يصافح نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اثناء استقباله ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

أعاد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اثر لقائه كبار المسؤولين في بغداد أمس، تأكيد «الدعم الراسخ» الاميركي للعراق؛ وذلك خلال زيارة مفاجئة هدفها التشجيع على تحقيق تقدم سياسي يسمح بإجراء المصالحة الوطنية، كما حث الدول العربية الحليفة لواشنطن على إرسال سفرائها الى العراق كخطوة رئيسة للحد من نفوذ ايران على جارها العراق.

وتاتي الزيارة عشية الذكرى الخامسة للاجتياح الاميركي الذي كان تشيني ابرز الداعمين له.

والتقى تشيني قبل الظهر قائد قوات التحالف في العراق الجنرال ديفيد بترايوس وسفير الولايات المتحدة رايان كروكر، كما اجتمع برئيس الوزراء نوري المالكي. وسقطت قذيفة هاون على المنطقة الخضراء المحصنة صباح أمس بعد وصول تشيني من دون معرفة التفاصيل.

وقال تشيني إنه لاحظ تحسنا كبيرا في الوضع الأمني في العراق، إلا انه حذر من ان ذلك لا يعني تلقائيا سحب مزيد من القوات الاميركية من البلد المضطرب بعد يوليو (تموز). وأكد تشيني أن مستوى القوات في العراق ستحدده «الظروف على الارض في الاشهر المقبلة».

وقال للصحافيين في ختام لقائه المالكي «ان الرئيس طلب مني أن اشكر رئيس الوزراء ومسؤولين عراقيين آخرين (...) وإعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة الراسخ للشعب العراقي من اجل مساعدته في انهاء العمل الصعب الذي ينتظر انجازه». من جانبه، قال المالكي «وجدت من سيادته مزيدا من التفهم والحرص على مصلحة العراق وأمنه ونجاحه واستمرار تطوره». وأضاف ان «تكرار مثل هذه الزيارات يشكل دعما لطبيعة العلاقات والنجاحات التي ينبغي ان تتحقق على الارهاب الذي نخوض ضده حربا في مختلف مناطق العالم». وتابع المالكي من دون توضيحات أن «طبيعة العلاقة الايجابية بين البلدين تجعلنا نناقش كل القضايا التي تهم المصالح المشتركة بين الطرفين».

لكن مسؤولا اميركيا رفيع المستوى يرافق تشيني أعلن في وقت سابق أن اجتماعات تشيني ستشمل المفاوضات الجارية للتوصل الى اتفاق حول علاقات طويلة الأمد بين بغداد وواشنطن بعد خمسة أعوام على الاجتياح.

وتابع المسؤول، رافضا ذكر اسمه، للصحافيين «يجب التوصل الى الاتفاق قبل أواخر العام الحالي، اي قبل انتهاء المدة التي اقرتها الامم المتحدة لإنهاء الاحتلال، لكن المحادثات بدأت للتو»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف أن نائب الرئيس سيبلغ المسؤولين العراقيين «الحاجة الى الاستمرار في تحقيق تقدم»، وخصوصا من حيث إقرار مشاريع قوانين مهمة مثل النفط والغاز والأقاليم بالاضافة الى الانتخابات المحلية التي ستجري في الاول من اكتوبر (تشرين الاول).

والتباطؤ الحاصل في عملية المصالحة يقلق واشنطن التي اعتقدت ان وجود 160 ألف عسكري سيكون كافيا لايجاد ظروف امنية ملائمة للتوصل الى انفراج يسمح بتحقيق وفاق سياسي بين الفئات المتخاصمة. وأوضحت الأوساط المحيطة بنائب الرئيس الأميركي أن الزيارة هدفها معاينة التغييرات التي طرأت منذ آخر زيارة له في مايو (أيار) 2007.

وخلال الفترة المذكورة، ساهم وصول تعزيزات اميركية وتجنيد مقاتلين من العرب السنة الى جانب الجيش الاميركي والهدنة التي اعلنها زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر في تراجع كبير في مستويات العنف في بغداد والأنبار (غرب).

وتأتي محادثات تشيني مع بترايوس وكروكر بينما يعمل الأخيران على تحضير التقرير الذي سيرفعانه الى الكونغرس في الثامن والتاسع من أبريل (نيسان) حول التقدم الذي حققته العملية السياسية. من ناحية ثانية، حث تشيني الدول العربية الحليفة لواشنطن على إرسال سفرائها الى العراق كخطوة رئيسة للحد من نفوذ ايران على جارها العراق.

وصرح تشيني للصحافيين «سيفعل أصدقاؤنا العرب خيرا بإرسال سفراء الى العراق (...)، أعتقد انه اذا كانت الدول العربية قلقة خصوصا بشأن النفوذ الايراني في العراق، فان إحدى الطرق التي تستطيع من خلالها مواجهة ذلك هو الالتزام بأن يكون لها وجود هنا أيضا».

وبغداد المحطة غير المعلنة في مستهل جولة تشيني التي تستمر عشرة ايام في الشرق الاوسط، وتشمل سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وإسرائيل والضفة الغربية بهدف إحياء عملية السلام على المسار الاسرائيلي الفلسطيني، وكذلك تركيا.

ومن المتوقع أن يحاول تشيني إقناع حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية القيام بالمزيد لاحتواء النفوذ الايراني في العراق. كما سيحاول دفع الحلفاء السعوديين الى تسريع إقامة علاقات رسمية مع الحكومة العراقية، وهي خطوة مرتبطة مباشرة بالجهود المبذولة لاحتواء ايران إقليميا.