الأكثرية البرلمانية والحكومية تربط مشاركة لبنان في قمة دمشق بانتخاب الرئيس

البرلمان العربي يسعى إلى «احتواء أمني» للأزمة السياسية

TT

انغمست القيادات اللبنانية في جدل بدا محسوم النتائج حول جدوى المشاركة في القمة العربية المقبلة في دمشق، وسط اتجاه واضح لدى قوى الاكثرية البرلمانية والحكومية الى مقاطعة هذه القمة اذا «لم تسهِّل دمشق انتخاب رئيس للبنان» في 25 مارس (آذار) الحالي، على أن يتخذ مجلس الوزراء قراره بعدما تسلم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس الدعوة الى القمة عبر الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بسام نعماني. فيما برز تحرك للبرلمان العربي يهدف الى منع «الامتدادات الأمنية» للأزمة، كما قال رئيس الوفد محمد جاسم الصقر.

وأشار عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى ان مبادرة البرلمان العربي «تختلف عن مبادرة الجامعة العربية» موضحاً انها «تهدف الى دعم الشعب اللبناني بعدم الانغماس في مواجهات امنية، ثم امكانية اقامة مؤتمر وطني للمصالحة بين الاطراف اللبنانية». وقال «لقد قابلنا الرئيس فؤاد السنيورة وتكلمنا بهذا الموضوع. والآن التقينا الرئيس بري وجرى حوار كبير في هذا الموضوع. وملخص الكلام مع الرئيس بري ان وجهة نظره هي ان حل المشكلة العربية يحل المشكلة اللبنانية ونظريته السياسية ان التفاهم السعودي ـ السوري يمكن ان يحل القضية». وأضاف: «سألنا الرئيس بري لماذا لا يفتح المجلس النيابي اللبناني، لان المجلس في النهاية هو الذي يمارس الصلاحيات الدستورية وهو القيم على مقدرات الشعب اللبناني. ووجهة نظر الرئيس بري انه لا يستطيع، من الناحية التشريعية، ان يدعو المجلس النيابي بوجود حكومة غير شرعية وخصوصا موضوع العيش المشترك بين الطوائف. إنما المجلس النيابي مفتوح للجان ولانتخاب رئيس للجمهورية. وهو دعا لأكثر من 16 جلسة للانتخاب. ونحن واجبنا كبرلمان عربي ان ندعم فتح المجلس النيابي بالطريقة الشرعية والقانونية. وسنقابل بقية الأطراف والجماعات والأحزاب اللبنانية. ونأمل ان نصل الى نتيجة لدعم الشعب اللبناني».

وتابع الصقر انه «اذا كانت زيارة سورية مفيدة فأنا شخصياً سأذهب الى سورية في مؤتمر القمة، كرئيس للبرلمان العربي لتقديم التقرير السنوي للجامعة وسنطرح قضية لبنان هناك، اذا لم تحل القضية. ونأمل ان تحل القضية في 25 الشهر الحالي».

هذا، واستغرب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «رفض البعض المشاركة في مؤتمر قمة دمشق مع العلم ان الكثيرين أعلنوا تأييدهم المشاركة». وتساءل أمس «لماذا الحساسية والحقد تجاه دمشق؟ ألا ينبغي ان يتفق اللبنانيون لينتخبوا رئيسا للجمهورية ويشكلوا حكومة وحدة وطنية فيمثل الرئيس التوافقي لبنان في دمشق؟». من جهته، ابدى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون امتعاضه من «الطريقة الاستفزازية في توجيه الدعوة الى لبنان كآخر بلد عربي بطريقة غير ودية وتسليمها الى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، اضافة الى تهريبها واستغلال غياب رئيس الحكومة خارج البلاد من دون محاولة طلب موعد منه لانه يمثل الحكومة اللبنانية في غياب رئيس الجمهورية».