هولندا: تضامن الكنيسة ومؤسسات يهودية مع المسلمين احتجاجا على فيلم «فتنه» المسيئ للإسلام

TT

أظهرت فعاليات مسيحية ويهودية في هولندا تضامنها مع الجاليات المسلمة في البلاد، ورفضها لعرض فيلم يهاجم الاسلام والمسلمين، ووصل الامر الى توجيه انتقادات لليميني المتشدد خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية، ووصفه بالعنصري، ووجه اليه البعض دعوة لعرض الفيلم في اجتماع مغلق لممثلي الكنيسة البروتستانت في هولندا.

وقال المتحدث باسم الكنيسة في اوترخت الهولندية أمس، إن اجتماعا انعقد بين ممثلي المنظمات الاسلامية وممثلي الكنيسة البروتسانت، للاتفاق حول صيغة مشتركة لبيان سيصدر خلال ساعات يوضح الموقف الرافض لعرض الفيلم المسيء للاسلام.

وقال المتحدث ان من بين الجمعيات والمؤسسات الاسلامية المشاركة في الاجتماع، لجنة الاتصال بين المسلمين والحكومة الهولندية، واضاف بان باس بلايسير السكرتير العام لمجلس ممثلي الكنسية، وجه دعوة الى اليميني المتشدد خيرت فيلدرز لعرض فيلمه في اجتماع مغلق لاعضاء المجلس، ولكن زعيم حزب الحرية اليميني لم يرد على هذا المقترح.

وفي نفس الصدد نشرت احدى الشخصيات اليهودية البارزة في هولندا، اعلانا باحدى الصحف اليومية الكبرى، باسم مؤسسة يهودية معروفة تنتقد فيه خطط فيلدرز، وقال منتج ومنفذ البرامج التلفزيونية هاري ديونتر رئيس اللجنة الاستشارية لمؤسسة «صوت يهودي آخر»، انه يعتبر تصرف اليميني المتطرف تصرفا عنصريا لتحضيره لفيلم ينتقد فيه الاسلام والمسلمين». وقال نحن اليهود نعرف جيدا الى اي مدى يمكن ان تؤدي تلك التصرفات العنصرية، التي تمثلت في مهاجة فيلدرز للمسلمين والقرأن». وتستعد هولندا لبث السياسي اليميني خيرت فيلدرز الذي وصف القرآن بانه كتاب فاشي، فيلما قصيرا يتوقع ان يتضمن انتقادات حادة للاسلام واختار له اسم فتنه.

وهناك مخاوف من ان يعيد التاريخ نفسه وتتكرر الاحداث التي شهدتها البلاد قبل اربع سنوات وهي تجربة صعبة شهدتها هولندا ووصفتها وسائل الاعلام بانها من التجارب غير المشجعة ففي عام 2004 طعن متشدد اسلامي هولندي شاب مخرجا حتى الموت لتقديمه فيلما يهاجم معاملة المرأة في الاسلام ويحمل اسم الخضوع. وأثارت رسوم مسيئة للنبي محمد موجة غضب من المسلمين في جميع انحاء العالم في 2006 ما زالت مستعرة حتى الان.

ومع اقتراب موعد عرض الفيلم يزداد الاهتمام الاعلامي ومعه الاهتمام الجماهيري بالامر وما يمكن ان يترتب عليه. وبدأت وسائل الاعلام الهولندية بصفة خاصة والاوروبية والعالمية بشكل عام متابعة آخر التطورات. واحتاط الهولنديون للامر من جميع نواحيه ففي الاسبوع الماضي رفعوا حالة التأهب تحسبا لعمل ارهابي خشية وقوع هجوم ردا على فيلم فيلدرز ولا يمكن للهولنديين تناسي اعمال العنف والشغب التي شهدتها البلاد بين سكانها الاصليين والاجانب وخاصة من الجاليات المسلمة، وعمليات الحرق والتخريب للمؤسسات الدينية من مساجد ومدارس اسلامية وكنائس. وخلال القمة الاخيرة التي شهدتها بروكسل، حذر رئيس الوزراء يان بيتر بالكننده زعماء اوروبيين من ردة فعل غاضبة محتملة ضد مصالح اوروبية.