شمال كوسوفو تحت حكم الناتو العسكري بعد وفاة شرطي من قوات الأمم المتحدة

واشنطن قلقة من تدهور الوضع.. واليابان تعترف باستقلال الإقليم وروسيا تحذر دول الشرق الأوسط من الاعتراف به

آليات عسكرية تابعة للقوات الاسبانية في حلف شمال الاطلسي تجوب شوارع ميتروفيتشا أمس (أ ب أ)
TT

وضع حلف شمال الاطلسي بلدة ميتروفيتشا في شمال كوسوفو تحت القانون العسكري أمس بعد أعمال شغب قام بها صرب معادون أسفرت عن مقتل شرطي أوكراني تابع للامم المتحدة وتسببت في انسحاب شرطة الامم المتحدة.

وأعطت قوات حفظ السلام بقيادة حلف شمال الاطلسي وبعثة الامم المتحدة، تعليمات لكل ضباط شرطة صرب كوسوفو المحليين بأن يوقفوا سيارات دورياتهم وتعليق مهامهم العادية. ومع انسحاب شرطة الامم المتحدة، تركت هذه الاوامر للقوات الفرنسية والبلجيكية والاسبانية بمفردها في السيطرة على النظام والامن في شمال كوسوفو.

وأعلنت الشرطة الدولية التابعة للامم المتحدة عن وفاة شرطي أوكراني يعمل ضمن قواتها متأثرا بجراحه التي أصيب بها أول من أمس. وقال الناطق باسم الشرطة الكوسوفية فيتون إلتشاني أمس أن الشرطي الاوكراني توفي ليلة أمس داخل المستشفى العام ببريشتينا. ووفقا لوزارة الداخلية الاوكرانية، فإن عدد عناصر الشرطة من الاوكرانيين الذين جرحوا في الصدامات الاخيرة بين الصرب والقوات الدولية في شمال كوسوفو، بلغ 14 شرطيا. ويحرس جنود في حاملات جنود مدرعة النقاط الرئيسية في بلدة ميتروفيتشا المضطربة حيث اشتبك صرب يعارضون استقلال كوسوفو مع شرطة الامم المتحدة وحلف شمال الاطلسي أول من أمس، في أسوأ أعمال عنف منذ اعلان ألبان كوسوفو الاستقلال عن صربيا في 17 فبراير (شباط) الماضي.

وعاد الهدوء أمس إلى ميتروفيتسا باستثناء مناوشات صغيرة جرت بين شبان صرب والقوات الفرنسية التي ردت على رشقها بالحجارة بإلقاء قنبلة دخانية على المشاغبين وأطلقت النار في الهواء لتحذيرهم، فلاذوا بالفرار. وأغلق الجسر الرئيسي فوق نهر يفصل الشمال الصربي عن الجنوب الالباني، وشوهدت أسلاك شائكة وصناديق قمامة مقلوبة في الطريق، فيما خلت الشوارع من سيارات الامم المتحدة بينما لوحظ وجود كثيف للجنود المدججين بالسلاح التابعين للناتو وأصابعهم على الزناد.

كما لوحظ وجود عدد قليل جدا من المدنيين في الساحات العامة حيث لزم معظم السكان منازلهم بعد تفشي خبر وفاة الجندي الاوكراني تحاشيا لأي أعمال انتقامية. وقالت مصادر حلف شمال الأطلسي أن 15 حالة خطيرة لا تزال في مستشفى بريشتينا في حين توجد حالتين صعبتين بين صفوف الصرب بمستشفى بلغراد في حالة موت سريري.

وأدان رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي أعمال العنف في شمال كوسوفو واتهم بلغراد بالوقوف وراء العصيان الصربي في ميتروفيتسا. كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من انفجار الوضع الامني وأدانت بشدة أعمال العنف ضد القوات الدولية. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس أمس «انا قلقة من الوضع في ميتروفيتسا وعلى حكومة بلغراد أن تفهم صرب ميتروفيتسا بأن الوقت لا يسمح بإثارة الشغب».

الى ذلك، اعلنت الحكومة اليابانة أمس انها ستعترف رسميا باستقلال اقليم كوسوفو. وقال وزير الخارجية مساهيكو كومورا «نأمل ان يساهم كوسوفو في الاستقرار الاقليمي على المدى الطويل». واضاف مع ذلك ان «صربيا واليابان هما صديقان تقليديان. نأمل ان تستمر علاقات الصداقة هذه». واعترفت حتى الان اكثر من 20 دولة باستقلال كوسوفو من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا بالرغم من الخوف من احتمال خلق سابقة في مناطق انفصالية اخرى عبرت عنها بعض الحكومات.

وجاء ذلك في وقت حث فيه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف دول الشرق الاوسط على عدم الاعتراف باستقلال كوسوفو محذرا من ان اعترافها يمكن ان يشجع على انشقاقات في المنطقة. وصرح لافروف في مقابلة نشرتها صحيفة «روسياسكايا غازيت» قبل اجراء محادثات مقررة مع عدد من زعماء الشرق الاوسط «بدون شك حصلت انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان». واضاف «وأود ان احذر من النزعة للرضوخ لدعوات الدول غير العربية وغير الاسلامية، للدول الاسلامية لاظهار تضامنها الاسلامي مع كوسوفو والاعتراف باستقلالها». واشار الى ان «الجهود تتواصل في كوسوفو لاجبار الناس على العيش في دولة اقيمت بشكل غير شرعي». وتابع «وقد بدأت الاضطرابات في دول اخرى، وتستطيعون ان تروا ما يحدث في منطقة التيبت الصينية التي تتمتع بحكم ذاتي» وقالت الصحيفة انه من المقرر ان يتوجه لافروف الاربعاء الى دمشق وتل ابيب والقدس ورام الله لاجراء محادثات.