الدلاي لاما يهدد بالاستقالة إذا استمر الشغب ويرفض اتهام بكين بتنظيم المظاهرات

رئيس وزراء الصين يتهم زعيم التبت بتنظيم احتجاجات لاسا.. وحكومة الإقليم تعلن عن مقتل 19 شخصا جديدا

TT

أعلن زعيم التبت الدلاي لاما استعداده للاستقالة في حال استمرار العنف في الاقليم، ورفض اتهامات الحكومة الصينية له بانه خلف الاحتجاجات التي ينظمها سكان التبت وذلك ردا على اتهامات رئيس وزراء الصين وين جياباو له بأنه يقف خلف تنظيم التظاهرات.

وطلب الدلاي لاما الى الحكومة الصينية تقديم أدلة تثبت تورطه في الاحتجاجات الدموية التي بدأت قبل نحو عشرة أيام، وقال: «أنا اطلب الى رئيس الوزراء ان يأتي الى هنا ويحقق في ملفاتنا وخطاباتنا، وعندها سيعرف كم أنه مشوش من قبل الشرطة المحلية». وأضاف: «أذا خرجت الامور عن السيطرة فلن يكون امامي حل غير الاستقالة».

إلا ان ناطقا باسم الدلاي لاما أوضح لاحقا ان زعيم التبت عنى بتصريحاته هذه انه سيستقيل من منصبة السياسي وليس الروحي. ونقلت وكالة الاسوشييتد برس عن تنزين تاكلا قوله «اذا قرر سكان التبت خيار العنف فسيكون عليه الاستقالة لانه ملتزم النضال من دون عنف». وأضاف: «سيستقيل من مركز رئيس دولة التبت وليس من منصبه الروحي كدلاي لاما». من جهته، قال رئيس وزراء الصين ان المحتجين كانوا «يودون التحريض على تخريب الالعاب الاولمبية لتحقيق أغراضهم غير المعلنة». وذكر أن أنصار الدلاي لاما شجعوا «الأحداث المروعة في لاسا» عاصمة إقليم التبت و«أحداثا مماثلة في مناطق أخرى بالصين». وقال وين للصحافيين في ختام الاجتماع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب (البرلمان الصيني) إن «هناك أدلة كثيرة تثبت أن أحداث لاسا هي من تدبير وتنظيم أنصار الدلاي».

وأضاف أن «مزاعم أنصار الدلاي لاما بأنهم يريدون حوارا سلميا ليست سوى أكاذيب». وعندما سئل عن احتمال إجراء حوار مباشر مع الدلاي لاما قال «حتى تحت تلك الظروف فإن موقفنا الاصلي لم يتغير». وقال وين «طالما أن الدلاي لاما يرغب في التخلي عما يسمى باستقلال التبت وقبول أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين فإن بابنا سيكون مفتوحا على مصراعيه». ويؤكد الدلاي لاما أنه لا يطمح الى استقلال التبت بل الى حكم ذاتي تحت سيادة الصين.

من جهة أخرى، افادت الحكومة التيبتية في المنفى بان 19 متظاهرا تيبتيا قتلوا امس بالرصاص في ولاية غانسو (شمال غرب) في الصين، مشيرة الى ان حصيلة ضحايا اعمال العنف الاخيرة «المؤكدة» باتت 99 قتيلا. وقال المتحدث باسم الحكومة في المنفى ثابتن سامفل: «حصل ذلك خارج لاسا. قتل 19 شخصا في ماشو في ولاية غانسو. كانت هناك حركة احتجاج في ماشو هذا الصباح، واطلقت الشرطة النار عليهم».

ومع تكاثر التنديدات الدولية بتصرفات الحكومة الصينية تجاه المتظاهرين في التبت، تتصاعد المخاوف من ان تؤثر الاوضاع الامنية على الالعاب الاولمبية التي تستضيفها الصين في الصيف. إلا ان رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روج اكد اول أمس انه لم تصدر دعوات من الحكومات لمقاطعة دورة بكين الاولمبية هذا العام.

وقال روج لوكالة رويترز في ترينيداد: «لم تصدر على الاطلاق دعوات للمقاطعة.. ولم تطالب حكومات بذلك، ونشجع بقوة موقف الاتحاد الاوروبي وجميع الحكومات الكبرى التي قالت فيما يشبه الاجماع ان المقاطعة ليست حلا».

لكن رئيس البرلمان الاوروبي هانز جيرت بوتيرينج حث السياسيين على التفكير في مقاطعة الدورة الاولمبية في بكين احتجاجا على حملتها على المتظاهرين في التبت. وقال للاذاعة الالمانية أمس ان السياسيين الذين يعتزمون حضور حفل افتتاح الدورة في اغسطس (اب) عليهم ان يعيدوا التفكير في ذلك. وأضاف: «من السابق لأوانه معرفة كيف ستتطور الامور لكن على المرء ان يبقي كل الخيارات مفتوحة».

وهاجم بوتيرينج الذي ينتمي الى الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، الذي تتزعمه انجيلا ميركل المستشارة الالمانية، رد فعل الصين على الاحتجاجات التي قادها الرهبان في التبت. وقال: «لا نستطيع ان نوافق على ما يحدث في التبت، وعلى الصينيين ان يدركوا ذلك».