الأكثرية تبحث «ترميم» حكومة السنيورة.. والمعارضة تحذر من «أخطار» الخطوة

وفد البرلمان العربي يلمس «قناعة» لدى القيادات اللبنانية بتجنب «الانفلات الأمني»

الرئيس اللبناني الاسبق، أمين الجميل، مجتمعا امس برئيس وفد البرلمان العربي، محمد جاسم الصقر، في بيروت (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

يتواصل السجال حول «جدوى» مشاركة لبنان في القمة العربية التي ستعقد في دمشق اواخر الشهر الحالي والمستوى الذي سيشارك به، بالإضافة الى موضوع «ترميم» الحكومة الذي تتحدث عنه قيادات «14 آذار» التي تبحث في امكانية تعيين وزراء جدد بدلاً من الوزراء المستقيلين ومن الوزير بيار الجميل الذي اغتيل عام 2006. وهذا ما تناوبت قيادات في المعارضة على التحذير منه ومن اخطاره.

وقد تابع وفد البرلمان العربي برئاسة رئيسه محمد جاسم الصقر جولته على القيادات اللبنانية. فالتقى امس رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط والرئيس السابق امين الجميل. ودعا الصقر الى «حوار لبناني ـ لبناني ومصالحة وطنية وتطبيق المبادرة العربية». وقال: «نعتقد ان مبادرتنا مفيدة جدا حتى لو لم تأت بنتيجة. ولكن يمكن ان يكون لنا دور في المستقبل. لقد شعرنا بان كل الاطراف اللبنانيين متجاوبون معنا. ودائما نحن متفائلون». ولفت الى «ان كل الاطراف اللبنانيين يعرفون ان الوضع الامني يجب الا ينجر الى الانهيار، سواء في المعارضة او في الموالاة. وهذا امر ايجابي جداً». وقال: «على الاقل نحن مطمئنون الى ان هناك فهما واقتناعا بأن لبنان يجب الا ينجر الى اي وضع امني».

هذا، وكشف وزير الشباب والرياضة احمد فتفت، ان «غالبية شخصيات قوى 14 آذار مع عدم المشاركة في قمة دمشق». وقال امس: «ان حضور الرئيس (فؤاد) السنيورة غير وارد بالتأكيد. غير وارد لأسباب عدة منها طبيعة المشاركة ومكان مؤتمر القمة، طبيعة مشاركة قسم من الدول العربية وغياب قسم كبير من الرؤساء العرب. وهناك اسباب اخرى تحتم علينا عدم المشاركة الكاملة بمعنى وجود وفد رسمي برئاسة رئيس الحكومة. ان الموضوع المطروح: هل لنا مصلحة في غياب كامل او لنا مصلحة من ان يسمع صوتنا في دمشق حيث ستناقش القضية اللبنانية ولدينا مطالب معينة ربما من القمة العربية لطرحها وامور عديدة يجري بحثها الآن على طاولة مجلس الوزراء. انما اعتقد ان هناك حكمة في عدم اتخاذ قرار نهائي قبل ان نتأكد ان المعارضة ستثابر على تعطيلها انتخابات رئاسة الجمهورية».

واشار الى انه «في حال استمرت المعارضة، وتحديدا الجنرال (ميشال) عون، في تعطيل انتخاب رئيس جمهورية بحجج مختلفة وواهية فلا بد، اذا استمر الموضوع بعد 25 الحالي وبعد مؤتمر القمة، من دراسة احتمال تفعيل هذه الحكومة وترميمها وجعلها اكثر فاعلية لخدمة المواطنين اللبنانيين من دون ان يمس ذلك بأي شكل من الاشكال الاسلوب والطريقة المتأنية والدقيقة في ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية التي تتم بالوكالة والتي حتى الآن ليس فيها أي قرار استفزازي حتى للجنرال عون».

من جهته، ابدى الرئيس السابق امين الجميل اسفه لانه «لا تزال هناك قوى مسيحية لم تستوعب خطورة الفراغ وتستمر في التشبث ببعض الشروط التعجيزية لعرقلة انتخاب الرئيس» معتبراً «ان هذا الامر ينعكس على الدور المسيحي في لبنان نظرا الى التوازنات». وقال: «ان لغياب الرئيس الماروني تأثيرا على الحياة الوطنية ككل. ومهما طرح من مسائل مثل قانون الانتخاب او المشاركة في القمة العربية او عدمها، فهذه كلها مواضيع جانبية تطرح للتغطية على عدم انتخاب رئيس في المهلة الدستورية. الاولوية تبقى لانتخاب رئيس في اسرع وقت ما يشكل مدخلاً لمعالجة كل القضايا، من تشكيل الحكومة الى قانون الانتخاب. كلنا متفاهمون على ان يكون اساس قانون الانتخاب القضاء. وشكل الحكومة هو حكومة اتحاد وطني. واذا صفت النيات فمن السهل جداً الوصول الى معالجة المسائل الاخرى. لكن الاساس هو انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن».

وحذر الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي من «ترميم الحكومة او توسيعها». فيما اعتبر رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد ان «ما يحكى عن ترميم للحكومة اللبنانية الحالية غير الشرعية غير مفيد، ولا يشكل الحل السياسي للازمة اللبنانية».