باريس لا تتوقع انتخابات رئاسية قريبة في لبنان ولا تستبعد استمرار الفراغ الرئاسي حتى 2009

TT

تبدو باريس مترددة بخصوص ما يتعين القيام به إزاء الملف اللبناني، والأوساط الفرنسية تعترف بأن لا أفكار فرنسية جديدة مطروحة الآن. وقد أكد وزير الخارحية برنار كوشنير، أمس، في إطار مؤتمر صحافي في الوزارة، أن «لا مبادرة فرنسية» في الوقت الحاضر، كما استبعد حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان قبل قمة دمشق العربية يومي 29 و 30 مارس(آذار) الحالي.

وتمتنع باريس عن الخوض في تفاصيل أفكار أو مبادرات جديدة مخافة التشويش على المبادرة العربية. غير أن أوساطا فرنسية رسمية قالت أمس، إن باريس يمكن أن تعتبر المبادرة العربية «منتهية» إذا جرت القمة العربية من دون حصول أي تقدم على صعيد الانتخابات الرئاسية اللبنانية، ما يعني أن الجانب الفرنسي «يستعيد حرية الحركة»، وهو ما يفتح الباب أمام تحركات فرنسية جديدة.

وأمس أعلن كوشنير أنه «جاهز» للقيام بمبادرة؛ إذ لا يمكن أن يترك الوضع اللبناني على ما هو عليه. غير أن المجهول هو محتوى المبادرة الجديدة والإطار الذي يمكن أن تندرج فيه. وكان البارز في مؤتمر كوشنير إكثاره من التساؤلات التي لم تجد أجوبة واضحة لها في ما بدا جليا أن باريس فقدت الأمل مما قد يسبق قمة دمشق أو ما قد تسفر عنه بخصوص الملف الرئاسي. وبعدما عبر كوشنير عن بعض الامتعاض من أن القمة العربية «ستحصل» في دمشق بينما كان «كثيرون يقولون إنها لن تحصل ما لم تجر الانتخابات الرئاسية» تساءل: «هل ما بعد القمة سيشهد انطلاق مبادرة جديدة؟ إنني أتمنى ذلك. هل ستكون فرنسية أم أوروبية؟ أتمنى أن تكون أوروبية، لكن اتفاق الدول الـ27 (الأوروبية) سيكون صعبا».

وتخيم على المتعاطين بالملف اللبناني في باريس حالة من «التشاؤم»؛ إذ لا ترى هذه الأوساط الطريقة التي يمكن من خلالها التأثير على مسار الأوضاع اللبنانية. ولم تستبعد هذه المصادر أن يبقى مركز رئاسة الجمهورية فارغا حتى الانتخابات التشريعية المقبلة في لبنان عام 2009.