إسرائيل تفرض حصارا حول الضفة الغربية في عيد المساخر

طعن أحد قادة التنظيمات الإسرائيلية المتطرفة في القدس

TT

فرضت السلطات الإسرائيلية حصارا عسكريا إضافيا على الضفة الغربية منذ فجر اليوم وذلك بحجة وصول معلومات تشير إلى أن الفصائل الفلسطينية المسلحة، وخصوصا تلك التي تعمل مع حزب الله اللبناني، تنوي تنفيذ عمليات ضد أهداف داخل إسرائيل انتقاما لاغتيال عماد مغنية، مع اقتراب الذكرى الأربعين.

وقال ناطق بلسان وزارة الدفاع الإسرائيلية إن المعلومات الواردة تؤكد أن موعد تنفيذ عمليات انتقامية ضد إسرائيل اقترب، وإن تنظيمات فلسطينية عديدة أخذت على عاتقها القيام بها في الأيام القريبة. وأضاف أن القوات الإسرائيلية رفعت مستوى التأهب إلى درجة «ج»، وهي أعلى درجة قبل حالة الطوارئ الحربية. ووفقا للقرار، يتم إغلاق الضفة الغربية بحيث لا يسمح للمواطنين الفلسطينيين بالوصول إلى إسرائيل، وتفرض قيود على تحركات المواطنين الفلسطينيين داخل الضفة الغربية. وتنتشر القوات الإسرائيلية، الجيش والشرطة والمخابرات وحرس الحدود، في ثلاث دوائر دفاعية حول الضفة الغربية وحول المدن والبلدات الإسرائيلية، فضلا عن انتشار قوات كبيرة من الشرطة بين المدن وداخلها وأمام المجمعات التجارية والمدارس والمعابد اليهودية ومدارسها الدينية. ويصادف اليوم أول أيام عيد المساخر (بوريم) اليهودي الذي تقام فيه الاحتفالات في الشوارع، ويتقمص خلاله الأطفال والصبية شخصيات عديدة في التاريخ وفي الحياة السياسية والثقافية، جريا وراء العادة المستمرة منذ زمن فرعون مصر. ففي حينه كان اليهود يسخرون من الوزير هامان، مستشار فرعون، الذي كان يكره اليهود فأوقعوا بينه وبين رئيسه، وراحوا يسخرون منه. ومن هنا أصبح يسمى عيد المساخر، ويسخر فيه اليهود من أعدائهم عبر التاريخ، وستحاط هذه الاحتفالات بقوات أمن في جميع أنحاء إسرائيل. وكانت وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، قد أعلنت أمام الكنيست، أن «تنظيمات الإرهاب الفلسطينية الحاكمة في قطاع غزة وغيرها لا تنام الليل وهي تخطط لتنفيذ عمليات إرهاب ضد المدنيين الإسرائيليين وأن الحكومة تضع الخطط الدفاعية لحماية المواطنين من الإرهاب قبيل كل عيد وكل صلاة»، واعتبرت هذا الوضع غير طبيعي وغير إنساني ويبرر لإسرائيل أن تدير حربا لا هوادة فيها ضد الإرهاب وفي الوقت نفسه تشكل حافزا لإسرائيل والقوى الفلسطينية المعتدلة للتقدم في عملية السلام.

وتكلمت لفني في أعقاب لقاء مع نظيرها رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أحمد قريع (أبو علاء)، الليلة قبل الماضية، فقالت إن الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية مصرتان على مواصلة المفاوضات والسعي لإنجاحها من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الشعبين. ورفضت الحديث عما دار في جلسة المفاوضات مع أبو علاء، وقالت إنها استمرار للمحادثات الجارية بين الطرفين، التي اتفق على أن لا تتم أمام الكاميرات. يذكر أن أحد قادة التنظيمات الإسرائيلية المتطرفة، الحاخام يحزقيل غرينفيلد، أصيب بجراح خفيفة، صباح أمس، أمام باب العامود في مدخل البلدة القديمة من القدس الشرقية المحتلة، اثر طعنه بسكين. وهرب الشاب الذي طعنه، وطيلة أمس، كانت الشرطة تحلل الصور التي تلتقطها كاميراتها المنصوبة في كل زاوية من القدس القديمة. واعتبرت منظمة «عطيرت كوهنيم» هذه العملية استمرارا لعملية القدس قبل أسبوعين، وقالت إنها ترى فيه إرهابا موجها خصيصا لها ومبنيا على رصد مسبق ويشكل استمرارا لنهج بدأته التنظيمات الفلسطينية ويستهدف الحركة الدينية الاستيطانية، حيث أن «عطيرت كوهنيم» هي حركة دينية صهيونية تقيم مكاتبها ومدارسها الدينية داخل القدس القديمة.