المغرب والبوليساريو يتفقان على جولة خامسة من المفاوضات

الطرفان قبلا بتنظيم زيارات عائلية للصحراويين براً

TT

انتهت الجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بدون إحراز تقدم ملموس باتجاه حل نزاع الصحراء الغربية سوى الاتفاق على عقد جولة قادمة ستجري في منتجع مانهاست بضاحية لونغ ايلاند بنيويورك لم يحدد موعدها الآن. وقد توصل الطرفان إلى اتفاق لتنظيم الزيارات العائلية عن طريق البر لتضاف بذلك إلى البرنامج القائم لهذه الزيارات عن طريق الجو. وعقب انتهاء الجولة الرابعة من المحادثات المباشرة التي جرت تحت رعاية الأمم المتحدة وبحضور وفد من الجزائر وموريتانيا، أكد مبعوث الأمين العام الخاص في الصحراء الغربية السفير بيتر فان فالسوم في بيان أن «المحادثات ركزت على تنفيذ قرارات مجلس الأمن وأن الأطراف ناقشت قضايا تتعلق بالإدارة والعدل والمصادر الطبيعية». وأفاد فالسوم بأن المقترحات التي تقدم بها لتعزيز الثقة بين الطرفين تتضمن تنظيم الزيارات العائلية عن طريق البر لتضاف الى البرنامج القائم لهذه الزيارات عن طريق الجو. وأوضح أن الطرفين تعهدا بمواصلة المفاوضات في مانهاست في تاريخ سيتم الاتفاق عليه.

وأوعرب رئيس وفد المغرب وزير الداخلية، شكيب بنموسى، عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم، وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر البعثة المغربية بنيويورك: «لاحظنا أن المفاوضات ما زالت تراوح مكانها حيث تواجهنا أطراف متشبثة بأطروحات متجاوزة ليست لها أية رغبة في طي مشكل الصحراء المفتعل بل هدفها الهروب إلى الأمام وعرقلة مساعي المنتظم الدولي». وانتقد بنموسى الجزائر قائلاً: «لقد جددنا التأكيد خلال هذه الجولة على ما كنا ننبه إليه دائما بأن الجزائر لم تبذل الجهود الكافية لإنجاح المسلسل رغم كل قرارات الأمم المتحدة». ومن جانبه، انتقد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية جبهة البوليساريو قائلا «إن هامش استقلال القرار بيد البوليساريو محدود جدا ما دام يوجد تحت رحمة الجزائر».

وانتقد بنموسى الأجواء التي سبقت جولة المحادثات الرابعة، فقال: «كيف يمكن الانخراط في مفاوضات على إيقاع التصعيد والتحريض على الشغب والعنف والوقوف حجر عثرة أمام المفاوضات». وجدد وزير الداخلية المغربي تمسك المغرب بمبادرة الحكم الذاتي كخيار عملي ولا بديل عنه وأكد في الوقت ذاته التزام المغرب بالمسار التفاوضي. وقال إن المغرب «أبدى موافقته على إجراء جولة أخرى من المفاوضات سيحدد تاريخ انعقادها لاحقا» وأضاف «جددت المملكة المغربية دعمها للإجراءات الحالية لبناء الثقة بتكثيف الزيارات العائلية مع العلم بأن توفير ظروف الثقة يكمن في تقدم المفاوضات للوصول إلى حل سلمي يضمن الإطار الملازم لعودة جميع الصحراويين إلى وطنهم المغرب».

وبدورها انتقدت جبهة البوليساريو المغرب لتشبثه بخيار الحكم الذاتي ورفضه للاستفتاء، على حد تعبير ممثل الجبهة في نيويورك احمد بخاري. وأعرب بخاري الذي شارك في المفاوضات مع وفد البوليساريو برئاسة علي محفوظ بيبا، عن أسفه لانتهاء الجولة الربعة من المحادثات بدون إحراز أي تقدم على الصعيد السياسي. ورأى بخاري «أن سبب فشل المفاوضات هو إصرار المغرب على رفض الاستفتاء».

وانتقد بخاري المغرب لعدم قبوله بالاقتراحات التي تقدم بها السفير فالسوم لبناء الثقة ومن بينها إجراء لقاءات على مستوى رفيع بين الطرفين وتشكيل لجان عسكرية مشتركة في الميدان لتعزيز وقف اطلاق النار. وأكد بخاري أن «الجبهة وافقت على جميع المقترحات غير أن المغرب رفضها». وأعرب أيضا عن استعداد البوليساريو للاستمرار في المفاوضات.

يذكر أن الجولات الأربع من المحادثات عقدت استجابة لقراري مجلس الأمن الدولي 1754 و1783 اللذين دعيا إلى الدخول الى مفاوضات مباشرة بدون قيد وشرط وتحت رعاية الأمم المتحدة. ومن المتوقع، كما افادت مصادر قريبة من الملف، أن يقرر موعد الجولة المقبلة بعد التقرير الذي سيقدمه مبعوث الأمين العام بيتر فالسوم الى مجلس الأمن في ابريل (نيسان) المقبل.