المفتي قباني: لبنان أصبح ساحة للأخذ والرد في شتى الأمور

ردا على سؤال عما إذا كان لبنان يواجه «خطر التشيّع»

TT

طالب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، الذي اجتمع في القاهرة بكل من امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير خارجية مصر احمد ابو الغيط، القادة العرب بمزيد من الدعم للبنان «ليكون ممثلاً في القمة (العربية في دمشق) برئيس للجمهورية»، مشيراً الى ان تمثيله في القمة من دون رئيس جمهورية «يؤثر سلباً على لبنان واللبنانيين بمزيد من الانقسام والتشرذم». واعتبر المفتي أن الطريقة التي وجهت بها سورية الدعوة للبنان لحضور القمة العربية في دمشق «لم تأت حسب الأصول والقواعد». وفيما قال إن الحكومة اللبنانية «تدرس موضوع المشاركة في القمة العربية بعد هذه الدعوة.. والرأي الأول والأخير هو للحكومة اللبنانية»، شدد موسى، من جهته، على ان مشاركة لبنان في القمة «ضرورية» لأن لديه مشكلة وأزمة تشكل مناقشتهما على مستوى عربي رفيع «فرصة هامة واساسية»، مشيراً الى «اتصالات مباشرة بين السعودية وسورية ومصر». وقال ان «تحركنا على الساحة اللبنانية سيسهل كثيراً العلاقات بين السعودية وسورية». وقال امين عام جامعة الدول العربية خلال اجتماعه بالمفتي ان «الأمل معقود على أنشطة سنقوم فيها في المستقبل القريب سواء في إطار القمة أو بعدها حتى يعود لبنان إلى وضعه الطبيعي. وهناك الكثير من الأمل. نحن جميعا في الوطن العربي وكنتيجة للنقاش الذي سوف يجري في القمة في شأن لبنان ندعو لأن يدعم الجميع المبادرة العربية وننتقل بها إلى مرحلة التنفيذ السريع على أساس انتخاب رئيس جمهورية ليكون للبنان عنوان واضح طبقا للدستور. ونحن باتصالاتنا التي تتم مع الرئيس (فؤاد) السنيورة ومع الرئيس (نبيه) بري ومع الأكثرية والمعارضة نعمل جاهدين. وهناك بعض التقدم الذي أحرز. ولكن نحن نأمل في خطوات مقبلة سوف نقوم بها ونأمل خيرا». وسئل متى سيزور لبنان، فأجاب: «لم يتقرر بعد. الوقت قصير والقمة ستنعقد قريباً. ولكن سوف ازور لبنان في فترة قريبة». وعما اذا كان يعتبر مشاركة لبنان في القمة العربية ضرورية، قال: «طبعاً هي ضرورية. لبنان عضو مؤسس في الجامعة العربية ولديه مشكلة وازمة يجب عرضهما العرض الصريح والواضح ومناقشتهما على المستوى الرفيع من المسؤولية. والقمة العربية فرصة هامة وأساسية». وتحدث عن «اتصالات مباشرة بين السعودية وسورية ومصر. ودور الرئيس (حسني) مبارك مهم.

وان تحركنا على الساحة اللبنانية سيسهل كثيراً العلاقات بين السعودية وسورية».

وسئل موسى اذا كان لمس خلال اتصالاته بالقيادات اللبنانية تنازلات لحل الازمة، فاجاب: «اذا حذفنا كلمة تنازلات واستخدمنا بدلا منها توافقات وتفاهمات، نعم هناك ارضية للوصول الى تفاهمات بين الاكثرية والمعارضة. وان اعاقة انتخاب رئيس ليست في مصلحة لبنان. واعاقة تنفيذ المبادرة العربية ليست في مصلحة لبنان. سوف نعمل على نجاح القمة. وهذه مهمتنا».

اما المفتي قباني فاكد: «ان المبادرة العربية هي الحل والامل. وان الفرصة ما زالت متاحة امام اللبنانيين للسير في تطبيق بنودها». ودعا الى «عدم عرقلتها بحجج واهية ومطالب وشروط مسبقة غير دستورية تعطل جهود عمرو موسى في تقريب وجهات النظر للخروج من الفراغ الرئاسي». وتمنى على موسى «تكثيف مساعيه مع القيادات اللبنانية وعودته الى بيروت قبيل القمة العربية لاستكمال ما قام به لحل الازمة اللبنانية». ورأى ان «عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل القمة العربية يعني دخول لبنان في دوامة الانتظار والتأجيل. الامر الذي بدأ يطرح علامات استفهام على مصير ومستقبل لبنان واللبنانيين». وطالب القادة العرب بـ«مزيد من الدعم للبنان ليكون ممثلا في القمة العربية برئيس للجمهورية بحسب الاصول لان تمثيل لبنان من دون رئيس للجمهورية يؤثر سلبا على لبنان واللبنانيين بمزيد من الانقسام والتشرذم».

وزار المفتي قباني وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ولمس منه «حرص مصر والرئيس حسني مبارك على سلامة لبنان وخروجه من ازمته وعودته الى سابق استقراره وازدهاره».

وحذر قباني في تصريحاته للصحافيين عقب مباحثاته مع الوزير أحمد أبو الغيط «من الوقوع في الفتن التي لا تعود إلا بالشر على لبنان»، قائلاً «إن أمن لبنان واستقراره هو السبيل للوصول إلى الحلول الناجعة»، وأشار إلى أنه طلب من وزير الخارجية المصري تعزيز الدعم العربي وخاصة الدعم المصري للوصول إلى الحلول الناجعة عن طريق المبادرة العربية التي هي حصيلة المساعدة العربية للبنان». وعما إذا كان لبنان يواجه خطر التشيع قال قباني «إن لبنان أصبح ساحة للأخذ والرد في شتى الأمور ونحن نحرص على وحدة لبنان وشعبه وأمنه واستقراره وعدم تلاعب التيارات بشعبه أياً كانت ومن أي جهة.. لأن أزمة الفتن التي تتناقص فيها سلطة الدولة على البلاد تكون البلاد حينها فريسة لكل المفاهيم وكل التيارات.. ونحن نواجه بالحكمة كل الأخطار أيا كان مضمونها وأيا كانت الجهات التي تعبئها».

من جانبه قال حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن أبو الغيط بحث مع مفتى لبنان الرؤية المصرية للتطورات فى لبنان والمنطقة معربا عن الأمل فى أن تكون القمة العربية المقبلة مناسبة لحل حقيقى للأزمة فى لبنان على نحو يسمح باستعادة وحدة الصف وتجاوز أية خلافات يمكن أن تعطل العمل العربي المشترك فى مواجهة التحديات الخارجية وفي مقدمتها ضرورة التوصل لتسوية عادلة وعاجلة للصراع العربي الاسرائيلي.