غراتسيانو: قيامنا بواجباتنا لن يتأثر بأي جماعات تحاول تقويض جهودنا

«يونيفيل» أحيت الذكرى الـ30 لبدء مهامها في لبنان

جنود من القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان يطلقون أمس حمامات السلام وبالونات احتفاء بالذكرى الثلاثين لبدء مهامها في لبنان.
TT

احيت القوات الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الذكرى الثلاثين لوجودها من اجل حفظ السلام في لبنان، باحتفال اقيم امس في مقرها العام في الناقورة، شارك فيه جنود يمثلون 25 كتيبة دولية. وتقدمهم قائد الـ«يونيفيل» الجنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو. ومثل قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان، العميد الياس زعرب.

وألقى الجنرال غراتسيانو كلمة قال فيها: «ثلاثون عاما انقضت على تاريخ 19 مارس (اذار) 1978 حين اعتمد مجلس الامن القرارين 425 و426 وقرر التأسيس الفوري لقوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). منذ ذلك اليوم واليونيفيل تواجه فترات مليئة بالصعوبات والتحديات. وأود ان اسلط الضوء على الفترة الصعبة في العام 1982 حين قامت اسرائيل، بعد تبادل كثيف لإطلاق النار عبر الحدود، باجتياح لبنان وصولا حتى بيروت وضواحيها. ولمدة ثلاث سنوات بقيت اليونيفيل خلف الخطوط الاسرائيلية تماما. وانحصر دورها انذاك في توفير الحماية والمساعدة الانسانية للسكان المحليين».

واضاف: «ترافق عمل مجلس الامن الدؤوب مع جهود الامين العام المستمرة لاقناع اسرائيل بمغادرة الحزام المحتل. وبعد التبليغ الرسمي الذي تلقاه الامين العام في 17 أبريل (نيسان) 2000، بدأت اسرائيل باخلاء مواقعها في جنوب لبنان. وتميزت الاعوام اللاحقة بهدوء نسبي، باستثناء عدد من الانتهاكات لخط الانسحاب وبعض الاحداث الصغيرة. ولكن، لسوء الحظ، شهدت الحدود الاسرائيلية ـ اللبنانية عمليات عدائية جديدة بدأت في 12 يوليو (تموز) 2006. وبعد ازمة تموز ـ اب من العام 2006، عزز مجلس الامن قوة اليونيفيل واعتمد قرارا جديدا. وانتشرت قوات اليونيفيل المعززة بموجب القرار 1701 لمراقبة اتفاق وقف الاعمال العدائية والانسحاب الاسرائيلي، وكذلك لدعم القوات المسلحة اللبنانية اثناء انتشارها في جنوب لبنان كي تشكل الكيان القانوني لتوفير الامن والقانون والنظام في المنطقة. ان اليونيفيل اليوم هي مهمة متكاملة، اذ تتألف من 13 الف جندي من 25 دولة... اضف الى ذلك ان قوة اليونيفيل البحرية تنتشر على امتداد الشاطئ اللبناني، بناء على طلب الحكومة لدعم القوات البحرية اللبنانية في منع نقل الاسلحة غير الشرعية او اي مواد ذات صلة الى لبنان».

وتابع: «ان اليونيفيل، وبالتنسيق والتعاون الوثيقين مع الجيش اللبناني، تبذل قصارى جهدها لتوفير الامن والاستقرار في المنطقة في جميع الاوقات. ويقوم جنودنا بمراقبة التطورات عن كثب من خلال مواقعهم الدائمة، كما يقومون بدوريات يومية على الارض، بالاضافة الى الدوريات الجوية. وان جنود اليونيفيل يضطلعون بمهمة ارتباط وتحقيق وذلك لمنع وتصحيح انتهاكات القرار 1701، بالإضافة الى الحفاظ على اتفاق وقف العمليات العدائية.. وتستمر اليونيفيل في القيام بمهمتها بعزم كما فوضها مجلس الامن مع موافقة جميع الاطراف وبناء على طلب السلطات المحلية».

وأفاد غراتسيانو: «لا شك في ان انتشار الجيش اللبناني في الجنوب للمرة الاولى منذ ثلاثين عاما يشكل احد ابرز الانجازات التي تحققت منذ اندلاع الاعمال العدائية في صيف العام 2006. ويضطلع الجيش اللبناني بمسؤولية اساسية في توفير الامن في المنطقة. وتعمل اليونيفيل جنبا الى جنب مع الجيش اللبناني وتقدم له المساعدة... ولن يتأثر عزمنا على القيام بواجباتنا للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في جنوب لبنان بأي جماعات تحاول تقويض جهودنا المشتركة لتطبيق القرار 1701 كما فوضنا بها مجلس الامن. واثناء القيام بمهمتنا، لدينا هذا القدر الكبير من العزم ليس بسبب قدراتنا فحسب، بل بفضل دعم سكان الجنوب الذين يعرفون اننا هنا لتوفير الامن والاستقرار لهم».