كابل: غارة أميركية تقتل 6 مدنيين في خوست

اعتداء جديد على منشآت للهاتف الجوال في قندهار

TT

قال رئيس المنطقة وسكان من القرية امس ان قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قتلت ثلاثة رجال وطفلين وامرأة في غارة بجنوب شرقي افغانستان.

وبينما قالوا ان جميع الضحايا ينتمون الى اسرتي شقيقين من المدنيين لكن الجيش الاميركي قال ان الشقيقين شاركا في عمليات صنع متفجرات بدائية محلية الصنع. وسقوط ضحايا في صفوف المدنيين قضية حساسة لانها تقوض تأييد الرأي العام لوجود قوات اجنبية وحكومة الرئيس حامد كرزاي المؤيد للغرب.

وردد سكان في قرية مقبل بإقليم خوست حيث وقع الحادث هتافات في الليلة الماضية :«سننضم الى الجهاد»، وقال حاكم المنطقة غول قاسم لرويترز ان القوات الاجنبية اغارت على منزلين متجاورين يتبعان شقيقين وقتلت ثلاثة رجال وطفلين وامرأة من الاسرتين.

وقال شاهد من رويترز ان الطفلين وهما فتيان لا يزيد عمر كل منهما على عشرة اعوام بهما اصابات طلقات نارية في الرأس والصدر. وتجمع حشد غاضب كبير من الرجال فيما ساعد سكان القرية الامام المحلي في غسل الجثث قبل الدفن. وامكن سماع النساء وهن يصرخن ويولولن من داخل المنازل.

وقال حاكم اقليم خوست ارسالا جمال للصحافيين :«انني ادين بشدة ما حدث». واضاف «ان القوات الافغانية لم تشارك في الغارة. وهذا انتهاك للوعد الذي قدمته قوات التحالف بأنها ستنسق العمليات معنا. هذا تحد لنا وهو يبعد الشعب».

وقال الجيش الاميركي ان القوات كانت تفتش المباني بحثا عن الشقيقين عندما تعرضت لاطلاق النار.

وقال المتحدث باسم قوات الائتلاف الميجر كريس بيلكر في بيان «عدة متشددين مسلحين، تحصن اثنان منهم في المبنى، فتحوا النار على قوات التحالف بعد دخولها المبنى». واضاف «وردت قوات التحالف على النار بالمثل وقتلت بسم الله وشقيقه رحيم جان وعدة متشددين مسلحين اخرين». وقال البيان ان القوات اكتشفت جثتي امرأة وطفل في المباني بعد القتال، وانحى باللوم على المتشددين في وضع المرأة والطفل في طريق الاذى.

وقال ابن احد الشقيقين انه عضو في شرطة الحدود وانه عاد من الخدمة للمشاركة في الجنازات.

وقال الابن الف الدين «سمعت عما حدث صباح امس وجئت الى هنا». واضاف «فقدت ثلاثة افراد من اسرتي وثلاثة افراد من اسرة عمي. كانوا اشخاصا عاديين».

وقال الجيش الاميركي والسكان انه تم اعتقال رجلين اثناء الغارة. وتوجد للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات يبلغ قوامها نحو 7000 جندي في افغانستان مستقلة عن قوة المعاونة الامنية الدولية التي تشارك في عمليات ضد الارهاب.

من جهة اخرى في كابل قالت مصادر في وكالتي اغاثة اجنبيتين امس ان عشرات السجناء قاموا بأعمال شغب في سجن يخضع لإجراءات امنية مشددة في كابل وان تسعة اشخاص على الاقل اصيبوا بجراح في تراشق بالنيران حينما حاولت الشرطة الافغانية استعادة النظام.

وقال موظف في وكالة اغاثة، طلب ألا ينشر اسمه، ان النزلاء سيطروا على جزء من سجن بولي شارجي، قائلين انهم محبوسون بغير وجه حق على الرغم من مرسوم يبرئهم صدر عن الرئيس حامد كرزاي منذ عام. وكان نحو 150 سجينا مضربين عن الطعام منذ أيام يطالبون باطلاق سراحهم. وعدد غير معروف من الناس بينهم بضع مئات من المشتبه بانهم من اعضاء حركة طالبان محبوسون في السجن الذي يقع في الضواحي الشرقية لكابل وله سمعة سيئة عن عمليات إعدام وتعذيب خلال الحكم الشيوعي في ثمانينات القرن الماضي.

وقال المصدر في وكالة الاغاثة الاجنبية «نعلم انه وقع بعض اطلاق النار امس وان السجناء سيطروا على اجزاء من السجن». وقال مصدر آخر ان تسعة اشخاص معظمهم سجناء تم اجلاؤهم مصابين بأعيرة نارية ويجري علاجهم. وقال مسؤول بوزارة الدفاع ان جهودا تبذل لحل المسألة، لكنه لم يذكر اي تفاصيل. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها تحاول تسهيل الحوار بين السلطات الافغانية والسجناء في إطار تفويضها.

الى ذلك حطم مقاتلون اصوليون امس هوائيا جديدا للاتصالات الهاتفية الجوالة في جنوب افغانستان كما اعلن مصدر امني الاربعاء، في حين افاد سكان المنطقة عن مشاكل في التقاط ارسال الشبكة.

وقال المسؤول في الشرطة المحلية احسان الله لوكالة الصحافة الفرنسية ان مسلحين اتوا على متن دراجات نارية واوثقوا حراس محطة ارسال للهاتف الجوال في قندهار ثم اشعلوا النار فيها.

وشنت حركة طالبان أخيرا هجمات على نحو عشرة هوائيات للاتصالات، منفذة بذلك تهديدات اطلقتها سابقا بمهاجمة منشآت الهاتف الجوال اذا لم يتم قطع الارسال ليلا كونه يسمح للجنود بتحديد مخابئ المتمردين.

لكن الشركات المشغلة للهاتف الجوال في افغانستان تعهدت بعدم قطع الارسال. واكد المتحدث باسم وزارة الاتصالات عبد الهادي هادي انه «ليس هناك انقطاع مؤقت في الخدمة الا في المناطق التي دمرت فيها منشآت».

لكن سكان عدد من المحافظات في جنوب البلاد اعلنوا لوكالة الصحافة الفرنسية انه لم يكن في وسعهم اجراء الاتصالات الهاتفية الجوالة ليلا، بينما اعترف مسؤول في احدى الشركات، طالبا عدم الكشف عن هويته، ان الارسال يتم قطعه بالفعل ليلا.

واكد محمد طاهر الذي يقطن في محافظة قندهار القول «يوميا، منذ المغرب وحتى صباح اليوم التالي، لا يمكننا التقاط ارسال الشبكة في منطقتنا».

واضاف محمد رسول، 59 عاما، وهو مدرس سابق يسكن في اقليم آخر من الولاية عينها «هذا الامر لا يتأثر به إلا المدنيون، لان طالبان وكذلك الحكومة لديهما وسائل اخرى للاتصالات مثل الاجهزة اللاسلكية والهواتف التي تعمل عبر الاقمار الصناعية».

ومنذ أطاح بحكمها تحالف دولي نهاية 2001، تشن حركة طالبان تمردا داميا ضد الدولة والقوات الاجنبية التي تؤازرها اسفر في العام الفائت عن مقتل اكثر من 6000 شخص غالبيتهم من المتمردين.

ومع استثمارات تفوق 700 مليون دولار منذ 2002، فان قطاع الهاتف الجوال في افغانستان هو احد اكثر القطاعات مردودا في البلاد وان الخدمات التي يوفرها حيوية، في حين ان شبكة الهاتف الثابت ضعيفة.