الصين: نخوض معركة حتى الموت في التبت والدالاي لاما وحش بوجه بشري

الضغوط الدولية على بكين تتصاعد والشعلة الأولمبية تشق طريقها نحو التبت

الشرطة تشتبك مع أحد الرهبان البوذيين خلال مظاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت الصين انها تخوض «معركة حتى الموت» في التيبت. وقال سكرتير الحزب الشيوعي في التيبت جانغ كينغلي في خطاب اوردته صحيفة التيبت: «نخوض قتالا مكثفا بالدم والنار، مع جماعة الدالاي لاما، معركة حتى الموت».

ووجه كينغلي الذي يعتبر من المتشددين تجاه مطالبة الدالاي لاما بالحكم الذاتي للتبت، انتقادات لاذعة الى الزعيم الروحي للبوذيين التبتيين واصفا اياه بـ«الذئب الذي يلف نفسه (بثوب) راهب» وبـ«الوحش ذي الوجه البشري، لكن بقلب حيوان».

وفي هذا الخطاب العنيف الذي القاه أول أمس، دعا جانغ المسؤولين الى عدم التراخي، مضيفا «حاليا نخوض قتالا كثيفا بالدم والنار مع جماعة الدالاي لاما، انها معركة حتى الموت». وأضاف: «حتى اذا تحسن الوضع علينا ان ندرك ان جماعة الدالاي لاما لن تتراجع عن نواياها الجهنمية، بل ستتخبط بيأس في غياهب النزاع، ان المعركة ضد النزعة الانفصالية تبقى جدية بامتياز».

ويأتي هذا الخطاب الناري في وقت تتكاثر فيها الضغوط الدولية على الصين، لتخفيف قبضتها عن التبت والحوار مع التبتيين، قبل أشهر قليلة من استقبال بكين للالعاب الاولمبية. وبعد تصريحات الدالاي لاما أول من أمس، الذي أعلن فيها استعداده للاستقالة من منصبه السياسي كزعيم لحكومة التبت في المنفى، دعا أمس مسؤولي العالم اجمع الى المساعدة على حل الخلاف حول التبت عبر «الحوار» مع الصين، وحث بكين على «ضبط النفس» في ادارتها للاضطرابات.

وكتب الدالاي لاما في رسالة نشرها مكتبه امس: «نبقى ملتزمين في متابعة عملية الحوار من اجل التوصل الى حل للقضية التبتية يكون في مصلحة الطرفين». واضاف: «كما اطلب دعم المجموعة الدولية في جهودنا لحل مشاكل التبت عبر الحوار واحثهم على دعوة القيادة الصينية لممارسة اقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الوضع الحالي، ومعاملة الذين يتم اعتقالهم بشكل جيد».

ودعا المستشار المقرب منه تنزين تاكلا أمس، الى الحوار مع الصين وقال: «اننا نعيش جنبا الى جنب. علينا ان نتحادث معا». واضاف في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الصينيين لن يحلوا ابدا القضية التيبتية عن طريق ارسال قوات عسكرية والحل الوحيد هو الجلوس معا والشروع في حوار وايجاد حل يستفيد منه الطرفان».

من جهة أخرى، قال منظمو أولمبياد بكين امس، إن شعلة الأولمبياد ستواصل مسيرتها في مناطق إقليم التبت على الرغم من الاحتجاجات الواسعة هناك التي دعت الحكومة إلى إرسال قوات «للسيطرة عليها». وقال جيانج زياويو نائب الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة في بكين للصحافيين: «الوضع في التبت مستقر إلى حد كبير، ومن ثم فإن الشعلة الأولمبية ستواصل مسيرتها، كما كان مقررا». وأضاف: «نعرف أن هذه الحوادث (الاحتجاجات) هي آخر شيء نريد أن نراه، لكننا نعتقد بشكل حازم أن حكومة منطقة التبت التي تتمتع بحكم ذاتي قادرة على تحقيق الاستقرار والمرور السلس للشعلة».

وأوضح زياويو أن منظمي الأولمبياد وضعوا «خططا طارئة مناسبة» لجميع المشكلات المحتملة خلال مسيرة الشعلة، مضيفا أن قوانين اللجنة الأولمبية الدولية تسمح بتغيير مسار أو إلغاء أجزاء من مراحل مسيرة الشعلة.

وفي هذه الاثناء، تستمر الضغوط الدولية على الصين بالتصاعد، وطالب ساسة ألمان أمس، بممارسة المزيد من الضغوط الدولية على بكين. وقال رولاند كوخ رئيس حكومة ولاية هيسن في تصريحات نشرتها صحيفة «باساور نويه بريسه»: «يجب أن توضح جميع الحكومات، بالاضافة إلى اللجنة الأولمبية أيضا للصين حتمية احترام حقوق الانسان».

وقال بيك، إن مقاطعة دورة الألعاب الاولمبية من الامورالواردة كرد فعل على تعامل الصين مع المسألة. ووصف بيك صمت اللجنة الاوليمبية عن الاوضاع في التبت بـ«المخزي».

كذلك دعا ستيفن برادلي القنصل البريطاني العام لدى هونغ كونغ الصين، الى توخي الحرص في تعاملها مع موجة الاحتجاجات، وأعمال الشغب التي قام بها سكان التبت، ويعتقد البعض أن عدد القتلى فيها بلغ 99 شخصا. وقال برادلي في مقابلة أمس: «يتعين على الحكومة الصينية لأسباب واضحة للغاية أن تتعامل مع الأمر بحرص شديد لأنه قد يسهل الوقوع في الخطأ».