الإعلام والذكرى الخامسة لحرب العراق.. الحدث الأبرز على الصفحات الأولى

TT

في ذكراها الخامسة، لا تزال تداعيات الحرب في العراق تحتل مكانة بارزة على صفحات الصحف الأولى للجرائد العالمية، كما كانت تفعل طوال السنوات الماضية، حيث خصصت كبريات الصحف صباح أمس مساحة بارزة للذكرى الخامسة للحرب، واختارت كل منها معالجة المناسبة بشكل مختلف. صحيفة «ذي انديبندنت» البريطانية، وكما هي عادتها، أعطت الأولوية للرأي، وتحديداً لمقال كاتبها المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، وعنوانه: «من اجتياح بابل إلى غزو العراق ـ الدروس التي لم نتعلمها قط من التاريخ». وأرفقت الجريدة العنوان برسم على الصفحة الأولى عبارة عن مزج لاجتياح قوات الإسكندر المقدوني لبابل (عام 331 قبل الميلاد) ولدبابة أميركية في العراق عام 2003. وانتقد فيسك غياب ردة الفعل المناسبة لما وصفه بالدماء التي تسفك في العراق. من جهته، كتب مراسل الصحيفة في العراق مقالا عنوانه «هذه حرب بدأت بأكاذيب، وتستمر بأكذوبة بعد أكذوبة»، اعتبر فيها أن جميع الحكومات تكذب في أوقات الحروب، لكنه أضاف أن «البروباغاندا» الأميركية والبريطانية خلال الخمس سنوات الماضية «لم يكن لها مثيل منذ الحرب العالمية الأولى». من جهتها، لم تكن الصحف الأميركية بطبيعة الحال أقل اهتماماً بالحدث، فخصصت «نيويورك تايمز» ملفا خاصا للمناسبة، عبارة عن مشاهدات واستعراض لتجارب مراسليها على الأرض في العراق. كما خصصت على موقعها الالكتروني ملفات تفاعلية للمناسبة كـ«ألبوم صور» يستعرض أبرز الأحداث منذ سقوط تمثال صدام حسين إلى التفجيرات التي يشهدها العراق اليوم. تغطية مماثلة جاءت بها صحيفة «واشنطن بوست» حيث مزجت في ملفها آراء شخصيات مختلفة معنية بالقضية، ومن بينها جندي أميركي، وسياسي عراقي، وطالب جامعي ناشط ضد الحرب، ودبلوماسي أميركي، ووالدة أحد المجندين، وأحد داعمي الرئيس الأميركي جورج بوش.

من جهة ثانية، كانت كلفة الحرب ملفاً شائكاً تمت معالجته لا سيما أن البنتاغون قدر الكلفة في بادئ الأمر بنحو 50 إلى 60 مليار دولار، لكنه يقدرها اليوم بنحو 600 مليار، فيما يقدر الاقتصادي جوزيف ستيغليتز الحائز جائزة نوبل الكلفة على المدى الطويل بـ4 تريليونات دولار. ومن المفارقات كذلك، أن مثل هذا التقدير ترافق جنباً الى جنب على صفحات الصحف الأميركية مع أخبار الوضع المتراجع للأسواق الأميركية ومخاوف من تداعيات أن يعم الكساد على اقتصاد الولايات المتحدة وما سيكون لذلك من أثر على أسواق العالم.