المعلم: واشنطن ليست مرتاحة للقمة العربية .. وأول نجاح سجلته أنها ستعقد في دمشق

لافروف التقى في دمشق الأسد ومشعل .. وبحث توحيد الصف الفلسطيني

الرئيس السوري بشار الأسد، يرحب بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لدى وصوله الى قصر الرئاسة في دمشق امس (إ ب ا)
TT

قبل أقل من عشرة أيام على انعقاد القمة العربية العشرين في دمشق، تحاول روسيا بذل الجهود لإحياء عملية السلام في المنطقة وتسوية النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وتوحيد الصف الفلسطيني، حسبما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في سياق زيارته إلى سورية. قال لافروف إن الاتصالات التي تجريها بلاده مع حركة حماس «تهدف الى دعم توحيد الصف الفلسطيني، ومساعدة حماس في التحرك وفق المعايير الدولية وفي اتجاه الموقف العربي الموحد والتنفيذ العملي لخطة خارطة الطريق».

وكان الوزير الروسي قد وصل إلى دمشق مساء أول أمس في إطار جولة في المنطقة، والتقى مساء يوم وصوله مع وفد من حركة حماس في دمشق برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة. ونقل بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحماس تأكيد مشعل للوزير الروسي «استعداد حماس لإنجاز تفاهم يقوم على التهدئة، شريطة أن تكون شاملة ومتزامنة ومتبادلة»، وتشديده على «ضرورة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». ووعد بان الحركة ستبذل جهودها لمعالجة الانقسام السياسي في الساحة الفلسطينية، وقد تم إرسال وفد إلى صنعاء لهذه الغاية. وقبل ظهر أمس الخميس، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوزير لافروف ونقلت وكالة (سانا) عن الأسد إعرابه عن «دعم بلاده لجميع الجهود التي تبذل لأجل وحدة الصف الفلسطيني ومساعدة الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه وفك الحصار المفروض عليه».

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره السوري وليد المعلم قبيل مغادرته دمشق عبر لافروف عن ارتياحه لنتائج مباحثاته مع الأسد، وقال إن «وجهات النظر كانت متطابقة لجهة ضرورة العمل للحيلولة دون استخدام القوة في المنطقة» ومع أن بلاده ترى أولوية في دفع السلام على المسار الفلسطيني، لكنها ترى أن هناك ضرورة لاستئناف المفاوضات على كافة المسارات (الفلسطيني ـ السوري ـ اللبناني) على أساس قاعدة متينة مبنية على «قرارات مجلس الأمن ومرجعية مدريد وخارطة الطريق» وهي القاعدة التي تعتمد عليها روسيا في مساعيها لدفع عملية السلام نحو الأمام.

وعما إذا كانت هناك أفكار جديدة في ما يخص استئناف السلام اعتذر لافروف عن عدم الكشف عنها قائلا للصحافيين «أرجو أن تفهموني إذا طرحنا هذه الأفكار فسيصبح من الصعب تنفيذها».

وفي ما يتعلق بعقد مؤتمر في موسكو للسلام في الشرق الأوسط قال المسؤول الروسي إن الفكرة طرحت خلال اجتماع أنابوليس وكثير من الدول الحليفة والصديقة لروسيا طلب منها الدعوة لهذا الاجتماع و«لغاية الآن لم يتم توجيه أية دعوات»، و«معظم البلدان التي شاركت في أنابوليس بما فيها البلدان العربية وأعضاء الرباعية مهتمة بعقد لقاء مرة أخرى وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه»، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع إذ تم سيعقد «بروح أنابوليس» الذي تم الاتفاق على إقامته في إطار الرباعية، منبها الى أن «أجندة أنابوليس تتألف من ثلاثة بنود» (المسار الفلسطيني ـ المسار السوري ـ المسار اللبناني) مضيفا مع أن نتائج أنابوليس كانت مهمة إلا أن «النتائج على صعيد التنفيذ الفعلي لا تدعو للتفاؤل حتى الآن.

وحول الاجتماع المرتقب للقمة العربية العشرين في دمشق رأى لافروف فيه «فرصة يجب ألا يفوتها القادة الذين سيجتمعون» للبحث في إيجاد حلول «للمشاكل الكثيرة في المنطقة و المعقدة إلى درجة نعتقد أنه لا يمكن حلها»، ورأى لافروف أن أي اجتماع قمة هو «حدث فريد» معبرا عن أمل بلاد بأن يكون القادة العرب «مهتمون» بهذا الاجتماع لدفع الحل إلى الأمام.

وبدوره أوضح وزير الخارجية السوري، وليد المعلم. موقف سورية من عقد اجتماع للسلام في موسكو فقال «الأصدقاء في روسيا تحدثوا عن اجتماع موسكو فبل انعقاد أنابوليس والرئيس بوتين أرسل مبعوثا هو يفغيني بريماكوف إلى دمشق في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) لبحث هذا الموضوع، وكان الجواب انه عندما يطرح موضوع الجولان على هكذا مؤتمر فإن سورية لا تستطيع أن تغيب» لأن السلام الشامل هو ركن أساسي في سياستها وليس شن الحروب والقتل. وتساءل المعلم «إذا كنا ذهبنا إلى أنابوليس فكيف لا نذهب الى موسكو؟» خاصة وأن «موقف روسيا كان دائما داعما للقضايا العربية». وفي رده على سؤال حول موقف سورية من محاولة الولايات المتحدة الأميركية ثني العرب عن المشاركة في قمة دمشق، قال المعلم «من الواضح أن أميركا ليست مرتاحة أولا لعقد قمة في دمشق، وليست مرتاحة لأن عنوان هذه القمة التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك، وهذا الموقف ليس مستغربا على السياسة الأميركية التي تريد توسيع نفوذها في المنطقة على أساس الخلاف العربي». وأكد المعلم أن «أول نجاح سجلته القمة قبل انعقادها أنها ستعقد في دمشق وفي موعدها رغم محاولات الضغط والابتزاز»، وأن دمشق ستكون مستعدة لاستقبال القادة العرب الذين سيبذلون كل جهد ممكن لتفعيل التضامن العربي.