تشيني في زيارة مفاجئة لكابل يطالب «الناتو» بالمزيد من الالتزام تجاه أفغانستان

قبل أسبوعين من انعقاد قمة حلف الأطلسي في بوخارست

ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي بجانب الرئيس كرزاي في المؤتمر الصحافي المشترك بالعاصمة كابل أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشينى امس، التزام حكومته طويل الأمد تجاه افغانستان، وقال إن الولايات المتحدة ستطلب «المزيد» من الالتزامات من قبل أعضاء حلف شمال الاطلسي (الناتو) تجاه هذا البلد، الذي مزقته الحروب خلال القمة المقبلة للحلف.

ووصل تشيني الذي يقوم بزيارته الرابعة كنائب للرئيس الاميركي لافغانستان الى قصر الرئاسة الافغانية الحصين، على متن مروحية، واجرى محادثات خلف الابواب المغلقة مع الرئيس حميد كرزاي واعضاء بارزين في الحكومة الافغانية. واكد تشيني في مؤتمر صحافي مشترك مع كرزاي عقده في وقت لاحق، مجددا التزام حكومته طويل الامد تجاه افغانستان. وقال إنه من المهم أن يعزز التحالف بقيادة حلف شمال الاطلسي (الناتو) وجوده في البلاد.

وقال تشيني «أنا هنا لإعادة التأكيد على أواصر التعاون والصداقة. وان الولايات المتحدة تواصل قيادة جهود إعادة بناء أفغانستان ومساعدة شعبها على تعزيز مكاسب الديمقراطية».

وقال نائب الرئيس ان «قوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) احدثت اختلافا كبيرا في هذا البلد، وستطلب الولايات المتحدة من حلفائها في حلف الناتو المزيد من الالتزام في المستقبل». ويبلغ عدد قوات الناتو العاملة ضمن القوات متعددة الجنسيات فى افغانستان 43 الف جندي، بعضهم من كندا وبريطانيا وهولندا والولايات المتحدة يقاتلون المتشددين بقيادة طالبان بالمناطق الجنوبية والشرقية من البلاد.

وقصرت دول أخرى مثل ألمانيا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا وجود قواتها على المناطق التى تتسم بالهدوء النسبى، مثل العاصمة كابول والاقاليم الواقعة شمال وغرب البلاد.

وطالب القادة الميدانيون لحلف الناتو من الدول المساهمة في القوات متعددة الجنسيات، إرسال سبعة آلاف جندي إضافي لاحتواء هجمات طالبان في ربيع وصيف العام الجاري.

ووافقت الحكومة الاميركية مؤخرا على إرسال 3200 جندي من مشاة البحرية الاميركية (مارينز) على ان يتركز معظمهم بإقليم قندهار جنوب البلاد للانضمام إلى 2500 جندي كندي قبيل حلول فصل الربيع وهو الموسم المعتاد للقتال.

وحث تشيني الناتو على تعزيز وجوده في أفغانستان في الوقت الذى اعترف فيه بالحاجة الى بذل الكثير لبناء القوات المسلحة الافغانية الوطنية.

وقال تشيني «إن الولايات المتحدة وأعضاء آخرين بالتحالف، يجب أن يكون لديهم قوة كافية هنا لضمان الامن. لكن في النهاية سيعتمد تحقيق الامن في أفغانستان على قدرة الشعب الافغاني على توفير قوات مناسبة على مستوى جيد من التدريب والعتاد».

وقال «إننا نحرز تقدما على الجبهتين حتى تتمكن أفغانستان من الاعتماد على نفسها يوما ما».

من جانبه وجه كرزاي في المؤتمر الصحافي، الشكر لحكومة الولايات المتحدة وشعبها لمساعدتهم لبلاده، مؤكدا أن الحل الدائم لمشكلة أفغانستان يتمثل فى تعزيز القوات المحلية.

وقال كرزاي إن «استمرار دول الناتو في افغانستان ومكافحة الارهاب وتوفير الاستقرار لافغانستان أمور مهمة للغاية»، مضيفا أن الجيش الافغاني في الوقت نفسه صار أقوى وحاز المزيد من ثقة المواطنين الافغان.

وأضاف كرزاي «مع تزايد قوة الجيش الافغاني، سيتراجع الضغط على قوات الامن الدولية. وحتى يتحقق ذلك يجب أن يتم التعاون بين أفغانستان، وباقي اعضاء المجتمع الدولي في الحرب على الارهاب وتحقيق الاستقرار في أفغانستان».

وجاءت زيارة تشيني قبل أسبوعين من انعقاد قمة دول الناتو في بوخارست برومانيا، حيث من المتوقع أن يتعهد أعضاء الحلف والولايات المتحدة بالالتزام طويل الامد، تجاه مساعدة أفغانستان حتى تصبح دولة مستقرة. وأضاف تشيني «بعد أسبوعين من الآن ستتصدر أفغانستان جدول أعمال قمة الناتو ببوخارست».

ومهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان واحدة من أكبر التحديات، التي يواجهها الحلف الذي تكون منذ 59 عاما، وأدت إلى فتح باب الخلافات بين الحلفاء بشأن الاستراتيجية ومستويات القوات.

وقال تشيني إن مهمة قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان، ستتصدر جدول أعمال قمة الحلف التي تعقد في بوخارست أوائل ابريل (نيسان). وأضاف تشيني حيث قام بزيارة لكابل لم يعلن عنها: «تركت قوة المعاونة الأمنية الدولية، اثرا هائلا في البلد وستطلب أمريكا من حلفائنا في الحلف التزاما أكبر في المستقبل». واضاف: «كل الدول الحرة لها مصلحة في أمن وديمقراطية أفغانستان». ولقوة المعاونة الأمنية الدولية نحو 43ألف جندي يحاربون مقاتلي طالبان، الذين أعادوا تنظيم صفوفهم منذ أن أطاحت قوات قيادة الولايات المتحدة والقوات الافغانية بهذه الحركة، بعد هجمات11 من سبتمبر عام2001 ، واستأنفت أنشطتها منذ عامين. وتشتبك القوات البريطانية والكندية والدنماركية في أغلب القتال في جنوب وشرق أفغانستان، في حين أن حلفاء آخرين في الحلف، خاصة فرنسا والمانيا يقاومون الضغوط الاميركية للسماح لجنودهم بالعمل خارج منطقة الشمال الآمنة نسبيا. وقال تشيني «يجب ان يكون للولايات المتحدة وغيرها من أعضاء الحلف، قوة كافية هنا، حتى نتمكن من ضمان الأمن للتعامل مع الخطر، الذي تمثله الانشطة المستمرة للمتشددين والمتطرفين، من أمثال طالبان والقاعدة». وكانت آخر زيارة لنائب الرئيس الأميركي لافغانستان في فبراير (شباط) عام2007 عندما قتل انتحاري 14 شخصا، بينهم جندي امريكي وجندي من كوريا الجنوبية، في هجوم على قاعدة باغرام الجوية، أثناء وجود تشيني هناك. وتهدف طالبان الى اضعاف عزم دول الحلف على مواصلة مهمتها القتالية في أفغانستان، واجبار القوات الأجنبية على الانسحاب من البلاد. وبدأ تأييد دعم الحرب في أفغانستان يتراجع بالفعل. وتريد كندا، التي تشارك بما يصل الى2500 جندي في جنوب أفغانستان من حلفائها، ارسال ألف جندي اضافي لتعزيز قواتها القتالية، كشرط لبقاء جنودها في أفغانستان.

وبدأ المواطن الافغاني يشعر باستياء بشكل متزايد، بسبب وجود القوات الأجنبية وبطء خطى التنمية وفساد المسؤولين والافتقار الى الأمن.

وقال تشيني، ان التزام الولايات المتحدة تجاه أفغانستان راسخ وقوي، ولكن الهدف هو جعل الجيش والشرطة الافغانيين يقومان بدور أكبر في تحقيق الأمن مع مرور الوقت.

ويضم الجيش الافغاني حاليا نحو 70 ألف جندي، ولكن وزارة الدفاع الافغانية تقول، ان هناك حاجة لقوة أكبر كثيرا. وتلقى الجيش الافغاني تدريبا جيدا نسبيا، وقام بدور أكبر في محاربة طالبان على مدى العام الماضي، ولكن مستوى الشرطة متأخر كثيرا، اذ ان أفرادها لم يتلقوا تدريبا كافيا، كما أنهم فاسدون جدا، وعادة ما يفرون في مواجهة هجمات طالبان.