سباق عودة المعارضين.. بعضهم عاد قبل سقوط صدام وآخرون بعده

علاوي دخل عن طريق الرمادي.. والجلبي جوا للناصرية.. والحكيم برا إلى البصرة

اياد علاوي لدى لقائه زعماء العشائر بعد عودته الى العراق («الشرق الأوسط»)
TT

في بداية العمليات العسكرية للقوات المتعددة الجنسيات، التي قادتها القوات الاميركية بهدف تحرير العراق من نظام الرئيس السابق صدام حسين، وحسب قانون تحرير العراق الذي وقعه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، ونال شرعيته في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن عام 2002، تسارع السياسيون العراقيون للوصول الى العراق، على الرغم من ان بعضهم لم يكن موافقا على دخول القوات العسكرية الاجنبية الى ارض العراق، وكان يفضل دعم العمل المعارض في الداخل لتغيير النظام.

اياد علاوي الامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي، كان في مقدمة من وصلوا مبكرين الى العراق، كان ذلك في بداية شهر ابريل (نيسان) 2003.

يقول علاوي: «دخلنا العراق عن طريق الصحراء الغربية، وكان هناك ابراهيم الجنابي عضو المكتب السياسي لحركة الوفاق، الذي كان يعمل في الصحراء الغربية وفي جميع مناطقها، حيث دار ولف كثيرا في الصحراء ومعه مجموعة من ضباط الجيش العراقي الشباب. وهو أول من استقبلنا على مشارف مدينة الرمادي عندما دخلنا العراق تحت ظل القصف وأجواء الحرب».

ويضيف الامين العام لحركة الوفاق الوطني قائلا: «بعدها صارت حوارات بين القوى السياسية الرئيسية، حيث كان هناك اكثر من رأي حول عدم مشاركتنا في الحكومة، إذ حققنا ما ناضلنا من اجله وهو ازاحة صدام حسين ونظامه من السلطة، وهنا انتهت مهمتنا. ورأي آخر هو ان ننتظر ريثما تتشكل الحكومة، ورأي ثالث هو ان نساهم نحن في تشكيل الحكومة، وهكذا تشكل مجلس الحكم ومن ثم الحكومة المؤقتة ولم تكن في نيتي ان اشارك في الحكم، بل تركت العراق خلال النقاشات التي كانت تدور لتشكيل مجلس الحكم».

واوضح ابراهيم الجنابي عضو المكتب السياسي لحركة الوفاق الوطني قائلا: «كنت مع مجموعة من كادر الحركة في انتظار وصول الدكتور اياد علاوي وبقية كادر الحركة القادمين من اوروبا والاردن، وكنا ننسق اتصالاتنا بواسطة هواتف الثريا، وقد وصل الامين العام وبقية الكادر بتاريخ 11 ابريل (نيسان) 2003 بواسطة سيارات مدنية وحافلتين من الاردن، حيث التقيت بهم في منطقة الكيلو 120 الحدودية».

ويضيف الجنابي الذي كان ضابطا في الجيش العراقي برتبة رائد ويعمل مع حركة الوفاق قبيل تركه الجيش قائلا: «امضينا ليلتنا في مضيف آل سلمان في الرمادي، حيث التقى الدكتور اياد علاوي عشائر الرمادي والبصرة والموصل ليواصل مسيرته الى بغداد في اليوم التالي ووصل الى العاصمة صباح يوم 12 ابريل.

اما احمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي، فظهر فجأة وبلا مقدمات في 7 ابريل (نيسان) 2003 في قاعدة الامام علي في الناصرية، التي سميت في ما بعد بقاعدة طليلة، كان يرتدي بدلة فاتحة ويحيط به عدد من انصار واعضاء المؤتمر الوطني في العراق، وحضر في ما بعد اول مؤتمر عراقي عرف بـ«مؤتمر الناصرية». الجلبي وصل الى العراق جوا عن طريق الكويت، هذا ما تردد وقتذاك، حيث كان من اكثر المقربين للادارة الاميركية ويحسب له انه دفع الى الامام بقانون تحرير العراق وعمل جاهدا من اجل تكريسه. وينفي الجلبي انه او قانون تحرير العراق كان يعني دخول القوات الاميركية وغيرها الى العراق، ويقول: «كان هدفنا هو ان نحصل على دعم دولي لمساندة القوى المعارضة في داخل العراق لاحداث التغيير، ونحن لم نكن مع دخول القوات الاميركية او غيرها الى البلد، كنا نريد ان يتحرر العراق من نظام صدام حسين بواسطة القوى العراقية في الداخل المعارضة للنظام، وهذه كانت موجودة في القوات المسلحة، وحزب البعث ذاته، وفي اوساط العمال والمثقفين، كما كان للمؤتمر الوطني جماهيره الفاعلة في العراق».

وفي 10 مايو (ايار) 2003 أُعلن عن وصول محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية (تغير اسم المجلس في ما بعد الى المجلس الاسلامي الاعلى في العراق، الذي تزعمه عبد العزيز الحكيم بعد اغتيال محمد باقر الحكيم عام 2003 قرب ضريح الامام علي في النجف وبعيد صلاة الجمعة). وكان لدخول الحكيم الى البصرة أثر كبير في نفوس العراقيين الشيعة، حيث خرجوا باعداد كبيرة الى البصرة لاستقباله وهو يدخل عن طريق البر من ايران التي كان يستقر فيها خلال سنوات معارضته لنظام صدام حسين، الى البصرة التي خطب في جماهيرها قبل ان يواصل مسيرته الى مدينته النجف.