وثائق مواعيد «السيدة الأولى» تحرج حملة هيلاري كلينتون

الأرشيف الوطني يفرج عن وثائق قديمة من البيت الأبيض تعيد الحديث عن فضيحة مونيكا لوينسكي

كلينتون يرافقها السيناتور ايفان بايه وهي تقوم بحملة انتخابية في ولاية بنسلفانيا أمس (أ.ب)
TT

أفصح «الارشيف الوطني» في واشنطن عن 11 ألف صفحة من ايام «السيدة الاولى» هيلاري كلينتون في البيت الابيض تضم كيف كانت تقضي وقتها في الوقت الذي كان فيه زوجها الرئيس بيل كلينتون يلتقي بالمتدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي. إلا ان الارشيف الوطني حجب أكثر من 4800 صفحة متعلقة بالموضوع نفسه «احتراماً لخصوصية الحياة الشخصية» لأطراف اخرى.

وجاء ذلك بناء على طلب حملة منافسها باراك اوباما، بحسب ما أوضح مصدر في الارشيف الوطني لـ«الشرق الأوسط». وقال المصدر ان الارشيف أفرج عن الوثائق بعد تلقيه الطلب واستنادا الى نص في القانون يتيح بنشر تفاصيل عن اية شخصية عامة في وقت تأديتها للخدمة. وهناك بعض المعلومات التي كشف عنها النقاب من خلال مواعيد وارتباطات «السيدة الاولى» أيامئذ، ربما ستسبب حرجا انتخابيا لهيلاري نظراً لتزامنه مع حمى الحملة الانتخابية، وخاصة موقفها في تلك الايام من اتفاقية التجارة الحرة لاميركا الشمالية «نافتا»، والتي كانت متحمسة لها، عكس موقفها المنتقد حالياً للاتفاقية. وتبين الوثائق أنها عقدت خمسة اجتماعات عام 1993 من أجل حث الكونغرس على الموافقة على الاتفاقية، كما تبين فشل المشروع الذي تبنته حول الصحة في فترة كلينتون.

وفي فضيحة لوينسكي، تشير الوثائق الى أن كيلنتون عادت الى مقرها السكني في البيت الابيض بعد سبعة ايام من بدء علاقة زوجها مع مونيكا، وكانت خلال تلك الفترة تقوم بجولة داخلية. ولم تكن تدري حتى ذلك الوقت ان الرئيس يخونها مع موظفة متدربة، وان هذه الخيانة استمرت حتى بعد عودتها الى البيت الابيض، وهي الخيانة التي اصابت الرئاسة الأميركية بالشلل لمدة سنة، وكادت تؤدي الى إقالة بيل كلينتون بعد توجيه الاتهام له. ويتضح من جدول مواعيد هيلاري، ان فضيحة مونيكا تزامنت مع ارتباطات مسبقة لها لالقاء كلمات داخل اميركا وخارجها. وفي تلك الفترة، ظهرت الى جانب زوجها كلينتون في مناسبة تعليمية حيث سيوجه له الصحافيون لاول مرة اسئلة عما تسرب من اخبار حول علاقة مشبوهة مع موظفة متدربة. ونفى كلينتون حينها الأمر، وبدا غاضباً ومحتداً لتلك «التقارير الزائفة». وفي الوقت الذي بدأت تنتشر فيه شائعات حول علاقة كلينتون ومونيكا في يناير (كانون الثاني) عام 1998 نفت هيلاري بدورها في حوار تلفزيوني «مؤامرة الجناح اليميني ضد زوجها». وتبين الوثائق أن هيلاري كانت داخل البيت الابيض عندما اعلن المحقق المستقل كينيث ستار ان كلينتون كانت له «لقاءات جنسية» تتم مع بدايات المساء مع مونيكا في حمام المكتب البيضاوي. وفي اليوم الذي نشر فيه تحقيق ستار، ألغى كلينتون جميع ارتباطاته وجدول أعماله الذي كان يشتمل على أنشطة من الساعة 11 صباحاً، وحتى الساعة 12.30 ليلاً. في حين كانت مواعيد هيلاري تشتمل على حضور مسرحية وحفلة موسيقية، لكن الوثائق لا تبين ما إذا كانت قد حضرت المناسبتين. وكانت مواعيد هيلاري تشير الى انها في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995 حضرت لقاء مع بعض الاسر في البيت الابيض والتقطت صورٌ لها معها، وفي ذلك اليوم على وجه التحديد ستقول مونيكا لاحقاً ان علاقتها بدأت مع الرئيس الاميركي في غرفة مجاورة للمكتب البيضاوي. وفي صباح 21 يناير عام 1996 تجول كلينتون وهيلاري في معرض للصور بالمتحف الوطني للفنون. وفي ظهيرة ذلك اليوم كان هناك لقاء بين كلينتون ومونيكا في ممر ملاصق لغرفة الدراسات الخاصة طبقاً لافادة الموظفة المتدربة لاحقاً. وتبين الوثائق ان هيلاري بقت في مقر اقامتها بالبيت الابيض لمدة اربعة ايام كان يلتقي كلينتون خلالها بمونيكا. وخلال تلك الفترة، سافرت هيلاري في جولتين. وبالمقابل كانت اللقاءات تزداد بين زوجها والموظفة المتدربة. وتزامن افراج «الارشيف الوطني» عن وثائق مواعيد وارتباطات هيلاري، مع نشر وثائق اخرى من طرف «مكتبة الرئيس كلينتون» في ولاية اركنساس. وفي هذه الوثائق تقول إنه لم تكن امامها خيارات كثيرة بعد الاعلان عن قضية مونيكا، وقررت مواصلة ظهورها علانية، مشيرة الى ان زوجها ايقظها في الصباح الباكر من يوم 21 يناير 1998 وجلس على حافة الفراش وقال لها: «هناك اشياء في صحف اليوم يجب أن تعرفي تفاصيلها». واخبرها عن التقارير التي تتحدث عن علاقته بموظفة متدربة. وعلقت هيلاري على ما قاله زوجها بأنها صدقت في ذلك اليوم إنكاره للعلاقة. لكن بعد مضي أشهر على ذلك. وفي يوم السبت 15 اغسطس (آب) 1998، ومع تقدم التحقيقات في الفضيحة، ايقظها من جديد في الصباح وابلغها بالحقيقة، وانه نادم على «سوء سلوكه». وقالت هيلاري: «شعرت بالامتنان بأنه لم تكن هناك ارتباطات رسمية في نهاية ذلك الاسبوع». ونشر فريق حملة هيلاري بالتزامن مع كشف النقاب عن هذه الوثائق بياناً يقول إن مواعيدها وارتباطاتها تكشف عن امرين؛ اولا توضح المسائل الموضوعية التي كانت تشتغل بها من موقع «السيدة الاولى»، وفي الوقت نفسه تبين زيارتها لما يزيد على 80 بلدا من أجل متابعة اهداف ادارة كلينتون في الداخل والخارج. وقالت هيلاري إن سنواتها في البيت الابيض ستساعدها كرئيس (في حالة فوزها في الانتخابات) للتعامل مع القضايا الخارجية ومسائل الامن القومي. لكن جدول اعمالها في بعض زياراتها الخارجية يشير الى ان تلك الزيارات لم تكن كلها مخصصة لدورها التقليدي باعتبارها «السيدة الاولى». على سبيل المثال، خلال زيارة الى روسيا في يناير عام 1994 رفقة زوجها كلينتون، شاركت بعض السيدات في مأدبة غداء فاخر قدمت خلاله انواع من الكافيار وسمك السالمون النادر والباهظ الثمن.