بغداد: خطاب بوش في ذكرى الغزو فيه إيجابيات لكننا نختلف معه في التقييم

مبعوث الأمم المتحدة محذراً قادة العراق: الوقت ينفد أمامكم

TT

أشادت بغداد بما وصفته بـ«ايجابيات» قالت ان خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش بمناسبة الذكرى الخامسة للحرب تضمنها لكنها قالت انها تختلف معه في التقييم خاصة فيما يتعلق بمستقبل البلاد.

والقى الرئيس بوش اول من امس خطابا دافع فيه عن قرار الحرب وقال انه لا يشعر باي ندم بشأن الحرب رغم التكلفة العالية في الارواح والمال وان قرار الاطاحة بصدام حسين كان قرارا صحيحا، رافضا وضع جدول زمني لانسحاب القوات، ومعتبرا ان زيادة القوات التي امر بها في بداية العام الماضي ساهمت في استقرار الامن في العراق داعيا الى تعزيز تلك المكاسب.

وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية لوكالة رويترز «انا اعتقد انه لم يكن للولايات المتحدة من خيار اخر غير هذه الحرب لاسقاط نظام صدام رغم اختلاف الرؤى مع الكثير من العراقيين وقوى دولية بان الحرب ستجلب مشاكل الى العراق وتخلق مشاكل من نوع جديد». ورغم ان الدباغ اعتبر ان خطاب الرئيس بوش «كان يحتوي على الكثير من الايجابيات عن مستقبل العراق»، الا انه قال ان الحكومة العراقية «لديها رؤيتها الخاصة التي قد تتطابق مع رؤية الرئيس بوش لكنها تختلف في بعض التقييم الذي ذهب اليه الرئيس بوش لتقييمه الوضع في العراق».

وقال الدباغ «نحن نرى ان العراق لا يجب ان يكون نقطة ارتكاز للاخرين في المنطقة.. وان العراق هو من يجب ان يدير شؤونه السياسية بعيدا عن التأثيرات الاقليمية او التأثيرات الدولية». واضاف «من يتصور انه يستطيع ان يخلق حكومة عراقية تابعة له .. فاتصور هذه ستكون نقطة اختلاف كبيرة».

ورفض الدباغ الربط بين ذكرى الحرب وبين اعلان مواقف تطالب بانسحاب القوات الاجنبية من العراق، وقال «الحكومة العراقية ليست في (محل) اطلاق شعارات .. نحن لدينا برنامج زمني وموضوعي نعمل عليه.. وليست الذكرى الخامسة هي مناسبة لاطلاق دعوات للانسحاب». واضاف «قرار الانسحاب او عدمه هذا تقرره الحكومة العراقية وليست لمناسبة مرور الخمس سنوات علاقة بالموضوع».

من ناحية ثانية حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، ستيفان دي مستورا، قادة العراق أمس من ان «الوقت ينفد» أمامهم لكي يحلوا الخلافات التي تعرقل العملية السياسية. وقال دي مستورا «يجب ان يكون هناك المزيد من الحوار بينهم لأن الوقت يضيق».

واضاف المبعوث الدولي لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن هنا للعمل مع العراقيين، لكن عليهم ان يعلموا، وهم يعلمون ذلك.. علينا ان نذكرهم بأن الوقت يضيق ويجب ان يتحركوا من تلقاء ذاتهم للعمل معاً».

وعبر دي مستورا عن اعتقاده ان «عام 2008 سيكون حاسماً بالنسبة للبلاد» التي تمزقها الحربُ. واضاف «نشعر ان هذا العام لا بد من اتخاذ الكثير من القرارات الشجاعة لإظهار أن بإمكان العراقيين المضي قدماً».

وتابع دي مستورا أن تراجع اعمال العنف في البلاد يفسح أمام العراقيين المجال لتمرير مشاريع القوانين المهمة التي قد تنهي النزاع الطائفي الذي اسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

واشار دي مستورا على وجه الخصوص الى مشروع قانون النفط المثير للجدل. وقال ان «العملية السياسية لم تأخذ الفرصة الكافية لكي تجعل قانون النفط والقوانين الاخرى تمضي قدما». ومشروع قانون النفط في ادراج مجلس النواب منذ اكثر من عام بسبب الخلافات الحادة بين الاحزاب الكردية والشيعية والسنية.