جزر القمر: رئيس أركان الجيش يعلن قرب شن هجوم وشيك لتحرير «أنجوان»

قال إن قواته ألحقت هزيمة بقوات العقيد المتمرد محمد بكر حاكم الجزيرة

جنود سودانيون من القوات الافريقية يصلون إلى جزيرة موهيلي أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن المقدم ساليمو محمد أميري قائد أركان الجيش القمري أن قواته ألحقت هزيمة بقوات العقيد محمد بكر حاكم جزيرة أنجوان الذي يقود منذ العام الماضي تمردا ضد الرئيس الشرعي للبلاد عبد الله سامبي.

وقال أميري في بيان لـ«الشرق الأوسط»، ان جنوده قتلوا خلال اشتباكات وقعت على مدى اليومين الماضيين عناصر من جيش بكر، لكنه امتنع عن الإفصاح عن حجم هذه الخسائر في الوقت الراهن.

وأوضح أن القوات الحكومية التي نفذت هذه الاشتباكات عادت إلى قواعدها على حدود الجزيرة، سالمة، متعهدا بشن هجوم كاسح قريبا عليها لتحريرها وإنهاء تمرد بكر. ونصح أميري سكان الجزيرة بالهدوء وعدم التورط في أية أنشطة عسكرية لدعم المتمردين.

وبدأ الجيش القمري الموالي للرئيس عبد الله سامبي الشهير بآيات الله، عملية عسكرية بالتعاون مع قوات تابعة للاتحاد الأفريقي وافدة من السودان وتنزانيا والسنغال لتحرير جزيرة أنجوان الانفصالية وإنهاء تمرد حاكمها المحلي العقيد محمد بكر. لكن طائرة هليكوبتر فرنسية تحطمت مساء أول من أمس لدى محاولتها التسلل إلى جزيرة أنجوان، ونجا طياروها الثلاثة من الموت، وفقا لما أكده مصدر عسكري قمري لـ«الشرق الأوسط».

وقالت مصادر مقربة من سامبي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة القمرية موروني، إن ما لا يقل عن 150 جنديا حكوميا تم إنزالهم بالفعل في جزيرة أنجوان، مشيرة إلى أن الجيش القمري قام قبل يومين بعملية تسلل ناجحة داخل الجزيرة واقتحم سجن مدينة دوموني الجنوبية، التي تعد ثاني مدن الجزيرة وأطلق سراح عشرات المعتقلين السياسيين.

وأوضحت المصادر أن نحو 1700 من القوات الأفريقية تضم عناصر من ليبيا والسودان والسنغال وتنزانيا تشارك في هذه العملية إلى جانب الجيش القمري، تعبيرا عن مساندة المجتمع الدولي للسلطة الشرعية في جزر القمر. وتعيش جزيرة أنجوان شبه عزلة دولية منذ نحو 6 أشهر بعدما تم قطع كل الخدمات الهاتفية الأرضية وتعطيل شبكات الاتصال بالهواتف الجوالة، بالإضافة إلى فرض حصار بحري لمنعها من الحصول على أية إمدادات من الخارج.

وحصل سامبي الذي يواجه أخطر تحد داخلي له منذ توليه السلطة قبل نحو عامين فقط، على دعم سياسي واضح من فرنسا والولايات المتحدة، فيما قالت المصادر إن القوات التي تنتمي إلى أربع دول افريقية قد حصلت على دعم لوجستي قوي من الحكومة الفرنسية والإدارة الأميركية.

لكن العقيد محمد بكر حاكم أنجوان ثالث وأصغر الجزر الثلاث التي يتكون منها اتحاد جزر القمر يقول في المقابل إنه سيقاوم أي عملية لغزو الجزيرة، متهما المجتمع الدولي وحكومة سامبي بالتواطؤ لخلعه خلافا لرغبة السكان، على حد زعمه.

يشار إلى أن اللجنة التي شكلتها قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي تتكون من وزراء خارجية تنزانيا والسودان والسنغال وليبيا قد قررت في ختام اجتماعها خلال فبراير ( شباط) الماضي اتخاذ إجراءات عملية وعسكرية لدعم الترتيبات التي اتخذتها حكومة جزر القمر لإعادة بسط سلطة الدولة على جزيرة أنجوان ووضع حد للأزمة الناجمة عن رفض المتمردين بهذه الجزيرة النصوص التي تحكم الاتحاد القمري.

وكانت حكومة جزر القمر قد أعلنت عزمها على إعادة بسط سيادة الدولة بالقوة على أنجوان بعد أن فشلت اللجنة التي شكلها الاتحاد الأفريقي في إقناع المتمردين بهذه الجزيرة في الجنوح إلى السلام وتطبيق القرار الذي اتخذته قمة أديس أبابا. يذكر أيضا أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي قد أعلن في 22 يناير الماضي تمديد العقوبات التي كان قد فرضها على السلطات «غير الشرعية» في جزيرة أنجوان في الاتحاد القمري لفترة إضافية مدتها شهر.

وكان المجلس قد قرر في العاشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2007 فرض هذه العقوبات كوسيلة لإجبار سلطات أنجوان على السماح بإجراء انتخابات دستورية في جزيرة أنجوان التي يختلف مسؤولوها مع حكومة الاتحاد القمري.

وتشمل هذه العقوبات تقييد حركة المسؤولين غير الشرعيين في جزيرة أنجوان، الذين يدعمونهم وتجميد حساباتهم المصرفية.

وكانت المحكمة الدستورية التي تعتبر أعلى هيئة قضائية في جزر القمر، قد أعلنت أن منصب رئاسة جزيرة أنجوان بات شاغرا بعد انقضاء مدة ولاية العقيد محمد بكر في الرابع عشر من شهر ابريل (نيسان) الماضي، وطلبت من الرئيس سامبي استخدام صلاحياته الدستورية ولعب دور الحكم بين المؤسسات.

وتخلى العقيد بكر عن اتفاق رعته الجامعة والاتحاد الأفريقي، وأعلن تنظيم انتخابات رئاسية فاز فيها بأغلبية كاسحة، على الرغم من اعتراض الرئيس القمري ومختلف المنظمات الإقليمية المعنية بالوضع في جزر القمر، التي تعد أصغر وأفقر الدول الأعضاء بالجامعة العربية.

وعرفت أنجوان بنزعاتها الانفصالية على مدى السنوات التي تلت حصول جزر القمر عام 1976 على استقلالها من فرنسا، علما بأن العقيد بكر الذي يرفض حتى الآن قرار إقالته من رئاسة أنجوان كان قد وصل إلى السلطة بانقلاب في التاسع من شهر أغسطس (آب) عام 2001 وأعلن نفسه رئيسا للجزيرة الانفصالية وتسلم مهامه في الرابع عشر من شهر ابريل عام 2002.

وشهدت جزر القمر على مدى نحو ربع قرن حوالي 25 محاولة انقلابية سعى فيها العسكر إلى الاستيلاء على السلطة.