الفاتيكان: اتهامات بن لادن للبابا «لا أساس لها»

أوروبا لم ترفع درجة التأهب الأمني وزعيم «القاعدة» يتوعدها

TT

صرح المتحدث باسم الفاتيكان ان الاتهامات التي وجهها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الى البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالة اول من امس «لا أساس لها» و«ليست أمرا جديدا».

وكان بن لادن وجه في رسالة جديدة نشرها مركز «سايت» الاميركي وبثت مواقع اصولية مقاطع منها، تهديدا الى اوروبا بالرد على نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.

ورأى زعيم تنظيم القاعدة ان «نشر الرسوم المسيئة جاء في اطار حملة صليبية جديدة كان لبابا الفاتيكان (بنديكتوس السادس عشر) باع طويل فيها»، متهما الدول الغربية «بالتقاعس رغم وجود فرصة» في اتخاذ اجراءات لمنع تكرار نشرها. وقال مدير المكتب الصحافي في الفاتيكان الأب فريديريكو لومباردي ان تصريحات بن لادن «لم تأت بجديد ولا تثير استغرابنا». واضاف ان هذه الاتهامات «لا اساس لها»، مؤكدا ان «البابا والمجلس البابوي للحوار بين الاديان دانا مرات عدة حملة التهكم على الاسلام هذه».

الى ذلك اعلنت برلين امس ان الخطر الارهابي في المانيا مازال على حاله بعد تهديدات زعيم القاعدة اسامة بن لادن لاوروبا، وانها لم تغير البتة في نظامها الامني. وصرح ناطق باسم وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس «الخطر لم يتغير. فالمانيا مازالت هدفا للارهاب، وهذا التسجيل الجديد لم يغير طبيعة الخطر» الذي تمثله القاعدة على المانيا.

وحذر بن لادن اوروبا اول من امس انها ستحاسب على نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في الصحف الدنماركية بحسب رسالة نسبتها مؤسسة سايت الاميركية لرصد الرسائل الالكترونية لزعيم القاعدة عشية الذكرى الخامسة على الاجتياح الاميركي للعراق. وقالت الناطقة في برلين «مازلنا لا نستطيع الجزم بان هذا التسجيل اصلي. وحتى لو كان كذلك، ليس من سبب ملموس لمضاعفة مخاوفنا لان المانيا لم تذكر فيه. فالتهديدات لا تركز على بلد محدد». واضافت ان وزارة الداخلية لم تتخذ اي اجراء خاص لتعزيز الامن والحذر، ولا تنوي ذلك. واوضحت «ان جهازنا لمراقبة الانترنت (الارهاب عبر الانترنت) في برلين يراقب عن كثب وباستمرار المخاطر الارهابية».

وكان زعيم تنظيم «القاعدة» قد قال في رسالة جديدة بثتها المواقع الاصولية: «بالرغم من ان مصيبتنا في قتلكم لأطفالنا ونسائنا مصيبة عظيمة جدا الا انها هالت عندما بالغتم في الكفر والتجرد من آداب الخلاف واخلاق القتال ووصلتم الى الحد الذي تنشرون هذه الرسوم المسيئة».

واضاف «انها المصيبة الاعظم والاخطر والحساب عليها اعظم»، مؤكدا انه «اذا كانت حرية اقوالكم لا ضابط لها فلتتسع صدوركم لحرية افعالنا». واكد اسامة بن لادن في الرسالة الصوتية التي تبلغ مدتها خمس دقائق ونشرها موقع السحاب القريب من تنظيم «القاعدة» عشية الذكرى الخامسة للحرب على العراق «لا داعي للتحجج بقدسية التعبير عندكم وبقداسة قوانينكم وانكم لن تغيروها».

وتساءل «علام تقمعون اذا من يشكك في حادثة تاريخية»، في اشارة الى محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية التي تعتبر الدول الغربية انكارها جنحة.

ورأى ان «نشر الرسوم المسيئة جاء في اطار حملة صليبية جديدة كان لبابا الفاتيكان (بنديكتوس السادس عشر) باع طويل فيها»، متهما الدول الغربية «بالتقاعس رغم وجود فرصة» في اتخاذ اجراءات لمنع تكرار نشرها.

والرسالة هي الاولى لابن لادن منذ التاسع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) عندما حث الدول الاوروبية على انهاء المشاركة العسكرية مع القوات الأميركية في الحرب في افغانستان. وتحمل الرسالة التي انتجتها مؤسسة السحاب الذراع الاعلامي للقاعدة في الشهر الهجري الذي انتهى في الثامن من مارس (اذار) رسما متحركا لرمح ينفذ من خريطة حمراء لاوروبا وتتناثر الدماء حين يخترق سنه السطح. واكد بن لادن ان «الجواب هو ما ترون لا ما تسمعون، ولتثكلنا امهاتنا ان لم ننتصر لرسول الله».

وأشار زعيم «القاعدة»: «بالرغم من نشركم للرسوم المسيئة فانكم لن تجدوا من مليار ونصف من المسلمين اي رد فعل فيه اساءة لنبي الله عيسى بن مريم». واضاف ان «العداء بين البشر قديم ولكن عقلاء الأمم حرصوا في جميع العصور على الالتزام بآداب الخلاف واخلاق القتال، لكنكم تخليتم عن الالتزام بآداب الخلاف والقتال». وتابع بن لادن «كم يحزننا ان تستهدفوا قرانا بقصفكم تلك القرى الطينية المتواضعة التي انهارت على اطفالنا ونسائنا وذلك بغير حق وفقط مجاراة لحليفكم الذي اوشك هو وسياساته العدوانية على الرحيل من البيت الابيض»، في اشارة الى الرئيس الاميركي جورج بوش. وقال بن فنزكي، المحلل في «انتلسنتر» وهو موقع آخر متخصص من المواقع الاسلامية، ان هذه الرسالة تشكل «تهديدا واضحا للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ومؤشرا على امكانية حصول اعتداء كبير في المستقبل». لكنه اضاف في بيان: «انه ليس واضحا متى سيحصل هذا الاعتداء». وكان نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في صحيفة دنماركية اثار غضب العالم الاسلامي بين يناير وفبراير (شباط) 2006.

وأعادت 17 صحيفة دنماركية في منتصف فبراير شباط نشر احد هذه الرسوم، مشددة على حرية التعبير. وتعود اخر رسالة لزعيم «القاعدة» الذي يشتبه بانه مختبئ في مكان ما على الحدود بين افغانستان وباكستان، الى 29 ديسمبر (كانون الاول) الماضي من خلال رسالة صوتية لمدة 56 دقيقة بثت على شبكة الانترنت.